المدراء السياسيون للنورماندي يجتمعون اليوم في باريس

قال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أمس إن الأزمة الحالية في أوكرانيا نتيجة مباشرة لتدخل الغرب في شؤون هذا البلد.

وأضاف البيان أن «سيناريو التدخل الصارخ في شؤون دول أخرى نُفذ كذلك في أوكرانيا، إذ حدث تغيير للسلطة بشكل غير دستوري في شباط 2014 بدعم مباشر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأدى ذلك إلى وقوع أحداث مأسوية نتجت عنها حرب أهلية في جنوب شرق البلاد».

وأشار البيان إلى أن الجهات التي أبدت حرصت شديداً على مراعاة حقوق الإنسان في كوسوفو تتجاهل تماماً الجرائم العديدة التي ارتكبت في أوكرانيا بحق المدنيين من قبل تشكيلات مسلحة تابعة للحكومة الأوكرانية، وكذلك مقتل كثيرين وحدوث كارثة إنسانية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.

ودعت الخارجية الروسية شركاء روسيا في العالم إلى الاختيار الصحيح بين المصالح السياسية الضيقة العابرة، وبين المصالح الاستراتيجية الخاصة بإقامة نظام أمن أوروبي قوي على أسس مبادئ المساواة ومراعاة مصالح كل الأطراف وعدم تجزئة الأمن.

وأكد البيان أن منطق التطور العالمي يقضي بضرورة إيجاد حلول مشتركة لمواجهة الأخطار والتحديات المشتركة.

جاء ذلك في وقت أوصى الكونغرس الأميركي أمس في قرار الرئيس الأميركي بالموافقة على إرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا.

ويدعو القرار الذي صوّت لمصلحته 348 من المشرعين مقابل رفض 48، الرئيس الأميركي إلى «استخدام الصلاحيات الممنوحة له من قبل الكونغرس لتزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية فتاكة وقاتلة».

وبررت وثيقة القرار هذه الخطوة بالقول إنها «تزيد إمكانية الشعب الأوكراني في حماية السيادة»، مضيفة أن «أوكرانيا مستقلة وديمقراطية ومزدهرة تتوافق ومصالح الولايات المتحدة».

وتحمل وثيقة القرار، الذي يحمل صبغة استشارية غير ملزمة، روسيا بشكل استثنائي المسؤولية عن القتلى الذين سقطوا في الصراع في شرق أوكرانيا، مضيفة: «إذا نحن سمحنا بالعدوان على أوكرانيا ووقفنا جانباً، دون أن نمنح أوكرانيا على الأقل إمكانية حماية نفسها فإننا نرسل بذلك إشارة إلى المجتمع الدولي فحواها أن استعداداتنا للحفاظ على النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية انخفضت».

وصرّح معد هذا القرار السيناتور الديموقراطي إليوت إنجيل بأن «الشعب الأوكراني لا يعول على القوات الأميركية، وإنما يريد فقط الحصول على أسلحة لحماية نفسه».

وأعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن لقاء «مجموعة النورماندي» بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا سيعقد في باريس اليوم الأربعاء، على مستوى «ممثلين رفيعي المستوى» للدول المعنية.

وفي وقت سابق، أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن اللقاء في باريس حول التسوية الأوكرانية سيتم بمشاركة المديرين السياسيين لـ»مجموعة النورماندي». وفي رده على سؤال عما إذا كان من المخطط عقد اجتماع لوزراء الخارجية الأربعة، قال لافروف إن الحديث يدور عن لقاء «المديرين السياسيين فقط».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى