أميركا وإيران: لقاءات متسارعة في سويسرا… وكيري يدافع عن المفاوضات نتنياهو يستعدّ لغزوة واشنطن… ويفتح قناة البحرين… ويبني جدار الجليل

كتب المحرر السياسي:

فيما يحزم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وهو يظهر علامات القوة المفترضة لربح جولة المواجهة مع إدارة الرئيس باراك أوباما أمام الكونغرس والرأي العام الأميركي، وينجح في وضع اليد على الجغرافيا الأردنية بتوقيع اتفاق شقّ قناة ما بين البحرين، فيربط البحر الأحمر والبحر الميت أملاً في إحياء صحراء النقب، موحياً بالهجوم السياسي والاقتصادي معاً، تنتقل «إسرائيل» أمنياً إلى الاختباء وراء الجدران.

على عكس ما بدت مهمة نتنياهو في غزوة واشنطن محاطة بعناصر التعقيد، مع الهجوم الوقائي الذي بدأته إدارة الرئيس أوباما، لصناعة رأي عام، عنوانه، لماذا التسرّع، فالاتفاق لم ينجز، حتى تحكم على شيء لا تعرفه، والمفاوضات في لحظة دقيقة والتدخل يزيدها تعقيدا، ومن لديه بديل غير التفاوض فليقدّمه بدلاً من التحريض، وشكل وزير الخارجية الأميركي جون كيري رأس الحربة في هذا الهجوم، مجرياً قرابة العشرين حوار مع مؤسسات إعلامية خلال اسبوع، مستغلاً كلّ حديث يطاول الشرق الأوسط لتناول موقف نتنياهو بالتهكم أو الانتقاد أو التساؤل، ففيما كان كيري يقول إنّ أميركا وإيران في موقع المصلحة بقتال «داعش»، عرّج على نتنياهو فقال إنه على الأرجح لا يعرف عما يتحدث ومن لديه بديل لما نفعله في التفاوض فليقدّمه بدلاً من المزايدات الفارغة، فلا أحد يعرف مصالح اميركا أكثر من أميركا نفسها، واصفاً نتنياهو بقصير النظر، هذا بينما كانت الخارجية الأميركية تعلن عن جولة محادثات أميركية إيرانية جديدة الأسبوع المقبل في سويسرا.

نتنياهو غير المتأكد من فوزه بغزوة واشنطن، كان متيقناً من حجم النصر الذي حققه بتوقيع الاتفاق التنفيذي لربط البحر الأحمر بالبحر الميت، وما سيحمله من مردود استراتيجي لـ»إسرائيل»، عدا عن المردود المائي والاقتصادي.

وهكذا وقع الأردن و»إسرائيل» اتفاقاً لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع بناء قناة تربط البحر الاحمر بالبحر الميت، ووقع الاتفاق «استكمالاً لمذكرة تفاهم وقعت فى واشنطن فى كانون الأول 2013، مع الجانبين الفلسطينى و»الإسرائيلي»، وحضر توقيع الاتفاق ممثلون عن البنك الدولى والولايات المتحدة الأميركية.

على الضفة الأمنية كان الوضع مختلفا، فنتنياهو المذعور من المقاومة وقواعد الاشتباك الجديدة، التي صارت معادلة الجليل وما بعد الجليل عنوانها، يصدر الأوامر لجبهته الشمالية ببناء جدار حدودي مع لبنان، تحسّباً لهجمات تستهدف المستوطنات في منطقة الجليل.

وقد بدأت قيادة الجبهة الشمالية للجيش «الإسرائيلي» ببناء سور بين كيبوتس «حنيتا» الواقع في الجليل الغربي وبين لبنان، وأفادت التقارير الإعلامية «الإسرائيلية» بأنّ قيادة الجبهة الشمالية للجيش «الإسرائيلي» بدأت ببناء السور «تخوّفاً من أن ينفذ أمين عام حزب الله حسن نصرالله تهديداته القديمة باحتلال بلدات في الجليل». ويأتي بناء السور ضمن سلسلة أعمال هندسية ينفذها الجيش «الإسرائيلي» عند الحدود مع لبنان بهدف «منع مرور سريع لقوات معادية إلى الأراضي الإسرائيلية».

وبدأت هذه الأعمال في أعقاب قرار الفرقة العسكرية 91، «فرقة الجليل» بقيادة العميد موني كاتس، وغاية هذه الأعمال كما تقول التقارير كشف نقاط ضعف في هذه المنطقة والتي «يمكن لقوات حزب الله استغلالها أثناء مواجهة من أجل الدخول إلى مستوطنات الجليل أو تنفيذ هجمات معقدة». وبعد أن قدّمت الفرقة 91 استخلاصاتها وحصلت على التصاريح الملائمة، بدأت أعمال حفريات بالقرب من خط الحدود مع لبنان من أجل تعميق الأودية في الجليل، كما بدأ بناء السور قرب «حنيتا» من أجل «وضع صعوبات أمام قوات راجلة من الدخول إلى إسرائيل من جهة الوادي».

وسيُقام في بعض المواقع سور إسمنتي، كما سيتمّ اقتلاع كافة أنواع النبات الموجودة في هذه المنطقة من أجل توسيع مجال رؤية قوات الجيش «الإسرائيلي» التي تجري دوريات في هذه المنطقة، ويدرس جيش العدو إقامة «جدار ذكي» في المناطق القريبة.

وقال ضباط كبار في قيادة الجبهة الشمالية، لدى تطرّقهم إلى تهديدات السيّد نصرالله باحتلال بلدات في الجليل، إنهم «غير معزولين عن الواقع، مع التشديد على البلدات الواقعة عن حدود لبنان». واستدرك الضباط «الإسرائيليون» بقولهم «إن الجيش الإسرائيلي جاهز لمواجهة أي احتمال ومن ضمن ذلك إخلاء بلدات أثناء الطوارئ أو احتلال سريع للمناطق التي سيحاول حزب الله الدخول إليها».

بينما الجيش «الإسرائيلي» المزوّد بأحدث أسباب القوة، يلجأ للاختباء وراء الجدران، كان الجيش اللبناني ينجح في استرداد مجموعة من التلال التي يسيطر عليها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» في جرود رأس بعلبك، ووصف خبراء عسكريون إنجاز الجيش بالنوعي، الذي يجعل عمليات القضم التي ينفذها عملاً استباقيا من الزايتين الدفاعية والهجومية، ما يمنع تفكير الجماعات المسلحة بهجمات جديدة، ويهيّئ للجيش الفرص إذا توافرت الشروط المناسبة لقيام بالهجوم.

على إيقاع إنجازات الجيش وخيبات السياسة، بدا أنّ العودة للحكومة دون تسجيل نقاط، الطريق الأفضل لتفادي الخسائر على جميع الفرقاء، فلا رئيس الحكومة ولا معارضوه، قادرين على الدخول في لعبة عضّ أصابع، ولا أحد يملك حلاً، لذلك تفيد المعلومات أنّ الأسبوع المقبل سيشهد عودة اجتماعات الحكومة من دون تعديل الآلية ومن دون تعقيد تطبيقها.

لم ينتظر الجيش اللبناني الأسلحة الفرنسية التي أعلنت باريس أنها ستبدأ في إرسالها إليه في نيسان المقبل. وقبل ذوبان الثلوج وقدوم فصل الربيع نفذ الجيش عملية استباقية سريعة في منطقة جرود رأس بعلبك، تمكن بنتيجتها من السيطرة التامة على مرتفعي صدر الجرش وحرف الجرش، شمال شرقي تلة رأس الحمرا باتجاه الحدود اللبنانية – السورية، واستخدمت قوى الجيش خلال العملية رمايات بالمدفعية والأسلحة المناسبة ضد تجمعات المسلحين وتحركاتهم بالقرب من المرتفعين المذكورين، وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم، كما ضبطت عدداً من العبوات الناسفة والأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر، إضافة إلى أعتدة عسكرية عائدة الى الارهابيين». ونتج من هذه الاشتباكات إصابة 5 من عناصر الجيش بينهم ضابط حالته حرجة نقل بطوافة عسكرية الى مستشفى بيروت الحكومي، والعسكريون الـ4 نقلوا الى مستشفى بالهرمل وفق ما صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه.

إلى ذلك، أفادت معلومات عن انتقال شارلي الحداد 1991 من تركيا الى سورية، وهو شاب من عائلة أرثوذكسية في ضهر العين الشمالية وكان يتردد على منطقة الزاهرية في طرابلس ويشبته بأنه انضم لـ«داعش» في سورية.

وكان شارلي غادر لبنان في 10 أيلول وتوجه الى تركيا في إجازة، لكنه لم يعد على رغم تأكيده لعائلته أنه سيعود الى لبنان في بداية شهر تشرين الاول. وقد تحرك أهله باتجاه الأجهزة الأمنية للتحري عن مصير ابنهم بعد انقطاع الاتصال به.

سياسياً، ينتظر الوزراء دعوة رئيس الحكومة تمام سلام الى جلسة مجلس الوزراء الذي لم يلتئم للاسبوع الثاني على التوالي. وتوقّع زوار السراي أن يدعو رئيس الحكومة إلى جلسة الأسبوع المقبل وفق آلية العمل الحالية بعدما شدد أمس على ضرورة التوافق على ألا تؤدي ضرورة التوافق الى تعطيل الجلسات الحكومية».

وفي حين أشارت مصادر وزارية إلى «أن لا تقدم في آلية العمل الحكومي». أكد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب بعد لقائه سلام «أن رئيس الحكومة في جو أفكار جديدة للتعاطي داخل الحكومة ومع أي جلسة لمجلس الوزراء ُتعقد مستقبلاً، وما يُفكر به الرئيس سلام هو المناسب لأنه من غير الممكن أن تستمر الحكومة على النمط التي كانت عليه سابقاً، فما قبل القطيعة ليس كما بعدها وبالتالي هو دائماً مع الوفاق وضد التعطيل».

وفي اطار الحراك الحكومي أيضاً زار وزير الاتصالات بطرس حرب الذي شارك في اللقاء التشاوري في دارة الرئيس أمين الجميل أول من أمس، رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وتمام سلام، للبحث في إعادة تفعيل الحكومة وتسريع مسار انتخاب رئيس جمهورية.

وقال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: «نوافق على معالجة مشكلة آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء بما يتناسب مع طمأنة الأطراف، ولتكن أزمة الآلية التي نشأت سبباً مباشراً لتحريك إضافي وعملي جدي لمصلحة إنتخاب رئيس للجمهورية فهذا أمر إيجابي، لكن تحت عنوان رئاسة الجمهورية يتم تعطيل مجلس الوزراء كما تم تعطيل المجلس النيابي وتعطيل البلد وهذا أمر خاطئ». من ناحية أخرى شدد قاسم على «ان السمة العامة اليوم للمنطقة هي عدم الاستقرار ويبدو أن عدم الاستقرار سيطول كثيراً وربما لسنوات، والسمة العامة للاعبين الإقليميين والدوليين هي الارتباك وعدم الحسم، أي انهم لا يعرفون ماذا يفعلون».

وبرزت أمس زيارة لافتة قام بها وفد برلماني فرنسي برئاسة النائب جيرار بابت، قادماً من دمشق، مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي حيث جرى خلال اللقاء استعراض آخر التطورات في لبنان والمنطقة. وأكد الموسوي خلال اللقاء أن الأولوية يجب أن تكون لمكافحة الإرهاب ومواجهة المجموعات المتطرفة، كذلك العمل من أجل وقف كل أشكال الدعم والمساندة التي يتلقاها هؤلاء من قبل بعض القوى الإقليمية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى