لوكاشيفيتش: نوايا واشنطن تسليح أوكرانيا تثير قلقنا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن روسيا وإيطاليا تنطلقان من ضرورة تمسك طرفي النزاع المسلح في جنوب شرقي البلاد باتفاقات مينسك.

وفي أعقاب محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتيسي في موسكو أعرب بوتين عن ثقته «أن يفتح ذلك الباب أمام تسوية سلمية شاملة وبناء جسور حوار مباشر بين كييف من جهة ودونيتسك ولوغانسك من جهة أخرى».

وتابع بوتين قائلاً إن «روسيا تعول على قيام إيطاليا، بصفتها إحدى أبرز الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بدفع السلطات الأوكرانية لتنفيذ اتفاقات مينسك».

وفي السياق، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ إزاء نوايا الولايات المتحدة توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي أمس أن الكونغرس الأميركي يعمل حالياً على قانون يقضي بتخصيص مليار دولار لتجهيز وتدريب القوات المسلحة الأوكرانية، «كأن واشنطن تنوي أن تأخذ على عاتقها مهمة تمويلها بالكامل».

وأشار لوكاشيفيتش إلى وجود معلومات عن الوصول المتوقع لحوالى 300 عسكري أميركي إلى مقاطعة لفوف غرب أوكرانيا لتدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدام المعدات الغربية. وبالتالي سيكون هناك حضور عسكري أميركي على الأرض الأوكرانية، وأضاف المتحدث أنه «من الواضح أنهم لن يجلبوا السلام معهم».

وقال لوكاشيفيتش إنه «من المحبذ أن تفكر سلطات كييف والشعب الأوكراني في العواقب، إذ لا يمكن إخماد حريق الحرب الأهلية بالسلاح، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر الحوار السياسي بين الطرفين المتنازعين».

وأكد المتحدث أن خطوات واشنطن هذه ستلحق ضرراً كبيراً بالعلاقات الروسية الأميركية، مضيفاً أن توريدات السلاح لا تهدد بتقويض الهدنة في جنوب شرقي أوكرانيا وبالتصعيد فحسب، بل وتهدد أمن روسيا.

وتعليقاً على عمل بعثة المراقبين لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في شرق أوكرانيا، قال لوكاشيفيتش إن موسكو تتابع باهتمام تقارير البعثة، مشيراً إلى أن مهمتها الأهم تتمثل في المساعدة على تنفيذ كامل اتفاقات مينسك حول التسوية وفي الوقت المطلوب.

وذكر المتحدث أن الجانب الروسي اضطر للفت اهتمام قيادة البعثة إلى أنها تتهرب في بعض الأحيان من تنفيذ المهمات المحددة لها بحجج مفتعلة. وأوضح أن البعثة طرحت مطالب غير مبررة على ممثلي «جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» بتقديم المعلومات الكاملة عن توقيت ومسارات سحب الأسلحة ونقاط تخزينها، الأمر الذي لا تنص عليه اتفاقات مينسك.

وأضاف لوكاشيفيتش أن الوضع الخاص بعمل البعثة يتحسن، وأعرب عن الأمل بأن تبذل قيادتها الجهود اللازمة لمواصلة مراقبة نظام وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة، مؤكداً أن روسيا ستواصل تقديم الدعم للبعثة.

إضافة إلى ذلك أعاد لوكاشيفيتش إلى الأذهان أنه من المتوقع أن يعقد ممثلو وزارات خارجية دول «رباعية النورماندي» لقاء في برلين الجمعة 6 آذار لبحث المسائل المتعلقة بعملية التسوية، مشيراً أن غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية سيترأس الوفد الروسي.

الى ذلك، وقع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مرسوماً يقضي بإنشاء إدارة عسكرية مدنية مختلطة في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرق البلاد.

وأشار بيان نشر على موقع الرئيس الأوكراني أمس، إلى أن المرسوم يقضي بأن إدارة مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك تكتسبان صفة إدارة عسكرية مدنية مختلطة، وبالتالي يصبح محافظا المقاطعتين رئيسي الإدارتين العسكريتين المدنيتين.

كما أوعز بوروشينكو إلى موظفيه بتحديد دائرة المناصب التي سيتولاها عسكريون في إدارتي المقاطعتين خلال 3 أيام وتحديد مرشحين لتولي هذه المناصب خلال 5 أيام.

وفي شأن متصل، نفى أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي وجود قوات روسية في أراضي أوكرانيا، متهماً حلف الأطلسي باستغلال الأزمة الأوكرانية من أجل التوسع شرقاً إلى حدود روسيا.

وقال أنطونوف أمس، إنه على علم بتصريحات فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأميركي بشأن وجود آلاف العسكريين الروس في أراضي أوكرانيا، وأعرب عن استغرابه متسائلاً «لماذا لا يتحدثون عن 20 أو 25 ألفاً؟».

وأشار المسؤول العسكري إلى أن قائد الأركان العامة الأوكرانية أكد أخيراً عدم وجود قوات روسية في أوكرانيا، متسائلاً: «من نصدّق؟»، مضيفاً أن حلف «الناتو» يستغل الوضع في أوكرانيا من أجل التوسع شرقاً إلى الحدود مع روسيا، مشيراً إلى أن نشاط الحلف يفوق بأضعاف مضاعفة نشاط القوات الروسية.

موسكو ترفض محاولات الناتو تخويف العالم بسلاح روسيا النووي

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن محاولات حلف «الناتو» تخويف العالم بسلاح روسيا النووي غير لائقة في الوقت ذاته الذي تنشر الولايات المتحدة أسلحتها النووية في أوروبا.

وأشار بيان صادر عن الوزارة أمس، إلى تصريحات ألكسندر فيرشبو نائب الأمين العام للناتو خلال المؤتمر السنوي الحادي عشر للحلف حول الرقابة على أسلحة الدمار الشامل في الدوحة يوم الاثنين الماضي، والتي زعم فيها أن «روسيا تجري تدريبات عسكرية واسعة النطاق لتنفيذ مهمات تشمل استخدام السلاح النووي، وإضافة العنصر النووي إلى التدريبات بالأسلحة العادية».

وذكر البيان أن «محاولات فيرشبو ترهيب المجتمع الدولي بالأسلحة الروسية النووية تبدو غير لائقة، لا سيما على خلفية مواصلة الناتو إشراك الدول غير النووية من أعضاء الحلف في تنفيذ مهمات نووية، أي التخطيط والتحضير لضربات نووية، بما في ذلك نقل قنابل ذرية إلى أغراض».

وأضافت الوزارة أنه لتحقيق هذا الهدف، يقوم الحلف بنشر الأسلحة النووية الأميركية في أوروبا، حيث يتدرب عسكريو الناتو على استخدامه.

في هذا السياق، لفتت وزارة الخارجية الروسية إلى أن أعضاء الناتو دول موقعة على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، والتي تحظر تسليم الأسلحة النووية أو مهمات المراقبة عليها إلى دول غير نووية.

واعتبرت الوزارة أن قادة الناتو يجب أن يفكروا في هذه التناقضات في تصرفاتهم، بدل من إلقاء اللوم على روسيا التي لا تنشر أسلحتها النووية على أراضي دول أخرى.

باتروشيف: قلقون من تطور صلات «داعش» بالإرهاب في جنوب روسيا

أعرب سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف عن قلقه من توسيع مناطق سيطرة مسلحي «داعش» في ليبيا وتطوير صلات التنظيم الإرهابي مع الإرهابيين في شمال القوقاز. وقال باتروشيف: «تتأكد معطيات تشير إلى إقامة اتصالات بين «داعش» وتنظيمات إرهابية في شمال القوقاز. وستؤخذ هذه المعلومات في الاعتبار لدى اتخاذ القرارات اللاحقة التي ترمي إلى تعزيز أمن روسيا وحماية مصالحها الوطنية». وأشار المسؤول الأمني الروسي إلى توسيع مسلحي «داعش» نطاق الأراضي التي تخضع لسيطرتهم في ليبيا وبدء إعدامات جماعية هناك، كما لم يستبعد زيادة نشاط الإرهابيين في مناطق أخرى من العالم. ورأى سكرتير مجلس الأمن الروسي أن الولايات المتحدة ربما لا تسارع في القضاء على مسلحي «داعش» لعدم رغبتها في تخفيف العبء عن الرئيس السوري بشار الأسد. وقال: «اليوم يواجه المجتمع الدولي من جديد المشاكل الناشئة بسبب سياسة البيت الأبيض قصيرة النظر»، مؤكداً أن واشنطن للأسف تطبق معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب على رغم تصريحاتها الرنانة.

وأعاد باتروشيف إلى الأذهان أن مسلحي «داعش» تلقوا تدريباً في دول مجاورة لسورية من أجل إسقاط الرئيس الشرعي بشار الأسد، مؤكداً أنه ظهر نتيجة لذلك «أخطبوط إرهابي» يسيطر على ما يقارب 90 ألف كيلومتر مربع، بحسب بعض التقييمات. وقال المسؤول الروسي إن تطرف تنظيم «داعش» لا يمت بصلة إلى الدين الإسلامي، مضيفاً: «نسمي هذا التنظيم بالتنظيم الدولي الإرهابي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لتأكيد طابعه الإرهابي وربطه بمنطقة محددة». وأشار إلى أن جذور «داعش» تمتد إلى فترة التدخل العسكري الغربي في العراق، عندما نشأت هناك خلية لتنظيم «القاعدة»، ثم انضمت إليها بعض الجماعات من الطائفة السنية وبعض الضباط والمسؤولين من نظام صدام حسين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى