«الائتلاف «… كيف يخرج الحي من الميت؟

فاديا مطر

بعدما أفلست «الحكومة السورية الموقتة» التابعة لما يسمى الائتلاف الوطني ، وهي التي تقف على وشك الإفلاس بشكل كامل بعد أن ذكرت مصادر من داخل «الائتلاف» أن رئيس حكومته أحمد طعمة كان قد أبلغ خلال الثلاثة أيام الماضية جميع الموظفين عبر مدرائهم بضرورة تقديم استقالاتهم من الحكومة، أو العمل بها بصفة «متطوعين».

إذاً، هو القرار الإداري الأخير والجديد الذي جاء في وقت رفعت فيه قطر يدها السخية بالكامل عن «الحكومة الموقتة» بعد أنباء عن نيتها إسعافهم بمبالغ محدودة لتفادي الكارثة المالية التي عصفت بزوايا هذه الحكومة المفترضة، والتي ما انفكت تتلقى الانتقادات واللكمات على خلفية قضاياها الكثيرة في احتراف الفساد بأشكاله كافة وتبخر الأموال والدعم الذي لم يستطع أحد إخفاء رائحته النتنة.

أموال قدمتها دول خليجية «لهيئات ووزارات» هذه الحكومة الهلامية التي صدر أخيراً عنها قرار بحل «الهيئة السورية للعدالة الانتقالية التي يترأسها رضوان زيادة»، وقد بدا أن هذا القرار هو البوابة الواسعة لحل «الائتلاف» الذي تم إلحاق قسم كبير من موظفي «حكومته» به بعد تخيير الآخريين بين الاستقالة والتطوع…

إذ لم تعد هذه «الهيئة» ضمن ملاك الحكومة عملياً، بعد أن دخلت حكومتها وائتلافها مرحلة الموت السريري بسبب توقف ضخ الدم لها من قطر التي تبدو مشغولة البال اليوم بقضية استضافة الحوار اليمني الذي رُسمت حدوده الأممية من الخليج إلى الخليج تزامناً مع الجري المتلاحق للتحضير لقمة عربية في شرم الشيخ خلت من دعوة مصرية للائتلاف للحضور، على رغم مخاطبة هيثم المالح للخارجية المصرية بورقة تحوي أسماء مقترحة ومنقحة من «الإخوان» لحضور القمة كما كانت قد اشترطت أم الدنيا سابقاً، لتبقى هذه الورقة بلا ردّ مصري حتى الآن.

أما مقعد الجمهورية العربية السورية التي ستكون الغائب الأكثر حضوراً في القمة، بقي فارغاً من دولة مؤسسة لجامعة الدول العربية عبر تجميد مشاركاتها في نشاطات الجامعة، وإيفاد هذا المقعد « للائتلاف» في قمتي الدوحة والكويت السابقتين.

«ائتلاف» رفض مشاركة منتدى موسكو تحت ذرائع وحجج واهية تخلو من المنطق والعقل والارتكاز، لتبقى عينه محدقة بمبنى القمة المفترضة في شرم الشيخ قبل انتهاء آذار الجاري وعلى مدى يومين تحت أمل إعادة تعويمه في قمة مستديرة حتى الآن تخلو من زاوية يُزج «الإئتلاف» بها تحت أي مسمى أو عنوان أو حجة، هذا «الائتلاف» الذي ما بقي منه شيئاً غير القشرة، وهو الذي كان قد تحول سابقاً إلى أداة جارحة مدمية صناعتها «تركية ـ غربية» بامتياز لإدماء السوريين بكل ديمغرافيتهم الذهبية وفسيفسائهم التي أبدعها الله، لتطاول سكاكينهم ما ادعوا الاستناد إليه من مبادرات أممية و«ديمستورية»، التي لم يترددوا بذبح وليدها الأول في مبادرة حلب، ويتحضرون لذبح ما هو قادم من مواليد الأفكار الأممية المتعددة الرؤوس والمعلومة الهوية والهوى في محاولة لإبقاء من مات أثره على قيد الحياة ولو موقتاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى