سعاده: النهضة ساوت بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات

كرّمّت مديرية الفرزل التابعة لمنفذية زحلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمّ في عيدها، وذلك خلال احتفال أقامته في قاعة مكتبها، بحضور كريمة الزعيم عضو المجلس القومي إليسار سعاده، منفذ عام زحلة أحمد سيف الدين وعدد من أعضاء هيئة المنفذية، مدير مديرية الفرزل حسام مهنا وأعضاء هيئة المديرية وجمع من الأمّهات.

بعد النشيدين اللبناني والحزبي، ألقى مذيع المديرية يوسف مهنا كلمة من وحي المناسبة، أكد فيها على أهمية دور الأمّ في المجتمع.

ثم ألقت الزهرة ياسمين الياس فرح شعراً للأديب القومي فؤاد سليمان، وقرأت لينا الزمار قصيدتين للأمّ من نظم الشاعر عصام الزمار.

وألقت سعاده كلمة تحدثت فيها عن دور الأمّ والمرأة في المجتمع ونظرة سعاده إلى المرأة. وجاء في كلمتها: «صحيح أننا هنا للاحتفال بعيد الأمّ الذي يحرّك مشاعرنا عميقاً، ويسعدنا أن نرى أمهات بذلن وضحيّن بالكثير فاستبقين لنا بلدة الفرزل واحة هناءة واعتزاز ودرع صمود وشهادة.

لكنني ما كنت لأحدثكم في هذه المناسبة لو لم يحدني قول جدّي الدكتور خليل سعاده الماثل على تمثاله في ضهور الشوير: الحقيقة أن تقال لا أن تعرف.

لم تكن الحرب يوماً رؤوفة بالناس. خسر سعاده أمه وهو في العاشرة، واندلعت الحرب العالمية الأولى آنذاك وتولى مسؤولية أخوته الصغار وصارع الجوع والفقر فيما والده في المغترب. لكنه عاد بعناد يفتّ الصخر واثقاً بنبل الناس الطيبين وأصالتهم. دخل بيوتهم المتواضعة في كل المناطق على امتداد الكيانات، بقي عبق مروره عالقاً في الدار. أيقظ العزة فيهم ووعيهم بالانتماء لأمة تنطق آثارها بمجد حضارتها وتاريخها. حتى النساء التقليديات تحرّرن من التقاليد البالية وانخرطن بالعمل لنبل الهدف. فخرج من تلك البيوت فتيان لم ينبت شعر ذقونهم بعد إلى ساحات النضال وإلى الجبهات. اجتازوا المسافات بين القرى على الأقدام وصعدوا إلى رؤوس الجبال لإشعال زوابع من نار كما فعلتم في الأول من آذار.

رآهم الناس والحكام أمواجاً هادرة تملأ الساحات والطرقات إلى المطار يوم عاد عام 1947 فهالهم المشهد إذ رأوا بشائر نهضة هدّارة ستقلب ميزان القوى».

وأضافت: «في نظرته إلى المجتمع لم ير ثنائية المرأة والرجل كما يرى سواه، مقتنعاً بأن التطور الاجتماعي لا يمكن أن يتفاوت بين شريحة وأخرى في سياق الزمن. فإمّا أن ينهض كله أو يبقى متخلفاً. لذا، لا يمكن أن تتقدم المرأة بمفردها إذا ظلّ الرجل غارقاً في ذكوريته في مجتمع أبويّ مستبد. هكذا ومنذ إطلاقه حركته كانت للمرأة صلاحيات الرجل وواجباته وحقوقه نفسها. فتسلمت في المغترب مسؤولية منفذ عام وما دون بالتسلسل المعروف. وكذلك فعلت في الوطن.

شارك رفيقة حياته أفكاره ورؤاه وحمّلها المسؤوليات التي اضطلعت بها بجدارة الرسل فحوربت واستهدفت وسجنت وأقصيت وكان ما كان.

وأردفت سعاده: في عيد الأمّ اليوم ما عادت تصمد قصائد الشعر وسيل الكتابات العذبة ولا المطالبات والنضالات في سبيل تحصيل أبسط حقوق المساواة والمواطنة أمام هول الفظائع المرتكبة بحق الأمومة والطفولة والمرأة جميعاً، سواء على صعيد حرمانها حق منح جنسيتها لأطفالها أو مشاركتها في السلطة وصنع القرار، أو على صعيد العنف الأسري المتصاعد الذي تتعرض له، أو أن تتساوى في الأجر مع زملائها من الذكور واللائحة تطول. وقد أعرب الوزير السابق زياد بارود عن قناعة تكوّنت لديه بأن ثمة قرار بألا تحصل المرأة على أبسط حقوقها المدنية، وهذا في حد ذاته جريمة لا تغتفر بحق نهوض مجتمعنا الذي لن يتم من دون نهوض المرأة.

هذا من ناحية وهو كثير، أما وقد اندلعت الحرب البربرية الهمجية الارهابية فقد كانت الأمومة أولى ضحاياها. فاستشرت الفظائع التي تقشعر لها الأبدان، وقتل الأطفال وبيعت الفتيات وسبيت النساء، ودمرت الأسر وشرّدت إلى البؤس الذي لا نهاية له في عالم قتل إنسانيته بيديه.

فهل نقبل بأن يكتب لنا بئس المصير أم نستجير بكل ما ورثناه من أمة هي أم الحضارات وقد أيقظ سعاده روحها ونفح فينا البطولة التي لا تلين واختصر حياته كلها بوقفة العزّ لتحيا سورية؟».

بعد ذلك، وُزّعت هدايا رمزية على الأمهات، وتسلّمت روز سيدي أرملة المناضل الراحل سمير سيدي ، وشفيقة مهنا فرح والدة الشهيد عساف جوزف فرح درعين تقديريتين. واختُتم الاحتفال بقطع قالب حلوى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى