ياغي: لن يستكين القوميون الاجتماعيون حتى القضاء على آخر إرهابيّ وتحرير آخر شبر محتلّ من أرضنا

ندعو الحكومة اللبنانية الى الالتزام بالاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي تقضي بضرورة التنسيق بين الجيش اللبناني والسوري خصوصاً اليوم في سلسلة جبال لبنان الشرقية الممتدّة إلى القلمون

أحيت منفذيتا اللاذقية وطلبة اللاذقية في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده، باحتفال حاشد في المركز الثقافي بمدينة اللاذقية، حضره عميد الداخلية صبحي ياغي، وكيل عميد التنمية الإدارية اياد عويكة، منفذ عام اللاذقية فريد مرعي، منفذ عام الطلبة ديب بو صنايع وأعضاء هيئتي المنفذيتين وعدد من أعضاء المجلس القومي والمسؤولين.

كما حضرت الاحتفال وفود من حزب الطليعة وحزب العهد الوطني والأمانة السورية للثوابت الوطنية، وفاعليات وحشد من القوميين والمواطنين. وتخللت الاحتفال فقرات مسرحية وفنية قدّمها الأشبال والزهرات والطلبة الثانويون.

استهلّ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، ثم ألقى كلمة منفذية الطلبة ناظر المالية عهد فندي استعرض فيها تاريخ احتفالات الحزب في الأول من آذار ومعاني المناسبة ورمزيتها.

وألقى منفذ عام اللاذقية فريد مرعي كلمة المنفذية تحدث فيها عن أهمية المناسبة لما تمثله من إحياء لتاريخ الأمة الجديد، محيّياً صاحب العيد وشهداء الحزب والأمة وكلّ المناضلين والمقاومين في سبيل فلاح النهضة وانتصار القضية القومية.

وباسم أصدقاء الحزب ألقى الشاعر غسان حنا قصيدة من وحي المناسبة، وأشار إلى أنّ سعاده رجل استثنائي وقائد فذ وفيلسوف عبقري.

كلمة مركز الحزب

وألقى عميد الداخلية صبحي ياغي كلمة مركز الحزب استهلّها قائلاً: بداية من بيروت المقاومة بيروت الشهيد خالد علوان الى اللاذقية، الى هذا الساحل المقاوم تحية من رئيس الحزب الأمين أسعد حردان اليكم والى كلّ الأحرار.

وقال: إنّ احتفالنا بمولد المؤسّس أنطون سعاده له معان في الزمان والمكان، فاليوم نحتفل في اللاذقية في هذا الساحل الذي قاوم المحتلين والمستعمرين وقبالة هذه الجبال التي قدّمت آلاف الشهداء في وجه الفرنسيّين والعثمانيّين وما زالت حتى اليوم، هذه المنطقة تحيا في ذاكرة حزبنا منذ ثلاثينيات القرن الماضي وإلى يومنا.

أضاف: إنّ احتفالنا بمولد سعاده ليس طقساً او احتفالاً شخصياً، وعندما فاجأ القوميون الاجتماعيون في رأس بيروت زعيمهم في ليلة الأول من آذار بعيد ميلاده كان جوابه لهم بأن أدّى قسم الزعامة، لتأكيد أنّ المسألة ليست فردية، فأعلن: أنا أنطون سعاده أقسم بشرفي وحقيقتي ومعتقدي على أني أقف نفسي على أمتي ووطني سورية عاملاً لحياتهما ورقيّهما.

في الأول من آذار وقف نفسه على أمته ووطنه، وفي الثامن من تموز كان الاستشهاد فأضحت الولادة شهادة.

وتابع ياغي: إنّ احتفالنا اليوم هو تأكيد لعهدنا الثابت بالمضيّ بروح المحبة القومية الاجتماعية بروح الإيمان والعطاء والتضحية، هو التمسك بمؤسساتنا الدستورية ونظامنا المركزي، هو تجذير لعضوية معرفة وإدراك وعمل منظم لا يتوقف، هو فعل ايمان لا ينقطع… هو احتفال بمن بعث هذه النهضة العظيمة مشروع خلاص نموذجاً مميّزاً… وأنتم أيها القوميون الاجتماعيون خير مثال، لأنكم انتصرتم على الطائفية والمذهبية والكيانية والفردية، وتحوّلتم بامتياز الى حرب عليها لإسقاط هذه العصبيات الممزّقة لوحدة المجتمع وانتصار الرابطة الجامعة الموحدة لقوى الأمة.

ولفت ياغي إلى أنّ سعادة أطلق حركة وعي للمسؤولية التاريخية، ولذلك فإنّ النهضة لا يمكن أن تتدجّن، سلوكاً ونضالاً في كلّ الظروف، ولا أن تنحدر ممالأة واسترخاء لغايات خصوصية، لأنّ التعاقد مع سعاده لم يكن على أمر عارض او منفعة خاصة، إنما تعاقدنا على أمر خطير يساوي وجودنا، وهذا التعاقد حققته نفوس لا ترضى بالإيمان المستكين، وبالنوايا التي لا تفعل، وبالرأي الذي لا يواجه، والإرادة التي لا تصارع، ولا بالجهد الذي لا يفيد والولاء الذي لا ينخرط في نظام الفكر والنهج، هي نفوس تؤمن بالصراع والانتصار لأنها نفوس تؤمن بأنّ الحياة كلها وقفة عز فقط.

لقد أطلق سعادة مشروعاً نهضوياً حضارياً يسقط كلّ مشاريع التقسيم والتفتيت والفرز ويقضي على العصبيات الطائفية والمذهبية والاتنية، ويحقق وحدة المجتمع، وحدة الحياة الاجتماعية ويقيم الحياة الجديدة والمفاهيم الجديدة.

نجح رهان سعاده على القوميين الاجتماعيين، لأنكم بقيتم مؤمنين بقضيتكم، لا تهزكم الأعاصير ولا تلين لكم إرادة، ولا تضعف لكم عزيمة، وبقيتم تحملون عبء الالتزام، وقدّمتم نموذجاً مميّزاً في الإيمان والبطولة والفداء، في الدفاع عن وحدة المجتمع، ونجحتم في أصعب امتحان إذ قضيتم على الطائفية والمذهبية في صفوفكم، وواجهتم الاحتلال ومشاريعه، ولا تزالون حتى اليوم في طليعة الصفوف المقاومة المناضلة في سبيل الدفاع عن الأمة وقضيتها، فدفعتم الشهداء والجرحى من سناء محيدلي الى عمار الأعسر الى مالك وهبي إلى محمد عواد.

وقال ياغي: اليوم تواجه أمتنا عدواناً إرهابياً من نوع آخر، فما يجري هو صراع مصيري بين المشروع الأميركي «الإسرائيلي» وأدواته من قوى إرهابية والساعي للقضاء على المقاومة في الأمة، وضرب الحاضن القومي وإضعافه، وبين قوى المقاومة والوحدة وفي مقدّمتها سورية بقيادة الرئيس د. بشار الاسد والساعية الى تحصين المجتمع ورفع جهوزية المواجهة فيه وحماية المقاومة ودعمها من أجل تحرير كامل الأرض، وصدّ هذه الهجمة الشرسة التي تمثل حرباً على الهوية الحضارية وعلى وحدة الحياة في مجتمعنا.

إنّ الإرهاب يضرب اليوم في كلّ أنحاء الوطن من فلسطين حيث إرهاب الدولة المنظم يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، وحيث بناء المستعمرات على أرض فلسطين لاقتلاع شعبها وتصفية المسألة الفلسطينية.

أما العراق فهو الشاهد على إجرام تلك العصابات التي ارتكبت وترتكب يومياً المجازر وتتفنّن في أساليب القتل والتعذيب والحرق والذبح والسيارات المفخخة التي تحصد المزيد من المواطنين.

وتابع: إنّ سورية تدفع ضريبة موقفها القومي المتمسّك بالثوابت، ومنذ اللحظة الأولى رأينا أنّ المسألة تتعدّى مسألة معارضة، بل هي مشروع إسقاط الدولة في سورية بكلّ مؤسساتها، مشروع تدمير حاضن المقاومة خدمة للعدو الصهيوني، إلا أنهم فشلوا وخابوا نتيجة التضحيات التي قدّمها شعبنا وجيشنا في سورية، ونتيجة حكمة القائد الأسد وصبر الناس وبطولات بواسل الجيش السوري والى جانبه قوى المقاومة.

انّ هذه الحرب الإرهابية على سورية تستهدف إسقاط كلّ الأمة وقواها الحية، لأنه لو قيّض لهم تحقيق حلمهم لتهاوت كلّ هذه الدول، ولتمكنت «إسرائيل» من تحقيق حلمها التوراتي والسيطرة على مقدّرات بلادنا وثرواتها وخيراتها.

وأعلن ياغي أننا في الأول من آذار نؤكد على وحدة المصير في مواجهة هذا الإرهاب، وندعو شعبنا الى المزيد من الوحدة والالتفاف حول مؤسسات الدولة، كما ندعو الحكومة اللبنانية الى الالتزام بالاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي تقضي بضرورة التنسيق بين الجيش اللبناني والسوري، خصوصاً اليوم في سلسلة جبال لبنان الشرقية الممتدّة إلى القلمون.

وقال ياغي: إنّ حزبنا الذي قدّم الشهداء من أجل سورية، سيبقى كما كان وسيستمرّ القوميون في مواقع الدفاع الأولى، لأنّ أعداءنا كثر، والقوميون الاجتماعيون لن يستكينوا حتى القضاء على آخر إرهابيّ، وحتى تحرير آخر شبر محتلّ من أرضنا.

وختم ياغي بالقول: في عيدك يا زعيمي… يا أيها الوطن الواسع للتائهين في أوطانهم الضّيقة، أيها الزمن الجديد للأحرار في بلادي، أيها القدوة نضالاً وممارسة واستشهاداً، أيها المتوقد فكراً، أيها المنفذ للغارقين في رمال الطائفية والكيانية، أيها المقاوم الثائر، ماذا عسانا نخبرك؟ أنخبرك عن الآلام والجراح والشهداء وقد علّمتنا أن نتناسى جراحنا لنضمّد جراح الأمة النازفة؟ أم نخبرك عن المخاطر التي تتهدّد أمتنا ووطنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى