وصلني للعريس… داليا وراشد… حكاية حب «حاصرتها»… «إسرائيل»…

قصة حُبٍّ شاءت الأقدار ألا تكتمل، من يستمع إليها ويدقق في تفاصيلها يعلم أنه عندما يُقال أن الحب لا يعرف المستحيل فالأمور فعلاً كذلك، وعندما يكون طرفاه مصرّين على الفوز بالعلاقة ينظران إلى العقبات ويحاولان تجاوزها سوياً.

في قصة داليا وراشد التي تشبه الكثير من القصص الخيالية التي قد نقرأ عنها في روايات الحب وأساطير الغرام، أو قد نلتقي بحكايات تشبهها، لكن هذين الحبيبين لم يرضيا أن يرضخا للواقع المرير الذي يواجههما، فهما يحاولان ومنذ 3 سنوات أن يتزوجا ولكن من دون جدوى، والسبب «إسرائيل»!

كالسجينة تعيش داليا في قطاع غزة بسبب القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» على القطاع. أما راشد فيعدّ الأيام في نابلس في الضفة الغربية لـ»تحرير» خطيبته التي لم يرها منذ سنوات طويلة.

القصة بدأت عام 2011 عندما شاركت داليا في فعالية «التبادل الشبابي العربي الفلسطيني على أرض فلسطين» في عمان، والتي شارك فيها العشرات من الشباب الفلسطينيين الناشطين، حيث كان راشد يعمل مصوراً. لقاؤهما أشعل فتيل الحب، وبقيا يتواصلان حتى زارت داليا الأردن من جديد لتتفاجأ براشد طالباً يدها للخطوبة من خالتها في الأردن.

وافق أهل داليا على أن تُحل قضية القطاعات بوعود أحد المسؤولين، وخطب راشد داليا رسمياً بعد 6 أشهر عندما توجه إلى غزة لطلب يدها من أهلها. ومنذ ذلك الحين لم ترَ عينا داليا وجه راشد إلا عبر شاشة «skype»، فالقانون «الإسرائيلي» يمنع أهالي قطاع غزة من العبور إلى الضفة الغربية، وقد شدّد الاحتلال قوانينه عام 2006.

وتقول داليا إن «كل المحاولات باءت بالفشل. لجأت إلى مسؤول فلسطيني وعدنا بحل الأمور لكنه لم يعد يتعرف إلينا في ما بعد، لجأت إلى مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية، لكن المحاولات أيضاً باءت بالفشل، وذلك لأن «إسرائيل» لا تسمح بإصدار تصاريح دخول من قطاع إلى آخر»، حتى أنها حاولت الوصول إلى الضفة عبر الأردن لكنها لم تستطع لأن الأمر يحتاج تنسيقاً أمنياً مع الجانب «الإسرائيلي».

أما الفريد في هذه القصة وما أوصلها إلى الشهرة العربية فهو مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تؤكد الناشطة ميساء الشاعر أنها أقنعت العروس بأن تُطلق حملة « وصلني للعريس» لتصل الصرخة بأسرع وقت ممكن، وتقول: «أقنعتها أن نلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي لعل هذا العالم الافتراضي قد يحل قيود هذه القضية».

هكذا، اشتهرت قصة داليا وراشد لكنها تبقى معلقة من دون حلّ، تماماً كالقضية الفلسطينية وكل القصص الإنسانية التي تنتج منها أو تحصل في ثناياها… والأصل دائماً «…»إسرائيل» بين السطور».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى