بعد التورّط السعودي في اليمن… مواقف متباينة بين الرفض والتأييد

بشرى الفروي

بعد أن أطلقت مملكة الحجاز منتصف ليل الأربعاء الخميس، عمليتها العسكرية المفاجئة والواسعة في اليمن، بِاسم «عاصفة الحزم»، جاءت مواقف الدول من هذه العملية متباينة بعد مرور الساعات الأولى على انطلاقتها.

فسورية عبّرت عن قلقها العميق تجاه التطورات الخطيرة التي تشهدها جمهورية اليمن، كما أكدت احترام سيادة اليمن واستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه.

أما إيران فاستنكرت هذا العمل العسكري واصفة إياه بالعمل العدواني، وطالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «بوقف العمليات العسكرية السعودية في اليمن»، التي يمكن أن تزيد من تعقيد الوضع واتساع الأزمة، كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، التي وصفت الأعمال العسكرية بالخطوة الخطيرة، فهي تنتهك المسؤوليات والسيادة الوطنية.

العراق رفض العملية العسكرية فقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري: «إنّ استخدام السلاح خارج كلّ دولة سيضع كلّ دولة من البلدان على مرحلة جديدة وعسكرة الخلافات السياسية».

أما على المستوى الدولي فقد دعت روسيا الأطراف اليمنية وحلفاءها الخارجيين إلى وقف الأعمال القتالية، وأشار بيان لوزارة خارجيتها الى أنّ «موسكو تعبّر عن قلقها البالغ من الأحداث الأخيرة في الجمهورية اليمنية الصديقة، وتؤكد دعمها الثابت لسيادتها ووحدة أراضيها»، وأكدت أنه لا يمكن تسوية الخلافات الموجودة في اليمن إلا من طريق الحوار الوطني الواسع.

وبينما شدّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أنّ التفاوض هو الحلّ الوحيد للأزمة في اليمن، أشار بيان للاتحاد الأوروبي الى أنّ الأحداث الأخيرة في اليمن ستؤدّي إلى المزيد من التدهور للوضع الهشّ أصلاً في البلاد، كما تزيد من مخاطر وقوع تداعيات إقليمية خطيرة.

وبالانتقال إلى تصريحات ومواقف الدول المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن، فقد أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها عن دعم مصر السياسي والعسكري للعملية.

وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أنّ حكومته «تفكر في تقديم مساعدة لوجستية للسعودية» لمواجهة ما سمّاه «محاولة إيران الهيمنة على اليمن والمنطقة».

وفيما أكدت فرنسا وبريطانيا تأييدهما للضربات الجوية التي قامت بها دول عدة في المنطقة ضدّ اليمن، جاءت الموافقة الضمنية للولايات الاميركية من طريق ما أعلنه بيان للمتحدثة بِاسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن أمر الرئيس باراك أوباما السعودية وحلفاء عرباً آخرين.

وبعد فشل السعودية السياسي في اليمن، وبعد بدء مغامرتها الانتحارية، هل وضع آل سعود مصير مملكتهم على المحك بعد هذا العدوان السافر؟ وبخاصة بعد صمود الحوثيين واستعدادهم لمواجهة هذا العدوان؟

الواضح أنّ السعودية أرادتها ان تكون حرباً مذهبية مما يعني أنّ عواقبها ستكون وخيمة على المنطقة وعلى خريطتها السياسية ونوع التحالفات فيها. وستكشف الأيام المقبلة عن نتائج هذا العدوان، وكيف ستردّ عليه القوى الوطنية في اليمن مع القوى العربية والإقليمية والدولية التي تساندها، مما سيرتدّ سلباً على مملكة الحجاز وحلفائها الخليجيين المتورّطين معها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى