ما بعد بعد قواعد الاشتباك

طاهر محي الدين

بعد المعادلة الأشهر في حرب تموز المباركة «ما بعد بعد حيفا»…

وبعد المعادلة الأقوى في لقائه على قناة «الميادين»، «ما بعد الجليل»…

يطلق سماحة الأمين في خطاب الفصل في الإحتفالية التي أقامها حزب الله بذكرى شهداء القنيطرة المعادلة الحاسمة «ما بعد بعد قواعد الاشتباك»…

حيث قال: «لم تعد تعنينا وغير ملزمين أو ملتزمين بقواعد الاشتباك»، من حيث الرد على اي عملية أو حرب أو هجوم يقوم به كيان العدو بالرد نوعياً بما يماثل ما يقوم به العدو، أي حسب قواعد الاشتباك السابقة التي أسقطها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله.

رسائل أدلى بها السيد لكل المقاومين، وللداخل والخارج وللصهاينة بالمقدمة وإلى من سمّاهم السيد أحباء الكيان الصهيوني بالمنطقة:

سنكون وسنرد أين ومتى وكيف وحيث يجب أن نرد وأن نكون، ووحد الجبهات.

سدّ أفواه المتبجحين عن التدخل الإيراني والسوري بقرارات حزب الله.

امتزاج الدمين اللبناني والإيراني على الأرض السورية رسالة للجميع بأن محور المقاومة قد أسقط كل الحدود من طهران إلى بغداد ودمشق والضاحية الجنوبية وفلسطين الحبيبة.

نحن نعلن عن شهدائنا بالعدد الكامل، وبزمان ومكان الشهادة ونفخر ونعتز بهم.

تجاوز السيد في كلمته الحرب النفسية إلى كي الوعي، حيث قارب بين جريمة الاغتيال والرد المدوي، بأن جريمة الإغتيال جاءت غدراً من الضهر، بينما كان ردنا المدوي مواجهةً.

المعادلة والرسالة الأخطر كانت «جربتونا وشفتوا ردنا، لا بقى تجربونا».

رسائل الأمان وتعزيز الصمود والقوة «إي مقاوم يُغتال غيلةً، أو يُقتل فإننا سنرد بلا حدود وبالطريقة والرد والكيفية التي نراها مناسبة».

وأكد السيد بالحرف على ما أدلى به بمقابلته على قناة «الميادين»، وأنه كان يعني كل حرف فيها تماماً.

نحن جاهزون إلى كل الاحتمالات والى الأخر، ما يعني تحديداً «إن أردتموها حرباً مفتوحة، فأهلاً وسهلاً بالحرب».

الرد في شبعا أكد للعدو بأن المقاومة ليست مردوعة.

«إسرائيل» هي أكثر من يعرف إمكانات المقاومة.

الرد في شبعا كان رداً واضحاً وحاسماً على كل من كان يمني نفسه ويتغنى بإنهاك حزب الله وإنشغاله في سورية وعرسال والبقاع.

وأهم الإعلانات هو ان كل المجموعة المقاومة الشريفة عادت سالمةً غانمةً الى مواقعها.

أبرز السيد في رسائله قوة المقاومة ووضوحها وصراحتها على تبني العملية مباشرة وخلال نصف ساعة من تنفيذها، بما كان من جبن العدو أنه حتى الآن لم يستطيع تبني جريمته علانية وصراحة، وأشار إلى تضارب تصريحات قيادة العدو حول الجريمة وتبنيها.

أشار السيد وكما هي عادته إلى أن ما تم تحقيقه في هذا الرد إنما هو نصرٌ إلهي، آتى بعد القرار والترتيبات والإستعدادات المطلوبة للرد.

كما أكد السيد على الحق والواجب الشرعي والوطني والقانوني الدولي بحق المقاومة بالرد على أي عمل صهيوني كيفما وأينما كان وبالطريقة المناسبة.

كما أكد السيد نصر الله في سياق كلمته على أن القبلة والوجهة هي فلسطين وشعب وفلسطين.

كما سمى السيد نصر الله الأمور بمسمياتها الحقيقة، على أنه من يتواجد اليوم في القنيطرة والجولان بالقرب من السياج الحدودي مع الأراضي المحتلة وعلى شريط عرضه حوالى الـ 6 كلم هم عبارة عن آلاف المقاتلين من جبهة النصرة الإرهابية وسمّاها بـ «الفرع السوري لتنظيم القاعدة الإرهابي»، وهي بمثابة جيش لحد الجنوبي الذي كان في جنوب لبنان على الحدود مع الأراضي المحتلة.

في الخلاصة نقول إن السيد رسم مستقبل المنطقة وشكل الصراع القادم وخط معادلة ما بعد بعد قواعد الإشتباك، وبالآية الكريمة «وإنْ عدتم عدنا»، وأن زمن القادة الإستراتيجين في الكيان الصهيوني قد ولى.

وأن ما بعد شبعا غير ما قبلها، وإن العدو قد أعتبر جريمته في القنيطرة ضربة قاصمة لنا فإننا نراها بعيداً عن الجانب الإنساني إنها خير وقوة ومرحلة تاريخية وتجربة كبيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى