حردان: بثقافة الوحدة والصمود نمنع المتآمرين على بلادنا من تحقيق أهدافهم مراد: سورية ستبقى قلب العروبة النابض ولتصحّح الجامعة خطأها التاريخي

استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، رئيس حزب الاتحاد النائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد ونائبه أحمد مرعي وعضو القيادة هشام طبارة.

حضر اللقاء إلى جانب حردان، رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، رئيس المكتب السياسي الوزير السابق علي قانصو والعميدان صبحي ياغي ومعن حمية.

استعرض المجتمعون الأوضاع في لبنان والمنطقة، والمخاطر المتأتية من تصاعد موجات الإرهاب والتطرف، وتداعيات التصعيد الذي تلجأ اليه بعض الدول العربية والإقليمية، إنْ لجهة استمرارها في دعم القوى الإرهابية المتطرفة في سورية والعراق، أو لجهة الدخول على خط أحداث اليمن.

وأكد المجتمعون أنّ ما يشهده العالم العربي من أزمات متلاحقة، لن تقتصر مخاطره على دول بعينها، بل يطاول الجميع، لذلك، وفي ظلّ التحضيرات لعقد قمة عربية، لا بدّ من مقاربات تتلمّس المخاطر وتعمل على إعادة ترميم العلاقات العربية، وإعادة ترتيب البيت العربي بعماده السوري.

مراد

بعد اللقاء صرّح مراد للصحافيين قائلاً: اللقاء مع الأخ الصديق أبو حليم، ومع الاخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي هو لقاء المحبة والأخوة، ويأتي في سياق التواصل المستمرّ، وقد دار الحوار حول موضوعين رئيسيّين… الموضوع العربي ونحن على أبواب القمة العربية وندرك كم هي المشاكل التي تعاني منها الأمة، وخاصة الأحداث الأخيرة التي تشهدها اليمن حالياً، مما يتطلب من الجامعة العربية، لمرة واحدة على أقلّ تقدير، أن ترتفع إلى مستوى المسؤولية، في معالجة المشاكل الكبيرة، ليس في اليمن فقط، وإنما في سورية والعراق وكلّ الدول الأخرى التي طاولها ما يُسمّى «الربيع العربي» وهو الذي حمل الدمار.

أضاف مراد: آن الأوان لتقوم جامعة الدول العربية بتصحيح الخطأ التاريخي الذي وقعت به في ما يتعلق بشطب اسم سورية من عضوية الجامعة العربية وهي قلب العروبة النابض، وقلب الجامعة العربية النابض ويجب أن تعود.

والموضوع الثاني، على الصعيد اللبناني، نحن نعلم أنه لا يجوز أن يستمرّ الوضع على ما هو عليه، وخاصة في ظلّ الوضع الأمني، ولا سيما ما يجري في عرسال، فلا بدّ من تعزيز قدرات الجيش، وأن نتضامن جميعنا مع المؤسسات العسكرية، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية والسعي إلى تطوير النظام لكي لا نقع كلّ ست سنوات في مأزق الفراغ الرئاسي أو الحكومي، وقد آن الأوان لنورث أولادنا نظاماً متطوراً، ولا يجوز التحجّج بأنّ الظروف الحالية غير مناسبة.

وختم مراد سائلاً: الى متى سنبقى نقول بأنّ الوقت ليس مناسباً؟ مؤكداً أنّ المطلوب وضع قانون انتخابي عادل والمحافظة على الوجود المسيحي وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

حردان

بدوره قال حردان في تصريح للصحافيين: توقفنا أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب الممهّد لاجتماع القمة العربية، والسؤال: هل يمكن أن نثق مجدداً بالجامعة العربية والمؤسسات العربية؟

وقال حردان: الواقع العربي مشلول ومُمزّق ومُفتّت، والاشتباك المفتوح مذهبياً وطائفياً، يصبّ في خدمة المصالح الغربية و«الإسرائيلية» وهو ضدّ مصلحة شعبنا ووحدة شعبنا ومصير شعبنا، وعلى حساب المسألة الفلسطينية التي هي الأساس وجوهر الصراع.

وأشار حردان إلى أنّ مصر كان لها دور كبير وطليعي في استقرار العالم العربي، ونتطلع إلى أن تستعيد هذا الدور. وأردف: القمة العربية التي ستعقد في مصر يجب أن تضع فلسطين في جدول أولوياتها، ونأمل أن لا نُصاب بخيبة أمل جديدة، فتشطب فلسطين من سلّم الأولويات، ونخشى أن يكون لهذه القمة أولويات أخرى تبعدنا عن مسألة فلسطين، وتدخلنا في صراعات جديدة.

أضاف حردان: نحن نأمل، ونطالب القمة العربية بدور أساسي في استعادة كلّ المنظومة العربية وفي طليعتها سورية، التي لها الدور الفاعل في الجامعة العربية وفي مؤتمرات القمة العربية.

وبخصوص المشهد اللبناني رأى حردان أنه مشابه لمشهد المنطقة، توترات وشلل في مؤسسات الدولة، وخطاب مذهبي طائفي… ونأمل أن يؤدّي الحوار القائم إلى نتائج تخفّف وتنهي حال التحريض الطائفي والمذهبي. نعم نتطلع إلى أن يكون لبنان متعافياً من الطائفية والمذهبية، ومتجهاً إلى رحاب الدولة الديمقراطية المدنية الواحدة الفاعلة بمؤسّساتها في جمع اللبنانيين، مؤسّسات تهتمّ بالجانب الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، وكلنا نعمل في هذا الاتجاه.

وختم حردان: نجدّد التأكيد على العمل الجادّ من أجل تشكيل جبهة شعبية لمواجهة الإرهاب وتعميم ثقافة الوحدة في مواجهة ثقافة التفتيت، وتعزيز ثقافة المواجهة بغية عدم تمكين المؤامرة والمتآمرين من تحقيق أهدافهم في النيل من بلادنا ووحدتنا.

القائم بالأعمال الصيني

من جهة أخرى، أعرب حردان عن تقديره لدور جمهورية الصين الشعبية إزاء مجمل القضايا، وحرصها على أمن دول المنطقة وسيادتها واستقرارها، وتصدّيها في المحافل الدولية لأيّ شكل من أشكال التدخل في شؤون الدول ذات السيادة، وموقفها الداعم باستمرار للمسألة الفلسطينية.

وأكد حردان حرص الحزب السوري القومي الاجتماعي على العلاقة مع الحزب الشيوعي الصيني ومع جمهورية الصين، مشدّداً على أهمية تعزيز هذه العلاقات وتطويرها مع الحزب القومي ولبنان وسورية ودول المنطقة.

ولفت حردان إلى أنّ بلادنا تواجه تحدّيات كبيرة، تتمثل أولاً باستمرار الاحتلال «الإسرائيلي» لفلسطين والجولان وأجزاء من لبنان، وثانياً بالخطر الذي تشكله المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تعيث قتلاً واجراماً وتدميراً بدعم واضح من «إسرائيل» ودول غربية وإقليمية.

موقف حردان جاء خلال لقائه القائم بأعمال جمهورية الصين الشعبية في لبنان هان جينغ، الذي زار مركز «القومي» بمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان، وحضر اللقاء عميد الخارجية في «القومي» حسان صقر، والسكرتير الأول في السفارة الصينية نجوى شين هويتشين.

وجرى خلال اللقاء تبادل الرأي حول مختلف المواضيع، لا سيما العلاقات الثنائية بين الحزب القومي والحزب الشيوعي الصيني وحرص الجانبين على تعزيزها.

وجدد جينغ تأكيد بلاده على دعم القضايا العادلة وفي الطليعة قضية فلسطين، وشدّد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، مشدّداً على أنّ موقف الصين حاسم ضدّ الإرهاب والتطرف، ولافتاً إلى أنّ بلاده عازمة على الانفتاح أكثر على دول المنطقة ولعب دور أكبر.

وسلّم القائم بالاعمال حردان نسخة من كتاب بعنوان: «حول الإدارة والحكم» لمؤلفه شي جين بينغ أمين عام الحزب الشيوعي الصيني.

إلى ذلك، أقام عميد الخارجية في «القومي حسان صقر مأدبة غداء على شرف جينغ بحضور شين هويتشين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى