بيرم لـ«البناء» و«توب نيوز»: عملية شبعا أثبتت أن المقاومة لم تُستنزف وقادرة على تنفيذ ضربات نوعية

حاوره محمد حمية

أكد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم أن «أن سرعة الرد والتبني ونوعية التكتيكات التي استخدمت في عملية المقاومة في مزارع شبعا، تشير إلى أن هناك قدرة هائلة لدى المقاومة على اختراق المنظومة الأمنية والاستخباراتية «الإسرائيلية»»، لافتاً إلى أن «عجز «إسرائيل» عن الرد يدلّ على أن الحزب أعاد التوازن، وأنه لن يتخلى عن الميدان الأساسي وهو الصراع مع «الإسرائيلي» ولم يُستنزف وقادر على تنفيذ ضربات نوعية».

وشدد بيرم على أن «المقاومة أثبتت بعد العملية أنها حاجة وطنية للدفاع والتحرير، وهي العمود الفقري لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، خصوصاً مع ظهور خطر الإرهاب الذي لا يقل خطراً عن «إسرائيل» والمتحالف معها».

واعتبر بيرم أن «عملية شبعا لن تؤثر في الحوار بين «المستقبل» وحزب الله، لأن الطرفين مصممان على الحوار»، داعياً فريق المستقبل إلى أن «يطوي صفحة رهاناته، لا سيما رهانه على سقوط النظام في سورية لتغيير التركيبة في لبنان».

وإذ استبعد انتخاب رئيس للجمهورية الآن، لفت بيرم إلى أن هذا الملف مؤجل «لأن تجربة الرئيس ميشال سليمان لم تكن موفقة إطلاقاً لانحيازه الواضح في العامين الأخيرين من عهده لفريق 14 آذار، لذلك أنهى إمكان عودة ما يسمى الرئيس التوافقي».

ومن دون التنسيق الأمني والعسكري والسياسي مع سورية سنشهد مزيداً من نزيف الجيش والشعب وأهل عرسال والقرى الحدودية».

وأشار بيرم إلى أن «لقاء موسكو هو محاولة من قبل روسيا لوضع الأزمة على سكة الحلّ السياسي، لكنه لن ينتج تسوية سياسية مباشرة».

حديث بيرم جاء خلال حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، الذي استهله بالإشارة إلى أهمية عملية المقاومة في مزارع شبعا، معتبراً أن «لها أبعاداً متعددة ومتميزة عن عمليات سابقة، فهي ليست فقط رداً على عملية القنيطرة لأن الكثير من الكلام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي قيل قبل العملية بأن حزب الله لن يرد لأنه لا يملك إمكان ذلك. منذ اشتعال الأزمة السورية وتدخل الحزب إلى جانب النظام في سورية والدور الوازن والمؤثر الذي يؤديه، كان هناك اعتقاد بأن هذا الأمر سيشغل حزب الله وسينهي الجناح المقاوم عن مواجهة «إسرائيل»، ورد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على هذا الكلام مراراً وتكراراً لا سيما في مقابلته التلفزيونية الأخيرة بأن قوة الحزب لن تتأثر».

وأضاف الكاتب والمحلل السياسي: «ثانياًً، «إسرائيل» تحدّت حزب الله أكثر من مرة في سورية وفي الداخل اللبناني، فقد اغتالت القيادي الشهيد حسان اللقيس ثم عملت على اختراق الجسد التنظيمي والمقاوم للحزب عبر العملاء وتحدّته في سورية من خلال الغارات المتتالية والتعاون مع المجموعات الإرهابية لتكرار تجربة الجدار الطيب عام 1976، لذلك هي تختبر قوة الحزب، وإذا لم يرد هذه المرة يعني أنه فعلاً عاجز عن الرد وبات مغلوباً على إرادته، عملية القنيطرة كانت ذروة الهجوم على حزب الله وسرعة الردّ والتبني ونوعية التكتيكات التي استُخدمت تشير إلى أن هناك قدرة هائلة للمقاومة على اختراق المنظومة الأمنية والاستخباراتية «الإسرائيلية»، وهذا ردّ على التحدي منذ ثلاث سنوات، وعجز «إسرائيل» عن الرد يدلّ على أن الحزب أعاد التوازن، ويعني أن «الأمر لي» ولن أتخلى عن الميدان الأساسي وهو الصراع مع «الإسرائيلي»، ولم أُستنزف وقادر على تنفيذ ضربات نوعية، وأتحدى كل التهديدات والحرب النفسية لإجباره على عدم الرد».

وعن سبب عدم ردّ الحزب من جبهة الجولان قال بيرم: «الرد من الجولان لن يعطي الرمزية التي أعطتها العملية في مزارع شبعا، لأن هدف «الإسرائيلي» والأميركي هو أن ينقل حزب الله كل قدراته العسكرية إلى الجبهة السورية ليُستنزف ويبتعد من الجبهة الشمالية لـ«إسرائيل»، لذلك في مزارع شبعا كان التحدي الأكبر».

وبيّن بيرم: «أن حزب الله رد في مزارع شبعا وفي وضح النهار، وبحسب المعلومات المتوافرة عن العملية كان باستطاعة الحزب لو أراد أن ينفّذ عملية أسر ويقضي على كامل أفراد الدورية، وهناك عدد أكبر من القتلى، لكن «إسرائيل» مارست التعتيم لوجود الرقابة العسكرية على وسائل الإعلام. والتحالف بين العدو «الإسرائيلي» والمجموعات الإرهابية يعزز نظرية الحزب التي ذهب على أساسها للقتال في سورية».

وعمّا إذا ما كانت العملية قد أثبتت حاجة لبنان إلى سلاح المقاومة كوظيفة للتحرير والدفاع في آن معاً، قال بيرم: «بعد صدور القرار 1701 عام 2006 صدر كلام منسوب لقوى 14 آذار يقول بأن سلاح حزب الله بعد هذا القرار سيتحول إلى خردة وترسانة الصواريخ إلى صدأ، فقيادة الحزب تعرف متى تردّ وتختار الزمان والمكان المناسبين وحتى عندما كانت تهدأ الجبهة عسكرياً، كانت دائماً مشتعلة أمنياً واستخباراتياً بين العدو والمقاومة وحتى في الخارج فالصراع لن ينتهي، وأثبتت المقاومة أنها حاجة وطنية للدفاع والتحرير وهي العمود الفقري لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، خصوصاً مع ظهور خطر الإرهاب الذي لا يقل خطراً عن «إسرائيل» والمتحالف معها».

وعن الالتفاف الشعبي والرسمي حول المقاومة بعد العملية قال المحلل السياسي: «كلام رئيس الحكومة تمام سلام كلام وطني، لكن الفريق المعادي للمقاومة نهجاً وفكراً وتاريخاً وثقافة وليس فقط للسلاح، الجميع فيه مقتنع بأن نزع سلاح المقاومة أمر صعب ولا بد من الجلوس مع المقاومة للحوار، وعندما يقبل تيار المستقبل بالجلوس مع حزب الله، هذا يعني أنه طوى المرحلة الماضية بعد أن رفع مرحلة التحدي، وانخرط بالمشروع الغربي الذي يريد نزع سلاح المقاومة وتشويه صورتها».

وعن موقف النائب وليد جنبلاط قال: «في بداية العملية أخطأ عندما قال إننا دخلنا مرحلة اضطراب كبيرة، ثم استدرك الأمر لاحقاً بتصريحه الثاني، وهو ظن أن الأمور ذاهبة إلى التصعيد».

وأضاف بيرم: «لا يمكن لـ«إسرائيل» أن تشن حرباً لعشر سنوات مقبلة لأن الظروف تغيرت، وفي الحرب الثالثة على غزة استطاعت المقاومة بقدراتها المتواضعة أن تصنع معادلة الرعب مع «إسرائيل» فكيف بالمقاومة في لبنان». وتابع: «الجبهة «الإسرائيلية» مربكة وفي حال رعب حقيقي، و«المجتمع الإسرائيلي» بكل قياداته ومستوطنيه باتوا الآن يحسبون ألف حساب لأي مغامرة من هذا النوع، وهذا التفاعل مع عملية المقاومة في الشارع العربي في العراق واليمن وتونس وغيرها من الدول في ظل هذا الانهيار العربي والربيع العربي الواهم، أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية والصراع مع العدو، فالجبهة الآن أصبحت واحدة من الناقورة إلى الجولان».

وعن انعكاس توتر الأوضاع عند الحدود على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل قال بيرم: «مرّ هذا الحوار في أكثر من اختبار قبل انعقاده وبعده، وحتى الآن لم يتأثر، الطرفان مصممان على الحوار، ومن راهن وأخفقت رهاناته هو «المستقبل»، وحزب الله منذ وقت بعيد ينادي بالحوار، الآن الحوار مهم وطنياً وسيستمر وقرروا عزله عن تناقضات وصراعات المحيط، و«المستقبل» يجب أن يطوي صفحة رهانات عمرها منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا سيما رهانه على سقوط النظام في سورية لتغيير التركيبة في لبنان».

وعن الاستحقاق الرئاسي استبعد بيرم أي نتيجة للحوار الداخلي في انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أن «هذا الملف مؤجل، لأن تجربة الرئيس ميشال سليمان لم تكن موفقة إطلاقاً لانحيازه الواضح في العامين الأخيرين من عهده لفريق 14 آذار، لذلك أنهى إمكان عودة ما يسمى الرئيس التوافقي ولن يتكرر، ثانياً، لأن قوى 8 آذار تريد رئيساً يراعي المعادلات الجديدة، لذلك تضع الأمر عند العماد ميشال عون».

وفي الشأن السوري، شدد الكاتب والمحلل السياسي على أن «الجميع بات مقتنعاً باستحالة إسقاط النظام في سورية، بعدما أثبت هذا النظام أنه يحظى بغالبية الشعب السوري. ولقاء موسكو هو محاولة من قبل روسيا لوضع الأزمة على سكة الحل السياسي، لكنه لن ينتج تسوية سياسية مباشرة بل ييفتح الباب لكثير من القوى المعارضة للعودة إلى جادة الصواب للبحث عن تسوية سياسية، والنظام يعوّل على مسألة المصالحات على الأرض، والرئيس بشار الأسد قال منذ زمن بعيد إننا مستعدون للحوار وللتغيير في مواقع معينة، ويجب على الدول المتورطة في سورية أن توقف دعم الإرهاب، لأن هذا الإرهاب الذي حذّر منه الرئيس الأسد بدأ يأكل نفسه ومموليه ومن أمّن له الغطاء والدعم، وما يحصل في فرنسا وكل أوروبا يؤكد ذلك».

ودعا بيرم الدولة إلى اتخاذ قرار جدي بمواجهة الإرهاب خصوصاً بعد الجهود الكبيرة التي بذلها الجيش والشعب والمقاومة في هذا الصعيد، كما دعا إلى التنسيق الأمني والعسكري مع سورية، قائلاً: «من دون التنسيق الأمني والعسكري والسياسي مع سورية سنشهد مزيداً من نزيف الجيش والشعب وأهل عرسال والقرى الحدودية».

وتساءل بيرم عن السلاح الذي وعدت به بعض الدول فيما لم يصل منه شيء حتى الآن والجيش في قلب المواجهة مع الارهاب! مستغرباً رفض الحكومة السلاح الإيراني!

يبثّ هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز» على التردد 12034

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى