نتنياهو إلى أروقة الكونغرس خالي اليدين

روزانا رمّال

ينتظر العالم ماذا يمكن لخطاب نتنياهو ان يحمل من متغيّر، أو عامل قد يؤثر على سير المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران تحديداً أمام الكونغرس.

يقف نتنياهو امام الكونغرس و«إسرائيل» استهلكت فرص تعطيلها الرئيسية للمحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى والتوصل إلى اتفاق بات قريباً حسب ديبلوماسيين من الطرفين اطلعوا على سير المفاوضات، وبعد مسودة نشرت لمضمون الاتفاق في إحدى الصحف الخليجية، وعليه فقد كانت عملية القنيطرة إحدى أهمّ فرص عرقلة التفاهم مع إيران بالنسبة إلى «الاسرائيليين» الذين يجدون في هذا التفاهم تسرعاً اميركياً وخضوعاً، فجاء اغتيال العميد الايراني وقادة وعناصر من حزب الله، وهي مسرح نموذجي لإيذاء إيران وسورية وحزب الله معاً، فالثلاثة موجودون في ساحة تهمّها، ويد «إسرائيل» فيها قادرة ولها تأثير كبير، وإاذ بالعملية تفشل وتسارع أميركا إلى القول انها لا تستحق حرباً فلماذا فشلت أكبر الفرص التي كان يعوّل عليها نتنياهو امام الكونغرس؟

ساهم في فشل فرض قدرة «إسرائيل» قوة قادرة على إفشال مفاوضات جدية بهذا الحجم لأنّ معادلة الردع التي رسمها السيد نصرالله أظهرت «إسرائيل» دولة غير قادرة على القيام باعتداء دون ردّ او تورّط اكبر منه ومعادلة الردع التي رسمها نصرالله لا تطال العمل العسكري فقط بل تطاول العمل الأمني والاستخباري ايضاً فشلّت اليد «الاسرائيلية» في الجبهتين اللبنانية والسورية، والدليل انّ الذي يقوم به الجيش السوري في الجنوب السوري من عمليات وتقدّم ميداني بالترافق مع رفع أعلام الحرس الثوري الإيراني وحزب الله على تخوم الجولان المحتل، فيما لا تحركّ «إسرائيل» ساكناً، لا على المستوى السياسي ولا العسكري ولا الإعلامي، ولأول مرة منذ بدء الأزمة السورية قصف الطيران السوري قبل أيام نقاطاً على خط فصل القوات، حيث تتمركز مجموعات «النصرة»، وهي آخر نقطة يُسمح للطيران السوري وفق اتفاق فك الاشتباك عام 1974 ان يصل اليها، ورغم ذلك لزمت «إسرائيل» الصمت.

المسرح الرئيسي بالنسبة إلى «إسرائيل» تعطل والذي كان يمكن ان يقوّي نتنياهو من خلاله موقعه امام الكونغرس، وبفقدان مسرح لبنان وسورية فإنّ نتنياهو لم يفقد فقط مسرح تأثير وإيصال رسائل وقدرة ردع انتقلت إلى مقلب آخر، وأصبح زمام الأمور بيد الجيش السوري، بل حدث ما هو اخطر، انّ مضمون الرسالة التي كان يرغب نتنياهو بنقلها امام الكونغرس لتشجيعه على أخذ موقف ضدّ التفاهم مع ايران يبني على معادلتين الأولى إثبات «التورّط» إيران وحزب الله في جبهة الجولان من خلال الغارة، والأهمّ إثبات قدرة «إسرائيل» على الردع الذي لم يعد في مستطاع نتيناهو الحديث عنه امام الكونغرس، بحيث سيتوقع عند نهاية كلامه او قوله «إنّ الاتفاق مع ايران هو تفريط وتنازل» ان يطرح عليه أي عضو في الكونغرس السؤال عما إذا كان لديه بديلاً؟

تقول الصحافة «الاسرائيلية» إنّ أخطر وأهمّ خطاب في تاريخ نتيناهو هو الذي سيلقيه أمام الكونغرس، لأنه آخر فرصة،

من جهة اخرى عطل أوباما قبيل وصول نتنياهو الى الكونغرس ايّ تفكير او طرح حق مناقشة الكونغرس للاتفاق مع ايران قبل إبرامه لانه على ما يبدو انّ جهاز «سي أي آي» قدّم معلومة لأوباما مفادها أنّ نتنياهو سيطلب ان يحتفظ الكونغرس لنفسه في ان تكون له الكلمة الفصل قبل التوقيع النهائي على الاتفاق مع ايران، وقبل السماح للإدارة الاميركية او الرئيس بالتوقيع، فسبقه أوباما وقطع عليه الطريق.

يدخل نتنياهو اروقة الكونغرس خالي اليدين رغم محاولاته رشوة الكونغرس للحصول على صلاحيات من الرئيس…

كلّ هذا بعدما أيقنت «إسرائيل» انها فقدت أقوى فرصها لتعطيل المحادثات مع ايران من القنيطرة.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى