إرباك السعودية أدخلها حرباً لم تحسب نتائجها

ناديا شحادة

السياسة السعودية والخليجية في اليمن كانت تقوم على أن يبقى هذا البلد فقيراً ضعيفاً مقسماً ومفتقداً لأسباب القوة وأن لا تكون فيه حكومة مركزية قوية، لأن وحدة هذا البلد وقوته تشكل خطراً على استقرار دول الخليج، فبعد سيطرة جماعة أنصار الله على العاصمة صنعاء في 21 أيلول 2014، تلك الخطوة التي لقيت إشادة من حركات المقاومة العربية وإيران لأنها تحقق مطالب غالبية الشعب اليمين في السلم والأمن في البلد، في المقابل أزعجت دولاً عربية منها السعودية التي تعتبر جماعة أنصار الله مدعومة إيرانياً وستشكل سيطرتهم على اليمن خطراً يهدد أمنها.

إرباك الدبلوماسية السعودية أدخلها حرباً لم تحسب نتائجها، حيث شهدت الساحة اليمنية تطوراً خطيراً ودراماتيكاً تمثل بشن الطيران الحربي السعودي غارات جوية على عدد من مواقع تابعة لجماعة أنصار الله وذلك بمساندة «تحالف خليجي»، تلبية لطلب الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية بالتدخل العسكري في البلاد لردع تقدم الحوثيين في اليمن الذي لم يرق لدول الخليج، وليكشف هذا الهجوم مدى تورط الخليج في الشأن اليمني واستهداف اليمن وثورة الشعب اليمني، ويرى المراقبون أن للتدخل الخليجي خلفيات تتصل بالمفاوضات النووية مع إيران التي أوشكت أخيراً على التوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية الكبرى بشأن برنامجها النووي. تلك الأمور أدخلت السعودية دوامة الإرباك وزادت من إحباط المملكة، حيث دعا وزير خارجيتها سعود الفيصل في 23 آذار 2015 إلى عدم منح إيران صفقات لا تستحقها في مفاوضات الملف النووي مع القوى الكبرى متهماً الجار الإيراني بانتهاج سياسات عدوانية تجاه المنطقة في إشارة منه إلى تدخلها في اليمن ودعمها لجماعة أنصار الله.

ويرى الخبراء العسكريون أن تدخل السعودي عسكرياً في اليمن يعدّ انتحاراً، فالسعودية التي منيت بخسارة كبرى عام 2009 عندما أردات أن تحارب الحوثيين واستطاعت القوات الحوثية التوغل في الأراضي السعودية ولم تستطع السعودية إخراجهم إلا بعد ثلاثة أشهر من القصف المتواصل فها هي المملكة اليوم تدخل حرباً لم تحسب نتائجها مع جماعة أنصار الله المستعدة لبذل دمائها لتحقيق النصر، إذ أكد القيادي وعضو المكتب السياسي للجماعة في 26 آذار 2015 أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف اليدين أمام العداون السعودي عليه، وأن الشعب اليمن سيتحرك للرد على العدوان السعودي بكل الخيارات المتاحة له..

ووسط زخم الحوادث التي نشهدها اليوم على الساحة اليمنية بعد الاعتداء العسكري الخليجي على البلاد، هل يكرر القائد الشاب لحركة أنصار الله عبد الملك الحوثي الذي يذكرنا بسماحة السيد حسن نصر الله من حيث مضمون الخطاب الذي يركز فيه على محاربة الفساد والمطالبة بالشراكة الوطنية والعداء للغرب و«إسرائيل»؟، فيحقق النصر الذي شهدناه في حرب تموز 2006 الذي شكل هزيمة للعدو الصهيوني بعد الصمود الأسطوري للمقاومة اللبنانية أمام الترسانة العسكرية «الإسرائيلة» ضربة قاضية لمشاريع التوسع والهيمنة التي كانت تحلم بها «إسرائيل» في المنطقة، فهل تستطيع جماعة أنصار الله أن تكرس الحضور الوازن في اليمن وتحقق نصرها على السعودية؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى