لحام في رسالة الفصح: أبعدوا فكرة الصراع الديني عن بلادنا

جدّد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريس الثالث لحام «الدعوة إلى المصافحة والمصالحة، ونوجهها إلى جميع أبناء سورية وكلّ أطياف المعارضة أينما كانوا ومن كانوا، كلهم أبناء سورية».

وقال لحام في رسالة الفصح: «إننا نفرح لتلك اللقاءات التي تمت في روسيا وسواها، والتي تهدف إلى تقريب وجهات النظر، من أجل الوصول إلى الحلّ السلمي المنشود لهذه الأزمة المأسوية، التي نحن كلنا ضحيتها. نحن في كلّ كنائسنا أيادٍ ضارعة لأجل تحقيق هذا الهدف. ونقول للجميع بلغة القرآن الكريم: «تعالوا إلى كلمة سواء». وإن شاء الله يأتي نهار المصالحة والمصافحة. وإذ ذاك يكون العيد الكبير لسورية كلها، عيد القيامة والحياة».

وأضاف: «أقول للجميع في الشرق والغرب: أبعدوا فكرة الصراع الديني بالنسبة الى أوضاع بلادنا، حتى داعش لا علاقة له بالدين لا من قريب ولا من بعيد حسب رأيي ، بل هو أداة تظهر للعيان وبغباء ووقاحة أنه ديني. وفي الواقع إنه يبرز الإسلام بهذه الطريقة الشنيعة، رياء وكذباً. الصراع السني – الشيعي الذي يعتبر وكأنه العنصر الأكبر في الصراع في سورية، هو أيضاً أصبح سلعة وتغطية لهذه الحروب بالوكالة في منطقتنا وعلى حساب مواطنيها جميعهم. وهذا يصبّ في ما قاله قداسة البابا فرنسيس في رسالة يوم السلام العالمي، وفي الرسالة عن الصوم، حيث يحذر قداسته بأن يصبح الإنسان سلعة. وهكذا يمكنني أن أجزم بأسف كبير بأنّ الدين أصبح سلعة والإنسان سلعة. والصراع الديني السني – الشيعي أصبح سلعة. وقتل الأبرياء أصبح سلعة ومطية. وقتل المسيحيين أصبح سلعة. والأزمة السورية والحرب العالمية على سورية هي سلعة. والمستفيدون من هذه المأساة، مأساة عالمنا العربي ومجتمعاتنا، هم كثيرون، ومن صفوفنا، وهم عالميون ومحليون وإقليميون، يقومون بهذه الحرب على الإنسان، وعلينا جميعاً».

وتابع لحام: «حتى قتل المسيحيين وتهجيرهم من قراهم وأملاكهم ومقدساتهم هو أيضاً سلعة السلع لأجل أهداف لا أعرف أن أحدّدها. قتل الأطفال وأولادنا المسيحيين هو أيضاً سلعة ومطية لأسباب أخرى. الحرب على سورية هي أيضاً سلعة. ويشتريها كل إنسان. كلّ مواطن بطريقة أو أخرى. ومنهم من يطيلها لكي يستفيد ما أمكن الإفادة منها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى