محمد لـ«أنباء فارس»: هناك رغبة أوروبية كبيرة بعودة العلاقة مع دمشق

أكد المحلل السياسي السوري معد محمد: «أن تبرؤ الحكومة الفرنسية من زيارة وفد من برلمانييها إلى دمشق أمر غير مقبول من الناحية الدبلوماسية وغير منطقي».

وأشار محمد إلى أن «وجود أحد ممثلي الحزب الاشتراكي الحاكم في البرلمان ضمن الوفد الذي تستضيفه دمشق هو أحد أهم الأسباب التي تؤكد أن باريس تترقب نتيجة هذه الزيارة».

وأوضح أن «باريس لو بقيت على تبرئها من الوفد البرلماني فإنها بذلك تعكس الفرق الكبير بين الشارع الفرنسي وما يمثله وبين الحكومة الفرنسية وما تمثله، فالبرلمان وفق المفاهيم القانونية والدستورية لكل دول العالم هو ممثل الشعب وبالتالي كيف للحكومة الفرنسية أن تنفصل بقرارها أو بنشاطها الدبلوماسي أو الإداري عن قرار البرلمان والشعب الفرنسي؟».

وأشار إلى أن بيان الخارجية الفرنسية الذي صدر لتؤكد فرنسا من خلاله أن الوفد الذي يزور دمشق لا يمثلها، «ما هو إلا محاولة من الحكومة الفرنسية لدخول علاقة جديدة مع سورية ولكن من الباب الخلفي وهذا يتنافى تماماً مع القناعات السورية ولا يمكن أن تقبله دمشق».

وبيّن محمد وجود «رغبة أوروبية كبيرة للعودة إلى العلاقة مع دمشق، وبالتالي فإن الحكومة الفرنسية لا يمكن أن تغرد خارج السرب الأوروبي الذي بدأته كل من التشيك والسويد والدنمارك وإسبانيا ومن هذه التوجهات الأوروبية يمكن فهم الموقف الفرنسي الذي تحاول باريس أن تصوره بعكس حقيقته كي لا تتلقى اللوم من الإدارة الأميركية، فالثابت في السياسة الفرنسية أنها أول من تشهر العداء لأي من دول العالم حتى تحصل على حصتها من الكعكة ومن ثم تراجع مواقفها لتبني مواقف تستند إليها لخلق مكتسبات سياسية جديدة وفق متحولات الواقع».

وشدد على أن «النوايا الفرنسية المبيتة هي ذاتها النوايا الأوروبية المعلنة، وبالتالي فإن الحكومة الفرنسية تحاول المناورة أكثر والوصول إلى دمشق بطرق ملتوية لا تحقق شرخاً في العلاقة مع واشنطن خصوصاً في ظل التنافس الفرنسي ـ البريطاني على كسب رضا الإدارة الأميركية ليكون الرابح بينهما هو الحليف الأول للحكومة الأميركية في غرب أوروبا».

وأكد أن «التنسيق الأمني بين سورية ودمشق في مستواه الحالي لا يمكن أن يكون حاضراً، بكون دمشق لا تقبل أن يكون التنسيق في خانة واحدة من العلاقة، ولا تقبل التعامل أمنياً مع دول تتسم سياساتها بازدواجية المعايير، فالحكومة الفرنسية إلى الآن في مواقفها المعلنة تشرعن دعم الإرهاب في بعض فصائله وبخاصة الذين تسميهم الإدارة الأميركية معارضة معتدلة، وطالما بقيت فرنسا متمسكة بالعلاقة مع أميركا وفق مفهوم الازدواجية في المعايير تجاه الإرهاب في سورية، فإن دمشق لن تقبل بإقامة علاقات أمنية أو سياسية مع فرنسا، فالأمر بالنسبة إلى دمشق محسوم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى