نزار سكيف: شهدنا استقبالاً لم نتوقعه واحتفت بنا كلّ النقابات أما تهجّم محامٍ لبنانيّ على الجيش السوري فلا يمثل إلا شخصه

حاوره بسام نجيب

أكد نقيب المحامين السوريين نزار سكيف حُسن العلاقة بين نقابة المحامين السوريين واتحاد المحامين العرب، «لا سيما أنّ النقابة تتميّز دائماً بوزنها سياسياً وقانونياً في الاتحاد». وأشار إلى أنّ الوفد السوري في مؤتمر الاتحاد في القاهرة لقي استقبالاً «لم نكن نتوقعه حيث احتفت بنا نقابة مصر وباقي النقابات، وجميعها أقرّت بعدالة القضية السورية ومحاربة سورية الإرهاب».

وأشاد سكيف في حوار مع «البناء»، بالعلاقات الإيجابية بين النقابة ونقابتي المحامين في لبنان، مشدّداً على أنّ تهجّم أحد المحامين اللبنانيين على الجيش السوري خلال مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي عُقد في القاهرة، لا يمثل إلا شخصه والتيار الذي ينتمي إليه. وإذ لفت إلى أنّ هذا المحامي تلقى لوماً من الكثير من المحامين اللبنانيين على تصرّفه، أكد أنّ العلاقات التاريخية بين لبنان وسورية لا يمكن أن تتأثر من خلال تصرف أو تصريح أو فعل قزم من أحد. وأوضح أنّ المحامين اللبنانيين والشعب اللبناني يمثلون قمة الحالة الوطنية والمقاومة.

وفي ما يلي نص الحوار:

هل وُجهت دعوة إلى نقابة المحامين في سورية لحضور مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي عقد في القاهرة، من قبل رئاسة الاتحاد؟ وما هو مستوى العلاقة بين النقابة عموماً والنقيب خصوصاً مع المحامين العرب؟ وكيف ترون موقع النقابة كوزن سياسي وحقوقي في المؤتمر وأثرها في اتخاذ القرارات الوطنية والقومية وإسقاط المشاريع السلبية والتخريبية من بعض الجهات، وما هي نظرة أعضاء الاتحاد إلى النقابة خصوصاً وإلى سورية ودورها الإقليمي عموماً؟

ـ بالتأكيد تمّت دعوتنا من قيادة الاتحاد مباشرة عبر الأمين العام للاتحاد، لأنّ تواصلنا مع الاتحاد مستمرّ وتواجدنا فيه متواصل ولم ينقطع يوماً منذ تأسيسه وحتى الآن.

أما علاقة النقابة والنقيب مع المحامين العرب فهي أكثر من ممتازة، وكذلك علاقتي شخصياً مع جميع النقباء العرب جيدة جداً، وفيها من مساحات التواصل والمحبة الكثير الكثير، لا سيما أنّ نقابة المحامين في الجمهورية العربية السورية تتميّز دائماً بوزنها سياسياً وقانونياً، سواء في المؤتمر الذي عُقد أخيراً في القاهرة أو في المؤتمرات والاجتماعات التي تنعقد في اتحاد المحامين العرب، ودور النقابة أكثر من ممتاز وهو مؤثر.

وأضاف سكيف: جميع المحامين العرب وقياداتهم النقابية يقفون إلى جانب سورية في مقاومة المشاريع الإرهابية التدميرية التي تستهدف الأقطار العربية كافة، وعلى رأسها سورية باعتبارها روح الأمة ومركز الشرق الأوسط ومنبر إشعاع حضاري وثقافي، وجميع أعضاء الاتحاد وقياداته يحترمون سورية وهم معها ومع دورها الريادي والحضاري والمقاوم.

كان اللافت في المؤتمر الأخير، أنه في جلسة الافتتاح وقف جميع أعضاء المؤتمر وهتفوا لسورية وسيادتها وجيشها وانتصارها على الإرهاب ومموّليه، فكيف يمكن تفسير هذا التناقض بين موقف المحامين العرب وموقف حكامهم مما يدور على الأرض السورية، وهل نستطيع القول إنّ الشارع العربي يختلف في موقفه تجاه سورية عن موقف حكوماته الداعمة للإرهاب؟ ولماذا لا يكون له دور في القرار الحكومي طالما أنه بأكثريته مع سورية وحربها ضدّ الإرهاب، خصوصاً قطاع المحامين ونقاباتهم في بعض الدول التي تعرف بأنها من أقوى النقابات تأثيراً في العالم العربي؟

ـ نحن في نقابة المحامين تربطنا علاقات طيبة ورؤية مشتركة مع الاتحاد وكلّ نقابات المحامين العربية. كما يرتبط الشعب السوري مع الشعب العربي بوحدة المصير والتوجه لمحاربة الإرهاب وتشكيل جبهة عربية واحدة ومنها الدولة اللبنانية. أما خلافاتنا فتنحصر في مواقف بعض الحكومات العربية الراعية والداعمة للإرهاب، والتي لا تمتّ بأية صلة قيمَية للعروبة بما تحمل من مناقب وسلوك على مستوى القيادات والقواعد، وهذا ما يتبدّى من خلال الدور التاريخي والمهم لنقابة سورية ودورها الفاعل والمؤثر في جميع قرارات المؤتمرات السابقة والحالية، ولأننا نسير على نهج له خصوصيته يعرفه الجميع، وهو تقديم كلّ غالٍ ورخيص من أجل القضايا العربية والوقوف معها أينما كانت ومهما كانت، بشرط ان تكون ضمن الخط الوطني والقومي وخط المقاومة ضدّ أيّ عدوان على الوطن العربي مهما كان مصدره، وقد كانت سورية من أوائل الدول التي نبّهت من خطورة التدخل الأجنبي وآثاره السلبية. لكن دول الاستسلام العربي كانت لها رؤيتها التي تتناسب ومصالح حكامها خصوصاً بالنسبة إلى القضية المركزية التي هي القضية الفلسطينية.

أعود لأقول أنه في جلسة الافتتاح كان موقف المحامين العرب جدّ إيجابيّ… أليس لهذا المؤتمر تأثير إيجابي لفرض إعادة سورية إلى الجامعة العربية باعتبارها عضواً مؤسّساً للجامعة وفاعلاً على المستوى الإقليمي وباعتبار أنّ قرار إبعاد سورية عن الجامعة مخالف لميثاق الجامعة العربية؟

ـ لقد شهدنا استقبالاً لم نكن نتوقعه، حيث احتفت بنا نقابة مصر وكذلك باقي النقابات، وجميعها أقرّت بعدالة القضية السورية ومحاربة سورية للإرهاب وأنها لوحدها تحمل عبء الدفاع عن كلّ دول المنطقة، وأنّ القضاء على الارهاب في سورية سينعكس استقراراً على كلّ المنطقة والعكس صحيح. وأقرّ الجميع ببطولة ومواقف الشعب السوري الذي تحمّل وصبر وكان ذلك أحد أسرار الانتصار، كما أشادوا ببطولة الجيش العربي السوري وبالدور الريادي الذي تقوم به نقابة المحامين على المستوى المحلي والعربي والإقليمي…

أما موضوع عودتنا إلى الجامعة العربية فإنّ هذا الأمر لا يعنينا بقدر ما يعني باقي الدول العربية التي توصلت إلى قناعة راسخة بأنّ الجامعة العربية ستبقى في حالة عطالة وعدم قدرة على اتخاذ القرارات المصيرية من دون الوجود السوري فيها، وأنّ إبعاد سورية ليس إلا قراراً سياسياً أميركياً كيدياً، لأنّ ذلك القرار مخالف لميثاق الجامعة وأنظمتها. علماً أنّ عودتنا إلى الجامعة مشروطة بالاعتراف بالمبادئ التي تقوم عليها سورية وأهمّها موضوع المقاومة والدفاع عن القضية الفلسطينية ومحاربة الكيان الصهيوني والإرهاب والوقوف في وجه الدول الداعمة له وهي معروفة.

كان اللافت أيضاً في مؤتمر القاهرة الاستقبال الأخوي والودّي من قبل الوفد اللبناني للوفد السوري الأمر الذي يظهر مقدار الوعي لدى الزملاء اللبنانيين تجاه وحدة المصير بين البلدين، وأنّ ما يحصل في سورية ينعكس على لبنان والعكس صحيح. كيف تفسّرون هذا الموقف الايجابي المتناقض مع موقف المحامي اللبناني المنتمي إلى تيار المستقبل، والذي تهجم في خطابه على الجيش العربي السوري، وهو بحدّ ذاته مساس بالسيادة الوطنية للدولة، وماذا كان موقف المحامين اللبنانيين من تصرّف هذا المحامي اللامسؤول وكذلك موقفكم من هذا الحادث؟ وهل تنوون الادّعاء عليه بجرم المساس بالسيادة الوطنية وهل هذا الشخص مدفوع من أحد ما ليفعل ما فعله أم انه تصرّف شخصيّ بحت؟

ـ نحن واللبنانيون أخوة تربطنا أواصر اجتماعية وثقافية وتاريخية راسخة لا يمكن تفكيكها، وإنْ كانت للبعض مواقف وتصرفات تريد فك تلك الأواصر، فهو يتناسى أنّ العمق التاريخي لهذه العلاقات لا يمكن ان يتأثر من خلال تصرّف ما أو تصريح أو فعل قزم من أحد. وتلك الأواصر تنعكس إيجاباً على العلاقة مع نقابتي المحامين في لبنان، إنْ كان نقابة بيروت أو نقابة طرابلس. وعلى العكس فكثير من الزملاء المحامين اللبنانيين اتخذوا موقف اللوم والعتب على المحامي الذي أدلى بالتصريحات المذكورة أعلاه. وإنّ ما قام به هذا المحامي لا يمثل إلا شخصه والتيار السياسي الذي ينتمي إليه والذي له دور سلبي تجاه سورية لارتباطاته بدول الإقليم الداعمة للإرهاب، لا سيما تركيا والسعودية وتدخله المباشر بدعم الإرهابيين. وطبعاً هذا لا يمكن تعميمه على المحامين اللبنانيين أو الشعب اللبناني فهم يمثلون قمة الحالة الوطنية والمقاومة.

حضرة النقيب كلمة أخيرة تخصّ فيها مؤتمر المحامين العرب ومواقفه من القضية السورية وبيان موقف بعض الحكومات ومدى الشرخ الكبير الموجود بين بعض الحكومات ومجتمعها؟

ـ كلمتي الأخيرة هي أنني أحيّي المحامين العرب جميعاً، وفي مقدّمهم اتحاد المحامين العرب الداعم والمساند والمؤيد للقضايا العربية والمدافع عنها، لا سيما قضية فلسطين، وموقفه الداعم لسورية تجاه الحرب التي تشنّ عليها، والذي أكده بوضوح وقوة المحامون السوريون الذين حضروا أعمال المؤتمر والذين لم يحضروا لأنهم المدافعون الأشداء عن سورية الدولة والجيش والشعب. وهذه المواقف إنما تعبّر عن قوة الانتماء لسورية التي نعشق ونحبّ وننتمي، وإنّ موقف بعض الحكومات العربية لا يمثل مواقف شعبها لأنّ الشعب العربي من المحيط إلى الخليج رافض وبقوة تدخل هذه الدول ودعمها المادي واللوجستي للإرهابيين، لا سيما السعودية وقطر وتركيا وأمثالها، ومواقف هذه الدول هي السبب الأساس في تدمير الأمة، لأنّ هذه الدول تابعة كلياً للمشروع الصهيوني وللقرار الاميركي وهي تنفذ أوامره ومشاريعه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى