غاريوس: السبب في عدم انتخاب رئيس الجمهورية هو إضعاف موقعه والتلاعب بصلاحياته

حاورته روزانا رمال

أكد عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب ناجي غاريوس أن «السبب في عدم إجراء الاستحقاق الرئاسي هو إضعاف موقع رئيس الجمهورية والتلاعب بصلاحياته، معتبراً أن من «حق المسيحيين كما الطوائف الاخرى أن يأتي الأكثر تمثيلاًً عندهم رئيساً للجمهورية».

ولفت غاريوس في حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز» إلى أن «المشكلة هي ليست بعدم انتخاب رئيس بل بعدم تجديد مجلس النواب عبر إجراء انتخابات على قانون انتخاب منصف.

وإذ أشار إلى أن الحوار بين التيار الوطني الحر و«القوات» يحصل على قدم وساق، كشف غاريوس أن هذا الحوار لا يبحث فقط بملف الرئاسة بل يوجد 15 بنداً يبدأ بتركيبة الدولة واسترجاع الشراكة في الحكم ويشمل موقع المسيحيين في هذه الدولة.

وأكد غاريوس أن الحوارات التي تجري حالياً لا سيما بين حزب الله وتيار المستقبل ستؤدي الى نتيجة، موجهاً التحية إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اعتبره رجلاً جيداً وجريئاً ولديه رؤية على الارض.

حوار التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية هل هو طريق للرئاسة أم فقط حوار إعلامي وتنفيس للاحتقان؟

رئاسة الجمهورية مثل رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب لا يجوز اللعب بها لأن جسماً بلا رأس لا قيمة له والرأس لا يمثل فقط المسيحيين بل كل اللبنانيين ويجب إعطاؤه صلاحيات، وحالياً السبب في عدم إجراء الإستحقاق الرئاسي هو إضعاف موقع رئيس الجمهورية والتلاعب بصلاحياته ونقلها من رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعاً وهذا لم يحصل ما يعني أنه منذ البداية هناك خطأ لأنها نقلت صلاحيات الرئيس الى رئيس مجلس الوزراء وحده فأصبح رئيس مجلس الوزراء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحده الدولة فاستلم رئاسة مجلس الوزراء وأنشأ حينها هيئات مرادفة للدول فأصبح الوزير مسؤولاً وليس حاكماً والمدير العام غير مسؤول وحاكم، المشكلة هي ليست بعدم انتخاب رئيس الجمهورية بل بعدم تجديد مجلس النواب عبر إجراء انتخابات على قانون انتخاب منصف يرضي الجميع وهو الذي ينتخب رئيس الجمهورية وبعدها تشكل حكومة تحكم مع مجلس نواب جديد ورئيس جمهورية جديد.

لكن خصومكم من الفريق الآخر يتهمون التيار الوطني الحر بتعطيل انتخابات الرئاسة؟

هم يريدون انتخاب الرئيس التوافقي أي الرئيس الذي ليس لديه نواب ولا حيثية شعبية لأن بعض الدول تريد استمرار الأزمة والمشاكل في لبنان لذلك يضغطون لانتخابه، وعندما انتخب الرئيس السابق ميشال سليمان قيل للعماد ميشال عون أن هذا الرجل جيد وتكون أنت المسيحي الاقوى وفي اليوم التالي هذا الرئيس التوافقي ورأينا كيف تصرف وما حصل في تلك المرحلة، ولذلك نقول كما أننا موافقون على رئيس مجلس نواب قوي عند الشيعة وكما أن رئيس الحكومة مفروض أن يكون قوياً عند السنة فمن حق المسيحيين أن يأتي الأكثر تمثيلاًً عندهم رئيساً للجمهورية والذي يشرف تاريخه لبنان ويعطي اللبنانيين الثقة والذي لم يتعامل مع اي دولة من المنطقة.

لكن الطائفة السنية وافقت أن يأتي الرئيس تمام سلام رئيساً للحكومة وليست لديه القوة التي يتمتع بها الرئيس سعد الحريري؟

الرئيس سلام جاء بتوافق من جميع الأطراف لإجراء انتخابات تشريعية فقط وليس كرئيس للحكومة ولكن لم تحصل هذه الانتخابات، الحوارات التي تجري حالياً لا سيما بين حزب الله وتيار المستقبل ستؤدي الى نتيجة والدليل ما نسمعه من وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي هو رجل جيد وجريء ولديه رؤية على الارض وقام بأعمال مهمة واتخذ قرارات صائبة ونهنئه على ذلك لا سيما ما قام به في سجن رومية، كل هذا يؤكد نجاح الحوار.

هل سيتفق المسيحيون في الحوار الذي يجري بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على ملف الرئاسة؟

الحوار بين الطرفين يحصل على قدم وساق وهناك تبادل للافكار ووضع برامج ومطالب تبحث وتدرس وهذا الحوار لا يبحث فقط بملف الرئاسة بل يوجد 15 بنداً كتركيبة الدولة والحفاظ على كل مكونات الدولة والعلاقة بينها واسترجاع الشراكة بالحكم في الدولة والتعاطي مع كل الدول العربية والاجنبية ووضع تصور لرئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ومجلس النواب اضافة الى موقع المسيحيين في هذه الدولة لأن لا أحد يريد أن يهاجر من لبنان ونحن مطمئنون إلى ذلك والموضوع الاهم الذي يبحثه الطرفان هو الوضع المسيحي في الشرق الاوسط ورأينا في بعض الدول التي تعرض الإرهاب فيها للمسيحيين ونكلوا بهم لكن في لبنان لم يحصل ذلك لأن هناك عامل استقرار.

التفاهم مع حزب الله نعتبره نموذجاً لنعممه على سائر الأطراف لا سيما مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل، هناك من يريد استمرار الخلاف بين السنة والشيعة وهذا ما لا نقبل به لأنهم لبنانيون والآن يبحثون الملفات بعمق وبين المسيحيين أيضاً لا نقبل ان تعود الخلافات الماضية.

كيف تصف اللقاء الأخير بين العماد عون والرئيس الحريري، وسمعنا دعوات من الحريري والنائب وليد جنبلاط بأنه يجب أن يكون هذا الاستحقاق وطنياً، ما رأيك؟

بالتأكيد هو استحقاق وطني ويجب ان لا ننسى أنه في الدستور قسمت الرئاسات ورئاسة الجمهورية للموارنة ومجيء رئيس ضعيف يمكن ان يناسب البعض ولكن لن نقبل بذلك ونعتبر تصريحات الحريري وجنبلاط أنها تعني أن رئيس الجمهورية هو الرمز الوطني الاول في لبنان، العماد عون زار الحريري واتفقا على الكثير من الامور، والامور تسير في شكل جيد اكثر من قبل وهناك امور خارجة عن لبنان تؤثر وهناك تقريب كبير لوجهات النظر لرؤية الحكم في لبنان.

كل طرف في لبنان ينظر الى الارهاب بعين مختلفة، كيف يمكن في ظل الخلاف على مكافحة الارهاب تلاقي خطابي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري؟

هذا ما يعمل على درسه ونقاشه في جلسات الحوار بين الحزب و«المستقبل» ولكن لا يعلن كل شيء في الإعلام، وكل الدول تحارب التكفير الذي أصبح معروفاً الذي يذبح ويحرق ويدمر ويأكل أعضاء الجسد والاخوان السنة ليسوا ارهاباً لأن الإرهاب هو خطر على السنة أولاً.

من خلال خطاب رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو وموقف الرئيس الأميركي باراك اوباما منه، هل وصلنا إلى مرحلة ان الولايات المتحدة ترى مصالحها في الشرق الأوسط بمعزل عن مصالح «اسرائيل» لا سيما في الاتفاق مع إيران؟

اللوبي اليهودي في اميركا عمل جيداً في الخارج للضغط على الدول الغربية لمصلحة «إسرائيل»، وفي الولايات المتحدة يجب ان نفرق بين الشعب الذي لا يهتم في السياسة كثيراً وبين الحكام الذين يتصارعون للوصول إلى الحكم، في المقابل العرب في الدول الغربية رغم ما يملكون من ثروات وعقول إلا أنهم لم يشكلوا لوبياً للضغط في هذه الدول لمصلحة العرب.

نتنياهو يريد استلام وزارة الخارجية في أميركا والكلام الذي قاله في الكونغرس بمعنى «أنا حاكم أميركا»، وهناك نواب اعترضوا وخرجوا من القاعة لكن نستغرب وقوف اعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الآخرين مرات عدة مصفقين فرحين، فهؤلاء هم يهود وليسوا اميركيين، سيحصل مشكل بين الكونغرس والرئيس ولكن الكلمة النهائية في اميركا دستورياً هي للرئيس الا اذا توفر الثلثين في الكونغرس ضده.

هل برأيك وصلت الولايات المتحدة إلى يقين أن الرئيس بشار الأسد بات جزءاً من الحل وهذا ما قاله المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ورأينا في الاسبوع الماضي زيارة وفدين إلى سورية وفد فرنسي وآخر اميركي؟

تجارياً فرنسا لها مصلحة كبيرة في سورية واستخباراتياً كانت تتعامل مع الاستخبارات السورية التي كانت ناشطة في المنطقة، والتأثير اليهودي في فرنسا أدى إلى كره من الحكام للرئيس الأسد، والسوريون يعرفون ان الهيجان والمواقف المتسرعة عند الاوروبيين سيأتي يوم وتتغير، والدول الاوروبية ارسلت الارهابيين من كل العالم إلى سورية، تركيا وقطر وقسم من السعوديين المتمولين يرسلون المساجين من سجونهم الى سورية للتخلص منهم حتى اصبحت حرباً عالمية في سورية، هذه الفوضى التي سمتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس بالفوضى الخلاقة فيما هي تؤدي إلى فوضى عامة. الاميركي اعتاد ان يتصرف كما يشاء واميركا إن ربحت تربح وإن خسرت تربح لأنها تحارب بغيرها لذلك القرار التي تتخذه أميركا ليس قراراً صائباً دائماً وحان الوقت ان يعي اللبنانيون رغم الاختلاف السياسي والطائفي والمذهبي أن لا غنى عن كل الطوائف والمذاهب في لبنان لأنه غنى للبنان وليس فقراً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى