صدمة دولية عميقة والـ «يونيسكو» تطالب باجتماع دولي طارئ

طلبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو»، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي إثر نشر «داعش» الخميس شريط فيديو يظهر فيه عناصر من التنظيم المتطرف وهم يدمرون آثاراً في مدينة الموصل في شمال العراق.

وقالت مديرة المنظمة إيرينا بوكوفا في بيان إن «هذا الاعتداء هو أكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا أيضاً شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق». وأضافت: «لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الأمن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول حماية الإرث الثقافي العراقي، كمكون أساسي من أمن البلاد».

وأعربت بوكوفا عن «صدمتها العميقة» تجاه الشريط المصور، مؤكدة «إدانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود الى آلاف السنين».

وقال خبراء إن الآثار المدمرة تشمل قطعاً أصلية، وأخرى أعيد بناؤها من قطع مبعثرة، إضافة إلى نسخ عن قطع أصلية موجودة في متاحف أخرى. وشملت القطع المدمرة آثاراً من الحقبتين الآشورية والبارثية، ويعود بعضها إلى فترة ما قبل ميلاد المسيح، بحسب خبراء وأكاديميين.

وأشارت بوكوفا في بيانها إلى أن بعض التماثيل التي دمرت، بحسب الشريط، تعود إلى مدينة حضر التاريخية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، والواقعة على مسافة 100 كلم جنوب غربي الموصل.

وكان الشريط الذي نشر ويظهر قيام عناصر من «داعش» بتدمير آثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف مدينة الموصل في شمال العراق، ويضم المتحف تماثيل وآثار من الحضارتين الآشورية والهلنستية، يعود تاريخها إلى قرون قبل ميلاد المسيح، ما حدا بخبراء إلى المقارنة بين تدمير آثار متحف الموصل، وقيام حركة طالبان الأفغانية عام 2001 بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان.

وقال خبراء إن الآثار المدمرة تشمل قطعاً أصلية، وأخرى أعيد بناؤها من قطع صغيرة، إضافة إلى نسخ عن قطع أصلية موجودة في متاحف أخرى.

وتشمل القطع آثاراً من الحقبتين الآشورية والبارثية، إضافة إلى قطع من مدينة الحضر التاريخية على مسافة مئة كلم جنوب غربي الموصل.

واعتبر طوماس كامبل، مدير متحف متروبوليتان في نيويورك، أن ما جرى عمل «كارثي». وقال: «ندين بشدة هذا العمل التدميري الكارثي الذي استهدف واحداً من أهم المتاحف في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «مجموعة متحف الموصل تغطي كل مراحل الحضارة في المنطقة، مع منحوتات مميزة للمدن الملكية مثل نمرود ونينوى والحضر في شمال العراق».

وأضاف أن «هذا الهجوم الأعمى على فن عظيم، على التاريخ والوعي البشري، لا يشكل عدواناً مأسوياً على متحف الموصل فحسب، بل على التزامنا الكوني باستخدام الفن لجمع الشعوب وتشجيع التفاهم البشري. يجب أن تتوقف هذه الوحشية المجانية قبل القضاء على كل آثار العالم القديم».

ويتألف متحف الموصل من ثلاث قاعات، الآشورية والحضرية نسبة إلى مدينة حضر ، والإسلامية. وفي حين بدا أن التماثيل هي من أول قاعتين، لم يتضح مصير آثار القاعة الإسلامية.

وقال تشارلز جونز، وهو أستاذ في جامعة بنسيلفانيا الأميركية عمل سنوات للحفاظ على التراث العراقي، لوكالة «فرانس برس» «هذه هي – لحظة باميان – بالنسبة إليهم عناصر داعش ».

كما فجر التنظيم مسجد الخضر في وسط الموصل، والذي يعود تاريخه الى القرن الثاني عشر.

وقال أستاذ الهندسة المعمارية العراقي إحسان فتحي المقيم في الأردن، إن ذلك يمثل «خسارة مؤسفة وإرهابا ثقافياً هائلاً»، معتبراً أن دافع التنظيم المتطرف لتفجير المسجد هو أنه يضم ضريحاً، وهو ما يراه التنظيم بمثابة «شرك» في عبادة الله، انطلاقاً من تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية.

وسبق للتنظيم أن نشر صوراً على حسابات مؤيدة على موقع «تويتر»، تظهر تفجيره مزارات وأضرحة إسلامية في مناطق يسيطر عليها في العراق.

واعتبرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» إيرينا بوكوفا في بيان أن «هذا الاعتداء هو أكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا أيضا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق».

وأضافت: «لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الأمن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول حماية الإرث الثقافي العراقي، كمكون أساسي من أمن البلاد».

وأعربت عن «صدمتها العميقة» من الشريط المصور، مؤكدة «إدانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود إلى آلاف السنين».

وقبل سيطرة التنظيم على الموصل، كانت المدينة مزيجاً من الطوائف والإثنيات، إلا أنها ومناطق محيطة بها باتت شبه خالية من سكانها المسيحيين والإيزيديين وغيرهم من الأقليات التي نزحت خوفاً من المتطرفين الإسلاميين.

ويعد الآشوريون من أقدم من اعتنق المسيحية في الشرق الأوسط، وكانوا من الأقليات الدينية الأقدم التي اتخذت من شمال العراق موطناً أساسياً لها.

ورأت بوكوفا أن عملية التدمير تخالف قرار مجلس الأمن الرقم 2199 الصادر قبل نحو أسبوعين والذي يهدف إلى تجفيف الموارد المالية للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سورية والعراق، ومنها تهريب الآثار.

وقال خبير الآثار الدكتور سامويل هاردي على مدونته التي تعنى بشؤون الآثار في مناطق النزاع، ان عناصر التنظيم أقدموا على تدمير ما لا يقدرون على نقله أو بيعه. وكتب على المدونة «ما يظهره هذا الشريط فعلاً هو أنهم مستعدون لتدمير الأشياء التي لا يمكنهم شحنها أو بيعها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى