اليد التي ستمتدّ إلى مجاهدينا سنقطعها

محمد حسين شكر

اليد التي ستمتدّ إلى أيّ مجاهد من مجاهدينا في أي مكان أو زمان أو تحت أية ظروف سنقطعها، بهذه الصراحة وبهذا الوضوح وضع سيد المقاومة قاعدة جديدة وخطاً أحمرَ جديداً على العدو مرغماً أن يلتزم بها وإلا فإن يد المقاومة طويلة قادرة على أن تضرب في أي مكان وزمان وأرض من دون الالتزام بقواعد لم يعد لها حسبان في قاموس مقاومة حزب الله، فمن اليوم وصاعداً على العدو أن يدرس في شكل معمق ودقيق أية مغامرة قد يفكر بالإقدام عليها، أو أية حماقة قد يلجأ إليها، فدماء مجاهدي وكوادر حزب الله لم تعد مباحة وسهلة المنال ويد العدو وآلته العدوانية لم تعد حرة في القيام بأي اعتداء عند كل مفصل من مفاصل الحياة السياسية للكيان الصهيوني، فدماؤنا لم تعد بعد اليوم صوتاً مرجحاً في صناديق الانتخابات الصهيونية، ومجاهدونا لم يعودوا بعد اليوم أهدافاً صهيونية تستخدمها حين تشاء لأهداف سياسية أو عسكرية أو لتوجيه الرسائل في شتى الاتجاهات.

كما أن مكان الرد لم يعد محصوراً بعد اليوم في مكان معين فلا قواعد الاشتباك هي هي ولا جبهة المواجهة هي هي ولا فصل الجبهات بقي له أي وجود، فلبنان كما فلسطين كما سورية كما كل دول العالم أصبحت من الآن فصاعداً مساحة المواجهة، ومن حق حزب الله أن يردّ على أي عدوان يتعرّض له في المكان والزمان والظروف التي يراها مناسبة وعلى العدو أن يستعدّ لهذه الخيارات وأن يتكيّف مع القواعد الجديدة التي رسمها سيد المقاومة للصراع مع العدو الصهيوني.

ومما لا شك فيه أنّ القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية للكيان الصهيوني تنكب في هذه الأثناء على دراسة كلّ حرف وكلّ حركة في خطاب التحوّل الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مهرجان شهداء القنيطرة لأنّ الصهاينة أصبحوا على قناعة راسخة لا لبس فيها أنّ حماقة نتنياهو وقيادته العسكرية في القنيطرة قد غيّرت القواعد والخطوط والمعادلات التي كانت قائمة، وبالتالي فإنّ وضع الجبهة قبل خطاب السيد نصر الله غيره ما بعد الخطاب، وقواعد الاشتباك قبل الخطاب غيرها بعد الخطاب، وبالتالي على العدو أن يستعدّ من اليوم فصاعداً لردود قاسية وحاسمة تقوم بها المقاومة من دون خوف أو ردع أو وجل، فمقاومة حزب الله لم تدخل في يوم من الأيام كلمة خوف في قاموسها، كما لم تدخل كلمة الردع في قاموسها، هي مقاومة شجاعة مؤمنة حكيمة تعتمد في عملها على المدد الإلهي كما على حكمة ووعي قيادتها، وبالتالي فلا يتوهمنّ أحد ولا يظننّ أحد أنّ حكمة هذه المقاومة هي ارتداع أو خوف من حرب قد تفرض عليها، فالمقاومة جاهزة ومستعدة لأية حرب قد يفرضها الغباء والحماقة الصهيونيان عليها، وهي مستعدة لكي تلقن العدو المتغطرس درساً على شاكلة درس تموز 2006 بل هو أشدّ وأقسى، وما قاله السيد لـ«الميادين» كان كافياً وواضحاً بأنّ مقاومة حزب الله أشدّ بأساً وأقوى وأنضج مما كانت عليه خلال حرب تموز 2006، وما الردّ الشجاع الذكي الحكيم والاستراتيجي في مزارع شبعا إلا خير دليل على هذا.

مما لا شك فيه أنّ خطاب السيد في ذكرى شهداء القنيطرة شكل حداً فاصلاً بين تاريخين، تاريخ كان يفرض فيه الصهاينة خياراتهم ويضعون الحدود وكانت المقاومة تقوم بردّ الفعل من أجل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وتاريخ أصبحت المقاومة هي من يضع الحدود والخطوط والخيارات وعلى العدو أن يعمل لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى