الأسد: التواجد الروسي في شرق المتوسط ضروري

قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام روسية إن التواجد الروسي بشرق المتوسط بما في ذلك مرفأ طرطوس ضروري لخلق توازن فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.

وأضاف الأسد إن التواجد الروسي مهم لسورية، مشيراً إلى أن الدور الذي تلعبه موسكو في المنطقة يخدم استقرارها وأمن العالم، مشدداً على أن دمشق ترحب بأي توسع روسي في المنطقة، لا سيما الشواطئ السورية.

جاء ذلك في وقت، قالت الخارجية الروسية إن أعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يتجاهلون أدلة عن استخدام منظمات إرهابية في سورية والعراق مواد سامة ويركزون على توجيه اتهامات لا سند لها لدمشق.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس أن «أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذين يهاجمون دمشق بلا هوادة في تصريحاتهم يتجاهلون تماماً ويصمتون عمداً عن الإثباتات الكثيرة في شأن استعمال منظمات متطرفة، خصوصاً تنظيم الدولة الإسلامية مواد سامة في العراق وسورية».

وشدد لوكاشيفيتش على أن «مثل هذا السلوك لا يساهم في تعزيز نظام منع انتشار الأسلحة الكيماوية، ويعيق رد فعل المجتمع الدولي المناسب مواجهة خطر حقيقي في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتوافر وقائع كثيرة عن استخدام كيانات غير حكومية أسلحة كيماوية».

وقال الدبلوماسي الروسي: «تظهر المعايير المزدوجة مجدداً على شاكلة قيام دول معينة برفع قضية الأخطار الإرهابية الكيماوية والبيولوجية على أراضيها إلى المستوى الوطني، وفي الوقت ذاته تسد الطريق أمام رد فعل دولي موحد لهذه المشكلة الملحة».

وأشار لوكاشيفيتش إلى أن «المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في دورته الـ 78 التي اختتمت مؤخراً أكد على إحراز تقدم في جميع الاتجاهات الرئيسة التي يجري العمل بها في سورية، حيث تبقى نحو 2 في المئة فقط من المواد الكيماوية التي سحبت من سورية، ويجري التخلص بنجاح من المواقع السورية السابقة لإنتاج الأسلحة الكيماوية، حيث دمر 3 من أصل 12 موقعاً».

ولفتت رئاسة المنظمة إلى أن عمل بعثة المنظمة الدولية في شأن التحقق من الإعلان الأولي لسورية عن مخزوناتها الكيماوية يتواصل بالتعاون مع دمشق.

وعبر المتحدث الروسي عن أسف موسكو بعد توجيه عدد من الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية اتهامات حادة لدمشق بزعم عدم إيفائها بالتزامات بخصوص مخزوناتها من مواد الأسلحة الكيماوية، مستندين في ذلك بخاصة إلى اتهامات لا أدلة عليها عدا منشورات في الإعلام الدولي مشكوك بصحتها عن استخدام القوات الحكومية لغاز الكلور ضد السكان المدنيين في محافظة إدلب.

وطالب لوكاشيفيتش بعثة المنظمة الدولية في سورية بالتحقيق في مزاعم استخدام الكلور في سورية وفي المعلومات التي تحدثت عن احتمال تورط منظمات إرهابية متطرفة عاملة في سورية في جريمة استخدام الكلور في كانون الأول من العام الماضي بمحافظة دمشق.

وفي السياق، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن سورية مستمرة في برنامج تدمير المنشآت المصنعة للمواد الكيماوية، مشيراً إلى أن التأخر في إتمامه يحدث بسبب الأمم المتحدة.

و قال: «قمنا حتى الآن بتدمير ثلاثة أنفاق وبدأنا بالرابع وسننتهي قريباً من الأنفاق أما في ما يتعلق بالهنغارات فهي تحتاج إلى معدات تقوم إدارة المشاريع التابعة للأمانة العامة في الأمم المتحدة باستيرادها، أي أن التأخير ليس منا نحن بل من الأمم المتحدة والجهات التي تتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، مضيفاً «نأمل في أن ننهي تدمير الأنفاق خلال فترة قصيرة وقبل الموعد المحدد لذلك».

وفي شأن متصل، أكد المقداد أن نحو 700 مسلح انضموا مؤخراً إلى جانب الجيش السوري، لافتاً إلى أن دمشق لا تغلق الباب أمام من يريد إلقاء السلاح.

وأضاف المسؤول السوري: «إن جهوداً كبيرة تبذل للمصالحة في سورية. المصالحة جرت مع عدد من المجموعات المسلحة التي ابتعدت عن استعمال السلاح وتعمل من أجل المصالح الوطنية السورية. نحو 700 مسلح انتقلوا إلى جانب الحكومة وهم الآن يقاتلون في عدة مناطق إلى جانب الجيش السوري بما في ذلك في ضواحي دمشق».

وأبدى المقداد استعداد دمشق للمشاركة في اللقاء المرتقب في موسكو الذي دعت إليه روسيا عدداً كبيراً من المعارضين، وذلك «من أجل إنجاح الجهود التي يبذلها أصدقاؤنا الروس الذين نثق بهم تماماً ونعرف صدق نواياهم».

من جهة أخرى، دعا نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى إجراء حوار مع الدول التي تدعم المسلحين لتنفيذ خطته للسلام.

وقال إن سورية ساندت فكرة دي ميستورا الخاصة لتجميد القتال جزئياً، وإن دمشق مستعدة لتنفيذ كل ما يُطلب منها في إطار اتفاقاتها مع المبعوث الأممي، مضيفاً أن المسلحين يرفضون التواصل مع دي ميستورا، وأيضاً السعودية وقطر وتركيا، لإفشال خطة المبعوث الدولي.

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس أن جيش بلاده سيدرب عناصر من «المعارضة السورية» وغيرها من دول المنطقة ضمن الجهود الدولية للقضاء على تنظيم «داعش».

وأكد فالون أن بلاده مستعدة لتقديم يد العون لتكثيف الجهود من أجل القضاء على «داعش» المتغلغل في العراق وسورية. وقال: «في الأساس يتعين على القوات المحلية محاربة داعش ونحن نساعد على تأسيس قوات تكون فاعلة بما يكفي في سورية وفي العراق لمحاربة التنظيم».

ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس على منطقة ضهر البيدر الواقعة غرب مدينة الزبداني، كما أحكمت وحدات أخرى من الجيش سيطرتها في شكل كامل على مرتفع عش النسور وتلتي شير الطاقة وشير الجوبة في جبال الزبداني الغربية الواقعة على بعد 11 كلم عن الحدود اللبنانية.

وكان الجيش قد سيطر في وقت سابق على تلال الحمراء وشعبة الخشيعة بين جرود عرسال وجرود فليطة في القلمون، بعد معارك مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.

كذلك انسحب مسلحو «النصرة» من تلال حنكل، بفعل قصف مركز للجيش السوري. كما قتل عدد من المسلحين في قصف مدفعي بمشاركة الطائرات السورية في وادي العويني، ووادي الدب، ووادي الخيل، ومعبر الزمراني، وجرود قارة في القلمون.

وقتل أحد أبرز القادة الميدانيين «لداعش» في القلمون محيي الدين الزين، المعروف بأبي عرب، وذلك بعد استهدافه بكمين للجيش السوري في منطقة مهين جنوب حمص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى