المسيحيون والمسلمون يواجهون مضايقات في أكثر من 100 بلد في العالم

كشف تقرير لمركز «بيو» الأميركي للأبحاث، أن المسيحيين يواجهون المضايقات في 102 دولة حول العالم، بينما يعاني المسلمون في 99 دولة، في حين أن معاناة اليهود تقتصر على 77 دولة فقط.

وبحسب دراسة أصدرها المركز البحثي البارز نهاية الأسبوع الماضي، فإن خمسة دول من بين 18 دولة داخل الشرق الأوسط، تفرض حكوماتها قيوداً كبيرة على الدين، وبالتالى فإن المسيحيين يواجهون وقتاً صعباً في تلك المنطقة، إلا أن المنطقة ليست الوحيدة التي تشهد مثل هذه القيود، وكذلك المسيحيون ليسوا الوحيدين من يعانون الاضطهاد بحسب المركز الأميركي.

الدراسة التي نشرت نتائجها شبكة «سي أن أن»، دفعت الشبكة الإخبارية الأميركية للتساؤل في افتتاحيتها هذا الأسبوع عما إذا كان المسيحيون في الشرق الأوسط ما زال لهم مستقبل داخل المنطقة؟ ونقلت «سي أن أن» عن جون اسبوسيتو مؤسس مركز الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي التابع لجامعة جورج واشنطن، قوله إن «المثال البارز على ما يعانيه مسيحيو الشرق الأوسط هو قائد تنظيم داعش أبو بكر البغدادي الذي يمثل الدين بالنسبة له وسيلة لتحقيق غايته وجني المكافآت والسيطرة على مزيد من الأراضي، وبالتالي يلجأ للدين كوسيلة لشرعنة ما يفعله من ناحية ولكسب مزيد من الدعم من ناحية أخرى، لكن معاناة المسيحيين في الشرق الأوسط لا تقتصر على المتطرفين الإسلاميين فحسب، بحسب «سي أن أن»، إذ قالت الشرطة في مدينة القدس «إن هناك اشتباهاً في تورط أحد المتطرفين الإسرائيليين في الإساءة للسيد المسيح على أحد المعاهد الدينية التابعة للروم الأرثوذكس، وأدت كل هذه الفوضى إلى انخفاض كبير في نسبة المسيحيين داخل المنطقة، إذ انخفضت نسبة المسيحيين في الشرق الأوسط من 13.6 في المئة عام 1910، إلى 4.2 عام 2010، ومن المتوقع أن تشهد نسبة وجودهم انخفاضاً كبيراً مجدداً بحسب ما ذكر الديمغرافيون الدينيون تود جونسون وجينا زورلو، ومع ذلك فإن هذا لا يعني على الإطلاق أن المسيحية في انكماش، حيث إنها تنمو في مناطق عديدة حول العالم».

وأضافت «سي أن أن» أن «بعض الدول في منطقة الخليج تبدو متساهلة نسبياً، فدولة الإمارات على سبيل المثال تسمح للمسيحيين بفعل أي شيء ما عدا التنصير، أما البحرين فتوجد فيها النسبة الكبرى من المسؤولين من المسيحيين واليهود، الآشوريون في العراق وسورية أيضاً يواجهون تهديدات كبيرة في مجتمعاتهم، على رغم أنهم جزء أصيل منها وشاركوا في بناء حضارتها حيث إنهم كانوا موجودين داخلها منذ ما قبل دخول الإسلام واحتفظوا بإيمانهم على رغم ما عانوه من اضطهاد ولعل أهمها جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأتراك العثمانيون بين عامي 1910 و1915 وبداية العشرينات من القرن الماضي».

وتابع: «ظهور تنظيم داعش الذي يسيطر على منطقة قراقوش، أكبر تجمع مسيحي في العراق منذ آب الماضي هو أبرز التحديات التي تواجه الآشوريين في العراق».

ويقول أسامة إدوارد مؤسس الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان: «إن ميليشيات التنظيم اقتحمت القرى الآشورية وأسرت 262 شخصاً في حين فرّ الكثير منهم إلى العديد من المناطق الأخرى، منها مدينة الحسكة السورية، واستهدف التنظيم المتطرف المسيحيين في مناطق أخرى، من بينها مسيحيو الموصل والذين خيروا بين التحول للإسلام أو دفع الجزية أو القتل بالسيف وهو ما يرجع بالأساس إلى ضعف الحكومة المركزية في بغداد وحالة عدم الاستقرار التي يعانيها العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى