المواجهة

بلال شرارة

تحوّل العالم العربي كلّه إلى ساحات موضوعة على منظار تصويب الإرهاب، وإلى أهداف للأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، من تونس إلى صنعاء فالحسكة، وربما في كلّ لحظة الى مدينة ما. ردّ فعلي وانفعالاتي حيال هذه الجرائم الإرهابية ليست متأخرة، ولكني أخذت الوقت الكافي لأطرح أسئلة وأجوبة في برية الله هنا وهناك وعلى هذه الزاوية.

لعلّ المطلوب، واقعاً، ليس مجرّد مؤتمرات ومواقف من المرجعيات بل إعادة تقويم الدين.

يقول الإمام الصدر، وهو مرجع فقهي سبق أن تنبّه قبل الجميع إلى نمو ظاهرة التكفير الدموي: «إنّ أرضية الانفجار هي الحرمان والغبن وتحويل الدين الى عادات جامدة وشعائر وتقاليد مسلية وإفراغ المناسبات الدينية من جميع معانيها الأصلية».

ويضيف سماحته: «تتضاعف محنة الدين وتعاليمه بعد أن جدّدت الدرجات وأعطيت تعاليم السماء قوالب أرضية معينة».

ويتساءل: «هل فقدنا فعالية الدين وتأثير تعاليمه؟ هل انتهى دوره القيادي في توجيه الإنسان وتحوّل إلى طقوس وذكريات؟ هل كان دور تعاليم الدين في الأساس دور تعزية وكان شاملاً لأطراف حياة الإنسان حيث كانت المصائب شاملة؟».

يقول سماحته إنّ هذه الأسئلة وأجوبتها طرحت، ولكننا تجاهلناها وغضضنا الطرف عنه، وتخطينا رهبة التحدّث عنها لكي نواجه رهبة الواقع المرير.

نقول: نعم إننا نواجه رهبة الواقع المرير، فقد استغلّ الإرهاب الدين، وأقام مشاريع إيديولوجية وتنظيمية وسياسية، وهو يقتل على مساحة الإسلام والعرب.

لقد اختلف المتأسلمون الذين يستغلّون الدين وباتوا يقومون بـ:

– تقسيم السماوات.

– احتكار الجنة.

– تصنيف السماء.

– احتقار الآخرين وعدم الثقة بهم.

– إعطاء الخلق صفة المخلوق.

– إصدار أحكام على الناس في مذاهبهم غيابياً.

– إضعاف الإيمان وخلق أجواء التشكيك والتخوّف.

– فرض التعصّب والانكماش ووضع حواجز دموية حول فئات من الناس.

إننا أمام ذلك كلّه، نرى أن وظيفة المرجعيات و كوادرها مشايخها ورهبانها ومراكزها القيام قد تكون قيادة ثورة ثقافية وإعادة الدين إلى دوره الأساس وتفسيره بشكل صحيح ومنع الاحتكار والاحتقار والتصنيف.

انّ كلّ يوم وكلّ دقيقة تأخير هما لمصلحة الإرهاب.

كلّ ساعة تضيع في التحادث الداخلي والمؤتمرات هي خدمة للإرهاب الذي يفيد من الوقت ليضاعف الرهبة من أدواره.

لم يعد يكفي الترحّم على الأموات الضحايا الشهداء الذين يسقطون في حرب الإرهاب ضدّ المنطقة. انّ المطلوب:

– توحيد مواجهة الإرهاب.

– غرفة عمليات ضدّ الإرهاب.

– لغة خطاب ثقافي ضدّ الإرهاب.

وإلاّ فليشرد كلّ منا على حلّ شعره ويقاتل الإرهاب بالإرهاب ربما، أو يقع تحت اختيار واحد من شروط أشعيا الثلاثة: الاستسلام أو الإقرار بشرعة قتل الأغيار أو الفرار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى