مظلوم لـ«أخبار اليوم» أولوية الأولويات لدى بكركي سدّ الفراغ الرئاسي

قلّل النائب البطريركي العام المطران سليم مظلوم من أهمية ظاهرة انضمام مسيحيين إلى «داعش» خصوصاً أن العدد محدود جداً، لافتاً إلى أن من انضمّ إلى «داعش» يعيش في مناطق على تواصل مع تيارات تبرز بهذا الشكل ويتأثر فيها، معتبراً أن هؤلاء ليس لديهم تنشئة كاملة ومعرفة كافية للحياة المسيحية، وبالتالي لا يستطيعون التمييز بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول، وقد غُرّر بهم.

ودعا مظلوم إلى عدم الخوف من مثل هذه الظواهر ولا يجوز التهويل على الناس بها، فلا يجوز أن نعيش في هاجس وكأن كل الشباب المسيحي سينخرط بهذه التيارات.

وأضاف: «لكن هذا لا يعني أن نبقى مكتوفي الأيدي لا سيما على صعيد التنشئة والتربية وتكوين شخصية الشباب حول المبادئ الدينية والإنسانية والتعاون والعيش بسلام واحترام الآخر، تبادل الواجبات والحقوق».

وعمّا إذا كان هناك دور يقوم به الإعلام لجهة التثقيف، لفت مظلوم إلى أن للإعلام دوراً مهماً أكان على هذا الصعيد أو على أصعدة أخرى، ويبرز دوره في الدرجة الأولى بعدم تضخيم أمور هي في الواقع ظواهر محدودة، حيث في حال تمّت الإضاءة عليها تصبح وكأنها القاعدة أو شائعة.

وقال مظلوم: «نحن اليوم في عصر الصورة التي تؤثر في الإنسان شئنا أم أبينا، مميّزاً بين عرض صورة لمدة ثوانٍ معدودة لبثّ خبر ما، وما بين التركيز على صورة أو مجموعة صور تبرز حدثاً معيّناً لمدة دقائق».

على صعيد آخر، نفى مظلوم علمه بما إذا كان اللقاء التشاوري الوزاري سيعقد اجتماعه الثالث في بكركي، قائلاً: «على أي حال هذه اللقاءات ليست عاطلة، والبطريركية المارونية تشجع على كل لقاء وكل حوار، وليس بالضرورة أن تكون هذه اللقاءات ضد بعضها بعضاً».

وفي سياق متصل، أمل مظلوم أن يصل الحوار بين التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» إلى نتيجة إيجابية، قائلاً: «هذا لا يعني أنه إذا التقت أطراف أخرى فستكون ضد الحوار المشار إليه».

وقال: «نؤيد هذه اللقاءات لأنها تهدف إلى وضع الأمور في نصابها والتوعية على الفراغ الحاصل خصوصاً أنه واقع غير طبيعي ولا يجوز لأحد اعتباره أمراً طبيعياً والتعامل معه كأمر عادي وكأن غياب رئيس الجمهورية لا يؤثر في الحكومة».

وشدّد مظلوم على أن أولوية الأولويات بالنسبة إلى بكركي هي سّد الفراغ في الرئاسة، وبالتالي كل الأمور الأخرى وكل الحوارات الحاصلة إذا لم تهدف إلى حل هذه المشكلة فإنها ستبقى حوارات قاصرة عن معالجة المشكلة الأساسية.

وأضاف: «نشجع أي حوار لكن في الوقت نفسه نتمنى أن تصل كل هذه الحوارات إلى هدف أساسي انتخاب رئيس الجمهورية، لأن هذه الخطوة تعتبر بداية المعالجة لأي قضية في المجتمع اللبناني، لأنها تعيد المؤسسات الدستورية إلى طبيعة عملها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى