هل تحول «عاصفة الحزم» اليمن إلى ساحة حرب مصالح إقليمية ودولية؟

بات اليمن ساحة أخرى لحروب إقليمية مشتعلة على امتداد بلاد ودول عديدة، حيث المصالح تتحرك وتحرك نفوذها في صراعات أخذت تنهش بالمنطقة أكثر وأكثر.

ويشهد اليمن حالة من الانقسام بين معسكرين كانت تتحكم فيهما أقلية بقيادة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي المدعوم خليجياً وبين قوى ثورية شعبية أعلنت رفضها كل التدخلات الخارجية، وفي خضم هذه التطورات حشدت السعودية قواتها العسكرية التي نشرتها على الحدود مع اليمن وأعلنت أنها ستقوم بمهمات دفاعية فقط، في حين سربت الولايات المتحدة أن هذه القوات هجومية ما يطرح تساؤلات عن إمكان تدخل السعودية ميدانياً في الحرب الدائرة عند جارتها الجنوبية.

ويبدو في موازاة ذلك، أن الموقف الخليجي المؤيد للرئيس عبد ربه منصور هادي، كما يقول متابعون، يعيش أسوأ حالاته في ما يخص اليمن، فمع تصاعد الدعوات إلى التدخل الدولي والعربي، يتواصل تقدم أنصار الله.

«عاصفة الحزم»

قامت قوات جوية خليجية بقصف مواقع للحوثيين في اليمن، والعملية المسماة «عاصفة الحزم» بحسب البيان الخليجي هدفها حماية الحكومة الشرعية في اليمن من المسلحين الحوثيين.

وكان السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير أعلن أول من أمس بدء العملية العسكرية ضد الحوثيين بقيادة بلاده.

وقال الجبير إن السعودية وحلفاءها باشروا حملة عسكرية ضد المليشيات الحوثية وللدفاع عن الشرعية في اليمن والحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وأكد أن الولايات المتحدة لا تشارك في العملية. وأوضح أن الحملة ضد الحوثيين تستند إلى ميثاقي الأمم المتحدة والجامعة العربية وشدد على أن العملية ستشمل جميع الأراضي اليمنية.

وبحسب مصدر تقود السعودية الهجمات العسكرية الجوية إلى جانب الإمارات والبحرين والكويت وقطر بهدف حماية الحكومة الشرعية في اليمن من المسلحين الحوثيين.

واستهدفت الغارة قاعدة الديلمي العسكرية للحوثيين ومطار صنعاء ومدرجه، وتواصل المقاتلات التحليق فوق عدن ولحج.

وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن الضربات تستهدف القوة الجوية للحوثيين وقدرتهم على إطلاق الصواريخ.

على صعيد آخر، أكد مدير مكتب منصور هادي محمد مارم أن الرئيس اليمني ما زال في قاعدته بعدن وفي حالة معنوية عالية بعد بدء «عاصفة الحزم» على جماعة الحوثي المعارضة لحكمه. وأضاف: «الرئيس في حالة معنوية عالية ويوجه الشكر إلى دول الخليج ومصر والأردن والسودان وكل دول المنطقة».

محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثيين قال إن الضربات الجوية السعودية تمثل عدواناً على اليمن، محذراً من انجرار المنطقة إلى «حرب واسعة». وأضاف البخيتي في تصريح إعلامي «الشعب اليمني شعب حر وسيواجه المعتدين وأنا أذكرك أن الحكومة السعودية والحكومات الخليجية ستندم على الاعتداء على اليمن». وتابع: «هناك عدوان على اليمن وسنواجهه بكل شجاعة… العمليات العسكرية ستجر المنطقة إلى حرب واسعة».

بوارج حربية مصرية

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال إن ما تشهده الساحة اليمنية من تطورات بالغة الخطورة لم تكن لتقف عند حدود اليمن إن لم يتم تداركها من خلالِ تحرك سريع وفاعل.

وأضاف سامح شكري أن الموقف المصري يرفض الانقلاب على الشرعية وفرض سياسية الأمر الواقع بالقوة، مؤكداً أن مصر تدعم مؤسسات ورموز الدولة الشرعية للحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية ومصالح شعبها.

وأكد وزير الخارجية المصري أنه ومن منطلق التضامن مع شعب اليمن ورئيسه، لبت جمهورية مصر نداء الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته بإعلانها الدعم السياسي والعسكري، مشيراً إلى مساندة الائتلاف العسكري جواً وبحراً وبراً.

إلى ذلك، عبرت 4 بوارج حربية تابعة للسلاح البحري المصري قناة السويس، متجهة إلى اليمن دعماً للعملية العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد اليمنيين.

وقال مصدر بقناة السويس إن 4 بوارج دخلت القناة، لتواصل سيرها نحو عدن جنوب اليمن في وقت لاحق من اليوم ذاته، مؤكداً أنها ستشارك في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لضرب مواقع المتمردين الحوثيين في اليمن.

وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت دعمها السياسي والعسكري الكامل للرياض، مشيرة إلى أن التنسيق جار مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية.

وأفادت السلطات المصرية أن التدخل ضمن عمل الائتلاف يعتبر دفاعاً عن أمن واستقرار اليمن، وحفاظاً على وحدة أراضيه وصيانة لأمن الدول العربية.

إيقاف للرحلات الجوية السعودية

أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية أول من أمس، إيقافاً موقتاً للرحلات الدولية والداخلية المتجهة من وإلى مطارات المنطقة الجنوبية في المملكة.

وقال بيان للهيئة السعودية إنه بحسب الإجراءات المتبعة، فقد تم بشكل موقت إيقاف الرحلات الداخلية والدولية في كل من مطارات الملك عبدالله بجازان وأبها ووادي الدواسر وبيشة وشرورة ونجران، ابتداءً من فجر الخميس وحتى إشعار آخر.

وأشارت الهيئة إلى أنه ستصدر معلومات وبيانات تفصيلية للمسافرين من قبل شركات الطيران العاملة في تلك المطارات لتزويدهم بالمعلومات الجديدة بشأن رحلاتهم وبآخر المستجدات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى