العدوان السعودي على اليمن يخدم المشروع الأميركي «الإسرائيلي» الحرب على سورية هدفها تدمير الدولة الحاضنة للمقاومة

لا يزال العدوان السعودي على اليمن يتصدر واجهة الأحداث على الساحتين الإقليمية والعربية في حين بدأ يلقي بثقله على الساحة الدولية، نظراً إلى الموقع الذي يحتله اليمن في الخريطة الجيوسياسية للعالم، ما يجعله نقطة تقاطع للمصالح الدولية الكبرى، بينما بدأ يتكشف الدور الأميركي ـ «الإسرائيلي» في التخطيط لهذا العدوان.

وعلى وقع الضربات الجوية السعودية عقدت القمة العربية في شرم الشيخ وسط علامات استفهام عدة ترسم حول مقرراتها السريعة والمواقف الحماسية للحكام والرؤساء المشاركين، حيث اتفقوا بسحر ساحرٍ على استمرار الحرب على اليمن فيما لم يتفقوا طوال عقودٍ من الزمن على تنفيذ قرارٍ واحدٍ يخدم القضية الفلسطينية أو قضايا شعبها.

تطورات اليمن الأمنية والسياسية والقراءة بخلفياتها وأبعادها بين الخبراء والمحللين، احتلت شاشات القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية في اليومين الماضيين.

وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي أن السعودية باتت خارج الساحة السياسية الإقليمية كلاعب أساسي، لذلك أرادت إثبات نفسها لا سيما أنها شعرت أن أميركا لم تعد تهتم لها وتتجه نحو إبرام اتفاق مع إيران، لذلك جاء هذا الهجوم لتقول إنها موجودة.

وأكد رئيس كتلة المبدئيين في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني غلام علي حداد عادل أن أميركا هي التي خططت وأصدرت قرار العدوان السعودي على اليمن.

وشدد القيادي في حركة أنصار الله محمد البخيتي على أن هذا العدوان يفضح الكثير من الحكومات العربية التي تتحرك بدافع العمالة أو الارتزاق.

ورأى محلل الشؤون الاستخباراتية لدى «سي أن أن» بوب باير أن «الغارات الجوية التي تقودها دول الخليج ضد الحوثيين لا تبدو فعالة معتبراً أن مدينة عدن قد تكون بطريقها إلى السقوط رغم الضربات السعودية، كما ألمح إلى إمكان أن تضطر أميركا إلى تنفيذ «خطة كيسنجر» باحتلال منابع النفط بحال امتداد شرارة الحرب إلى الخليج.

ما أشبه المؤامرة التي يتعرض لها اليمن اليوم بالمؤامرة التي تعرضت لها سورية منذ أربع سنوات والتي ما زالت مستمرة ومن القوى نفسها، في حين بدأ الغرب يكتشف أخيراً أن حربه على سورية وصلت إلى طريق مسدودة بينما العرب بدأوا بحربهم على اليمن، فهل يكتشفون أنها ستصل إلى حائط مسدود بعد فوات الأوان؟!

هذا الملف كان مادة رئيسية على طاولة الحوارات، فأكد وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور أن المشروع الأميركي ـ «الإسرائيلي» مرتاح بالعدوان على اليمن والذي قد يجر إلى ارتدادات على الأمن العربي ككل، مؤكداً أن الحرب الإرهابية على سورية هدفها الأول تدمير الدولة الحامية للمقاومة.

وأكد الأكاديمي الروسي سيرغي ميخييف أن الأوروبيين بدأوا يشعرون بخطر الإرهاب وراحوا يفكرون بسياسة خاصة بهم وما الزيارات التي يقومون بها إلى سورية إلا دليل على ذلك.

على الصعيد ذاته، أكد عضو المجلس الاجتماعي الروسي سيرغي ماركوف أن الدول الأوروبية تستعد لتغيير استراتيجيتها حول سورية بعد أن تبين للكثير منها أخيراً أن هذه الاستراتيجية باءت بالفشل.

وأكد رئيس معهد التعاون الدولي والإقليمي في كازاخستان بولات سلطانوف أن حل الأزمة في سورية بيد الشعب السوري.

في ظل انشغال العالم بالقضايا الكبرى وأزمات المنطقة يبقى لبنان على رصيف الانتظار ويحاول في الوقت الضائع الحؤول قدر الإمكان دون تداعيات ما يجري حوله ما يؤشر إلى أن الفراغ الرئاسي سيطول.

هذا الواقع كان مدار بحث لدى الإعلام المحلي، فأكّدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا إيخهورست أن ملف الانتخابات الرئاسية متروكٌ للأطراف السياسية اللبنانية المعنية، مشدّدة على وجوب إتمام هذا الاستحقاق في أقرب فرصة ممكنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى