في جبهات القتال… قاسم مشترك

شهناز صبحي فاكوش

في جبهات القتال في وطني سورية، قاسم مشترك أعظم اسمه الجيش العربي السوري. ينتشر على كامل الجغرافيا السورية. منتصراً محرّراً في الجنوب مواقع في المثلث ما بين ريف دمشق ودرعا والقنيطرة.

وهو في الريف الشمالي يحرّر القرى الواقعة بين القامشلي والحسكة… وكذا في مختلف أنحاء الساحة السورية.

قواسم أخرى تقوم بأدوار وطنية هامة، هي فصائل الدفاع الوطني والمحلي. التي تساند جيشنا الباسل في معاركه، وهي الظهير الصلب له.

قاسم آخر من الأهمية بمكان، إنه أهل المواقع التي يدخلها الجيش لتحريرها، الذين يحتضنون ويسهّلون عمله، وعمل فصائل المقاومة في مواضع الاشتباك مع الجماعات الإرهابية المختلفة الأسماء والأشكال والجنسيات.

ناهيك عن التواصل الاجتماعي، والإعلام المواكب للعمليات القتالية على كلّ شبر من أرض الوطن. هذا الإعلام الذي كبر ونما على حين غرّة، عندما وجد أنّ الوطن يحتاجه كبيراً في أدائه ورسالته. وجيشنا الألكتروني الشاب. لا يفتأ يعمل ليل نهار.

حقيقة أنّ في كلّ محنة منحة، صحّ قولك يا سيد الوطن، الجميع عليه العمل بالتوازي، في أرتال مسارها واحد لا تميد عن خطوط تحرّكها قيد أنملة.

في المقلب الآخر، قاسم مشترك آخر… يؤدّي دوره التآمري، وينفذ ما رُسم له بكثير من الدقة، وفق التفاصيل المناطة به.

بدءاً من قطع الرؤوس وأكل الأكباد، وليس انتهاءً بقضم الجغرافيا وسرقة خيرات الوطن ومقدراته الاقتصادية. مروراً بتهديم وتحطيم البنى الوطنية التحتية.

هذا الذي يضطلع اليوم في التمادي، منفذاً عملية تطهير ليس بحق من يدعوهم بالأقليات فقط، بل يمارس التطهير الثقافي والتاريخي بحق أمة كتبت حضارتها عبر عشرات الآلاف من السنين قبل الأديان.

تعمل مطارقها وتقنيات العصر في تحطيم حضارة آشور الضاربة في عمق التاريخ، في الموصل. وتستخدم أحدث الوسائل للتواصل مع مشغليها عبر البحار والمحيطات، بينما تلغي المقاعد للتلاميذ لتجلسهم على الأرض تيمّناً بالكتاتيب. أي دولة هذي التي تطلب تأييد سكان الأرض الأصليين لها، وهي تلغي العقل والمنطق؟

الإرهاب أصبح اليوم في الخطاب الأميركي منطوقاً بلسان أوباما «العنف المتطرف». مصطلح جديد تطلقه أميركا لإيلائه هوية إسلامية، طالما رمّزوه بها تشويهاً للإسلام، لأنّ «داعش» و«النصرة» ظهرتا بالدليل القاطع أنهما صنيعة أميركية بامتياز.

الفعل الهمجي الذي تمارسه «داعش»، التي أصبحت قاسماً مشتركاً اليوم في أعمال الإرهاب على أكثر من ساحة عربية، واجتثاثها الحضارة لتسطو همجيتها غارسة أنيابها في جسد قرون من الزمان.

حضارات لم تمتدّ لها يد وحدانية الله في الأديان المرسلة من السماء، لأنها تحكي سير شعوب جاء على ذكر أكثرها القرآن الكريم بعفة الخالق والمخلوق. مؤكداً بعزته وجلاله، بالسورة الكريمة الكافرون لكم دينكم ولي دين.

أيّ دين هذا الذي يودي بهم إلى محاولة تحريف القرآن، والتشكيك به، رغم تعهّده بحفظه تبارك وجلّ. إلى أين ترمي المؤامرة على أمتنا وإلى أيّ مدى تريد أن تصل.

ها هي اليوم تمتدّ إلى الأراضي المصرية في لبوس ضبابي، أدّى بالإخوة المصريين إلى تقديم ـ ما لم يحلم به العدو الصهيوني ـ أغلى هدية يمكن أن يتلقاها… اتهام حماس بأنها منظمة إرهابية.

مهما كان الخلاف والاختلاف بين فصائل الفلسطينيين في ما بينهم. أو بين العرب وبين أي منهم، فلا يمكن أن نصل إلى وصفهم بالإرهاب، متناسين الشهداء، والدم الذي يدافع ضدّ الصهاينة، الذين يفرحون لشقاقنا بل ويسعون إلى تدمير بعضنا البعض ولا تمسّهم الخسائر.

كل الإرهاب على أرض العرب صهيوني الهوية. بما فيه الجماعات الإخوانية التي باركتها حكومة العدو، يوم استولت على الدولة في مصر، وهي الحليف الاستراتيجي لحكومة أردوغان التي تدعم ما يدعى بـ«حركة حزم» على الأراضي السورية.

جبهات القتال اليوم في سورية والعراق ضدّ الإرهاب، مفتوحة للمقاومة العربية والإسلامية للقضاء عليه، شرط التنسيق وعدم تجاوز حكوماتها.

ها هي تؤلمه في مراحل الهجوم الاستراتيجي جنوب سورية، في مرحلته الثانية بعد الأولى. ما سيغيّر معالم العمل العسكري بعد استرداد تل الحارة، الذي ستزداد حرارته على أيدي جنودنا البواسل، ليصبح تلاً نارياً وليس عملاتياً كما السابق. وكذلك تطهير الجيوب الإرهابية على كامل الجنوب السوري.

وكذا في ريف الحسكة، وتطهير القرى بينها وبين القامشلي من رجس الجماعات المسلحة بتعدّد أسمائها، كما أن رصد وتأمين الحدود العراقية في قطع إمداد «داعش» منها وتحرير آبار النفط، يعني إسقاط قوة الجماعات المسلحة.

أردوغان الذي ما زال يدرّب المسلحين ويرسلهم إلى سورية على أنهم «معارضة معتدلة» إنْ كان برأيه أنّ من يرفع سلاحه في وجه بلده وشعبه معارض معتدل، فهو يمنح الرخصة لمعارضيه من رفع السلاح في وجهه وحكومته.

هل سيكون موافقاً حينذاك على أفعال كهذه؟ لا يحيق المكر السيّئ إلا بأهله… أبشر بكلام الله يا أردوغان.

اليوم الجميع يعيد حساباته تجاه سورية، البرلمانيون الفرنسيون يأتونها ضاربين بمواقف هولاند عرض الحائط.

الوفد التركي يجوب شوارع دمشق ويلتقي مسؤوليها معرّياً أردوغان من أوراق التوت التي يحاول بها ستر عوراته، مجرّمينه في الدم السوري وعدم احترام الجيرة.

سلمتِ يا شام شريف وسلمَت سورية، بوركت أقدام جيشك المغوار، وبوركت دماء شهدائك المقاومين المدافعين المحرِّرين، المنافحين عن قدسية ترابك الطاهر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى