آثار الموصل بيعت إلى «إسرائيل» وقطر عام 2013

كشفت معلومات مفصّلة عن عملية تهريب الآثار العراقيّة إلى الخارج، وبيعها عبر منافذ متعدّدة، كما تُفيد المعلومات بتورّط مسؤولين في حكومة الموصل المحليّة، وعن عملية تدمير «داعش» للآثار في متحف الموصل.

وكان تنظيم «داعش» بث الخميس الماضي، شريطاً مصوراً يظهر تدمير عناصره الآثار الموجودة في متحف الموصل التاريخي، وسط المدينة، كما يظهر التسجيل تدمير ثور مجنح آخر موجود في «بوابة نركال» الأثرية في مدينة الموصل.

وأدّى تدمير الآثار إلى موجة استنكارات محليّة ودوليّة، وأثار شجوناً بسبب تدمير التنظيم الوحشي لتاريخ يعود إلى أكثر من 5 آلاف عام.

إلا أن خبير في الآثار، قال إن «أغلب الآثار التي دمّرها «داعش» مزيّفة»، لافتاً إلى أن آثاريين تفحصوا الفيديو وتمعنوا بكسور الآثار واتضح أن أغلبها تقليد للآثار الحقيقية. وقال الخبير، الذي رفض الإشارة إلى اسمه، أن «أغلب قطع الآثارية في الموصل تمّت سرقتها وتهريبها منذ عام 2013 على دفعات». وأضاف أن «حركة «داعش» بتدمير المتحف هي لإبعاد التهم عن متورطين في الحكومة المحلية في بيع الآثار إلى «إسرائيل».

وسرد الخبير بالقول إنه «عند اندلاع موجة التظاهرات في الأنبار وصلاح الدين والموصل قامت جهات في الحكومات المحلية لتلك المدن بتهريب الآثار وبيعها إلى «إسرائيل» بشكل مباشر».

وقال إن «قطر بالطبع دخلت على الخط واشترت الكثير من الآثار وتم تهريبها بطائرات مسؤولين أثناء زيارتهم إليها مستغلين بذلك الحصانة الدبلوماسية التي لا تتيح للمطارات بتفتيش حقائبهم أثناء خروجهم من العراق».

وأوضح المصدر أن «هناك خطاً ثالثاً لبيع الآثار وكان عن طريق إقليم كردستان الذين يبيع من خلاله الآثار إلى تركيا والتي بدورها تبيعها إلى تجّار آثار في أوروبا».

وأكد المصدر أن «الذين تورّطوا بسقوط الموصل من أعضاء الحكومة المحلية نفسهم هم الذين أوعوزا لـ«داعش» بالقيام بمسرحية تحطيم الآثار تلك».

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لحماية الإرث العراقي عقب «التدمير الشامل» للآثار في العراق على يد «داعش»، وعدت تدميرها «إثارة للنعرات الطائفية والعنف إضافة إلى المأساة الثقافية والحضارية»، وفيما أشارت إلى أن قسماً من التماثيل التي قام «داعش» بتحطيمها في الموصل يعود إلى حقبة مدينة الحضر القديمة في نينوى، أكدت أن تدمير الآثار يعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن المرقم 2199. وفي وقت سابق، دعت جهات محلية عراقية ومنظمات مدنية إلى ضرورة القيام بعمل عسكري نوعي ضد «داعش» ودفعه نحو الريف وتحرير المدينة من براثنه لحماية الإرث الحضاري في الموصل إلا أن التحالف الدولي جمد كل شيء بحجج الطلعات الجوية التي كانت تقوي «داعش» ولم تضعفه.

وكان علماء تنقيب وخبراء آثاريون قد وصفوا حادث تدمير الآثار العراقية بمثابة كارثة كالتي حصلت عام 2001 عندما فجر مقاتلو طالبان تماثيل الباميان بوذا في أفغانستان باستخدام الديناميت. ويعد الثور المجنح رمز الحضارة الآشورية التي ازدهرت في العراق وامتدت سلطتها حتى وادي النيل. يذكر أن تنظيم «داعش» قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، 405 كم شمال العاصمة بغداد ، في العاشر من حزيران 2014 المنصرم ، كما امتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، ومناطق أخرى واسعة من العراق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى