«جون» «007» «الذبّاح» «الثعلب» «المفجّر» «السجّان»؟!

«الجهادي جون»، «الإرهابي 007»، «الثعلب»، «المفجّر» وغيرها من أسماء مستعارة أُطلقت على إرهابيين ورجال عصابات وكانت سبباً في شهرتهم وانتشار أسمائهم عالمياً، ورافق ذلك ذعر ورعب في نفوس المتلقين.

وبحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، ففي 21 آب، وبعد ظهور فيديو إعدام الصحافي الأميركي جيمس فولي إلى جانب الذباح المفترض الذي كان ملثماً، أُطلقت على الأخير أسماء عديدة منها «الجهادي علي ج»، «جون الذباح» و«جون السجّان»، وبعدها اعتُمد اسم واحد وهو «الجهادي جون». وكشفت أنّه بعدما أبرزت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية اسمه حينذاك، حظي بشهرة عالمية وبدأ يُستخدم اسمه على هذا النحو، وفي نظرة إلى الصحف الصادرة فقد ظهر اسم «الجهادي جون» في 11 صحيفة بريطانية و«اموازي» في أربعة فقط.

وأوضحت الصحيفة أنّ هناك أسباباً كامنة وراء إطلاق ألقاب على الإرهابيين العالميين. ولفت رافاييلو بانتوتشي، رئيس قسم دراسات الأمن الدولي بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة والباحث في مجال مكافحة الإرهاب إلى أنّ الجزء الأكبر من الأسماء هو اختلاق الأساطير والقصص الخرافية التي تخلق أفكاراً ملتبسة لدى الناس، شارحاً أنّ محمد الموازي، أو «الجهادي جون» الذي اعتاد أن يظهر في فيديوات «داعش» ملثماً يهدد ويتوعد بعض الدول، لم يخفِ وجهه لطمس هويته، فكان يتوقع أن تُكشف في وقت ما، لكنه هدف إلى خلق أسطورة عن جزار مجهول.

ويقول بانتوتشي إنّ «الكاريكاتور الذي يشكّله المتطرفون يمكن أن يعزز الأساطير، ما يجذب مجندين جدداً إلى داعش»، مشيراً إلى أنّ رجل الدين مصطفى كامل مصطفى الذي لقّب بـ«أبي حمزة» وكان مسجوناً في بريطانيا بعد إدانته بأعمال إرهابية، سُمّي «hook» أيضاً في الصحف البريطانية، في إشارة إلى يده، التي تترك الكثير وراء شخصية هذا الرجل.

من جهة أخرى، يعتبر المحاضر في علم الجريمة في جامعة كانت، سميون كوتي، أنّ الأسماء العادية الأصلية للأشخاص تقلل من وحشيتهم. ولفتت الصحيفة إلى أنّ إعطاء ألقاب للمجرمين هو للمقارنة مع أفعالهم أو ما يشكلون من تهديد، كما تفعل وسائل الإعلام لاختلاق كلمات جذابة تشدّ الجمهور للقراءة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ بعض الإرهابيين يختارون ألقابهم وأسماءهم المستعارة، مثل يونس تسولي، الإرهابي الذي سجن ثمانية أعوام في بريطانيا بسبب تحريضه على الإرهاب عبر الإنترنت، سمّى نفسه «الإرهابي 007». ونقلت الصحيفة عن البروفيسور أندرو سيلك، مدير الدراسات عن الإرهاب في جامعة شرق لندن، أنّ الاسم يحمل «مدى خطورة وهالة الإرهابي». ويعتبر مارك سيغمان، وهو طبيب نفسي ومستشار في مجال مكافحة الإرهاب وضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية «CIA»، أنّ صفة الشخص ولقبه يثيران أكثر من اسمه، فالكلمات لها سلطة، وتجعل هوية الشخص أكثر تعقيداً وتزيد من الوهم حوله، فيصبح لغزاً محيراً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى