لافروف يؤكد لكيري ضرورة تنسيق التحالف ضد «داعش» مع دمشق

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جرائم تنظيم «داعش» الارهابي بحق المسيحيين في الشرق الأوسط من مظاهر الإبادة. وقال إن مختلف الطوائف في سورية كانت في السابق تتعايش في سلام واحترام متبادل، لكن هذا النظام الفريد للتعايش السلمي يتدهور نتيجة انتشار القوى المتطرفة التي يتم استغلالها من أجل إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشار الوزير الروسي إلى تنامي الجماعات الإرهابية في مناطق واسعة في سورية والعراق والتي أعلنت عن تأسيس ما يسمى بـ «الخلافة»، مضيفاًَ أن ذلك كان يرافقه تدمير العشرات من الكنائس وهروب الكثير من المسيحيين.

وأكد أن الجهاديين يرتكبون جرائم بشعة في الأراضي التي يسيطرون عليها، بما في ذلك قتل مسيحيين وقساوسة وبيعهم ونهبهم وطردهم من أراضيهم واختطافهم، مشيراً إلى حادث اختطاف مجموعة كبيرة من المسيحيين في شمال شرقي سورية منذ أسبوع وكذلك ذبح 21 قبطياً في ليبيا.

وقال الوزير الروسي إنه يرى في مثل هذه الجرائم مظاهر إبادة، كما تنص عليه معاهدة عام 1948، مضيفاً أن خروج المسيحيين من الشرق الأوسط عملية ستكون لها انعكاسات سلبية جداً في ما يتعلق بالتراث التاريخي والثقافي للمنطقة والذي يحمل أهمية كبيرة للعالم بأكمله.

ودعا لافروف إلى توحيد الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيراً إلى أهمية الخطوات التي وردت في قراري مجلس الأمن الدولي رقم 2170 و2199.

وأكد أن الأمر الحاسم في هذا المجال سيتمثل في القدرة المشتركة للدول على قطع قنوات دعم «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من المنظمات الإرهابية باستخدام آليات لمجلس الأمن الدولي.

وقال إن روسيا تدعم مبادرات رجال دين مسيحيين وإسلاميين في المنطقة تهدف إلى التصدي لمحاولات مختلف المتطرفين الخاصة بتشويه المبادئ الأخلاقية السامية للأديان العالمية، مؤكداً ضرورة الحيلولة دون نجاح الجهاديين في غسل أدمغة الشباب وتجنيدهم إلى صفوف الإرهابيين.

كما أكد لافروف أن الأحداث المأسوية في المنطقة أكدت ضرورة التخلي عن التدخل في شؤون الدول الداخلية وجعل شعوبها رهائن طموحات جيوسياسية.

الوزير الروسي أكد في اختتام لقائه نظيره الأميركي جون كيري على أهمية مشاركة أكبر عدد ممكن من أطراف المعارضة السورية في المفاوضات مع دمشق لتسوية الأزمة في البلاد.

وبين الوزير الروسي أن هناك فهماً مشتركاً بأن بيان جنيف يبقى أساساً متيناً للجهود القادمة، مشيراً إلى أنه «من الضروري أن نواصل الجهود الرامية إلى إقامة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السورية – السورية المباشرة بمشاركة أكبر عدد ممكن لأطراف المعارضة».

في هذا السياق، شدد لافروف على أن الأوضاع في سورية والعراق وليبيا واليمن ومنطقة الشرق الأوسط برمتها «يؤثر عليها في شكل هدام للغاية تفشي الإرهاب»، حيث يقوم كل من تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» ومجموعات إرهابية أخرى، بإحكام قوانين الظلامية والتطهير العرقي الذي يتعرض له المسيحيون أو المسلمون، إلى جانب ممثلي ديانات أخرى.

و قال أن «موقف روسيا إزاء ذلك الأمر مبدئي وثابت، ويتلخص في أنه يجب مكافحة هذا الخطر الإرهاب بجهود مشتركة وعلى أساس القانون الدولي وتحت شعار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي».

كما أشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أمس، إلى أن لافروف أكد خلال اللقاء عدم وجود آفاق لحل الأزمة السورية بالقوة، منوهاً بأهمية تهيئة الظروف لإطلاق حوار سياسي شامل بين الحكومة والمعارضة في سورية، مع أخذ خبرة اللقاء التشاوري في موسكو في كانون الثاني الماضي في الاعتبار.

كما أكد لافروف ضرورة تنسيق الجهود بين التحالف الدولي المضاد لتنظيم «داعش» الإرهابي والقوات السورية التي تكافح الإرهابيين على الأرض.

الى ذلك، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائه أمس وفد الأحزاب والفعاليات التركية، أن الحكومة التركية قرأت الأوضاع السياسية في المنطقة في شكل خاطئ واتخذت مواقف مؤذية ولا تخدم مصالح الشعبين.

ودعا المعلم الوفد إلى الدفاع عن مسؤولية صيانة الروابط والمصالح العميقة بين الشعبين الصديقين بما يساهم في إرساء السلم والأمن في المنطقة والعالم محذراً من خطر الإرهاب التكفيري الذي يحدق بالجميع ويهدد استقرار ومستقبل المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى