موسكو تدرس ردّ بوروشينكو على مقترحات بوتين حول التسوية

قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن بلاده درست ما جاء في رسالة الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو التي رد فيها على مقترحات الرئيس الروسي حول التسوية السلمية.

ولم يجب بيسكوف عن سؤال حول طبيعة رد موسكو على الرسالة المستلمة أو عن فحواها واكتفى بالقول «تسلمناها ودرسناها».

يذكر أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد بعث منتصف كانون الثاني الجاري ي برسالة لبوروشينكو تضمنت عرض خطة للأطراف لسحب الأسلحة الثقيلة من الخط الفاصل في دونباس. وأكد وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين في 20 كانون الثاني أن كييف تسلمت فعلياً عرضاً من الرئيس الروسي.

وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أوكرانيا يمكن أن تحافظ على وحدة أراضيها فقط بشرط بقائها خارح الأحلاف العسكرية. وقال: «لهدف الحيلولة دون استمرار تفكك أوكرانيا، من المهم مبدئياً أن تحافظ على وضعها الحيادي».

وأضاف الوزير الروسي أن محاولات الضغط على روسيا من خلال فرض عقوبات أحادية الجانب وغير شرعية لن تنجح في إرغام موسكو على التخلي عما تعتبره صحيحياً وعادلاً.

وشدد لافروف على أن نجاح التسوية في أوكرانيا يتطلب إقامة حوار وطني شامل وفقاً لبيان جنيف ومراعاة مصالح سكان جميع مناطق البلاد، مؤكداً ضرورة الاتصالات المباشرة بين كييف ودونيتسك ولوغانسك في إطار عملية مينسك آخذاً في الاعتبار نتائج الانتخابات التي أجريت في شرق أوكرانيا، مضيفاً أن حلف «الناتو» حالياً هو من مخلفات حقبة «الحرب الباردة».

وأشار إلى أن تحول الناتو إلى اللهجة الشديدة ووقف التعاون مع روسيا وتعزيز قواته على الحدود مع روسيا يدلّ بوضوح على عدم قدرة الحلف على تجاوز تصورات «الحرب الباردة».

من جهة أخرى، أكد لافروف أنه لا يوجد بديل للحوار البناء بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وقال إن استخدام بروكسيل معايير مزدوجة بشأن الأحداث في أوكرانيا ومحاولات تحميل موسكو مسؤولية الكارثة المشتعلة هناك وتطبيق العقوبات والتهديدات أثرت سلباً في علاقات روسيا والاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنه لا يوجد بديل من الحوار بين موسكو وبروكسيل بسبب الاعتماد المتبادل العميق لدول القارة الأوروبية.

إلى ذلك، اتهمت موسكو الدول الغربية بالدعم الكامل لسياسة القمع العسكري التي تمارسها السلطات الأوكرانية تجاه منطقة دونباس جنوب شرقي البلاد.

وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية أن الهجوم المتواصل للعسكريين الأوكرانيين لا يزال يودي بحياة المدنيين جراء قصف مدنهم وبلداتهم.

وأشار البيان إلى تزامن تفاقم الوضع في المنطقة مع زيارة قائد القوات البرية الأميركية في أوروبا إلى كييف. وتابعت الخارجية الروسية: «لا نسمع من شركائنا الغربيين كلمة لوم واحدة موجهة لصقور كييف، فيما تتكرر تصريحات تكشف عن نيتهم بفرض عقوبات إضافية ضد روسيا».

وتابع البيان: «هناك انطباع بأن الغرب يحاول استبدال العملية السياسية الجدية الهادفة إلى حل دائم للأزمة الأوكرانية بتكتيكات التلاعب الوقح بوقائع وتصريحات منفردة وحملات إعلامية صاخبة». كما دانت الخارجية ابتعاد الدول الغربية من أي تحقيق جدي لحوادث كارثية مثل تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا أو مذبحة أوديسا أيار 2014 أو قصف مدينة دونيتسك كانون الثاني 2015 ، لتركز على نشر الدعايات الهستيرية الهادفة إلى تحميل قوات الدفاع الشعبي وحدها مسؤولية تفاقم الأزمة وتبرئة كييف.

وشددت الخارجية على أن واشنطن وبروكسيل لم تطالبا السلطات الأوكرانية بوقف قصف مدن دونباس وبلداتها، بل إنهما «تصفان بوقاحة هذه العمليات الإجرامية التي تودي بحياة المسنين والنساء والأطفال بتحقيق الحق في الدفاع عن الذات»، إضافة إلى صمت الغرب حول الحصار المفروض من قبل كييف على جنوب شرقي أوكرانيا، ما يثير قلق الوكالات الإنسانية الدولية.

وجدد البيان موقف موسكو الداعي إلى إجلاس كييف إلى طاولة الحوار مع ممثلي «الجمهوريتين الشعبيتين» في دونباس للبحث عن حل وسط سياسي ومن ثم تثبيته من خلال إصلاح دستوري يناسب جميع الأطراف.

وأعربت الخارجية عن أمل موسكو في قيام شركائها الغربيين بممارسة تأثير إيجابي في سياسة كييف للإسهام في التسوية السلمية للأزمة، مشيرة إلى أن روسيا «ستفعل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف لمصلحة السلام والاستقرار في أوكرانيا».

ميدانياً، أعلنت سلطات «لوغانسك الشعبية» أن 20 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 120 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية في قصف القوات الأوكرانية لهذه المنطقة بشرق أوكرانيا.

وقالت لاريسا أرابتيان مسؤولة وزارة الصحة في «جمهورية لوغانسك الشعبية» في مؤتمر صحافي أمس، إن 20 مدنياً لقوا مصرعهم في قصف على بلدة ستاخانوف، وكراسني لوتش ولوغانسك.

وأضافت أن 120 جريحاً نقلوا إلى مستشفيات «لوغانسك الشعبية»، ومعظمهم إلى مستشفيات لوغانسك وستاخانوف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى