تحية الأرض لحامي العرض ذي العمامة السوداء

صابرين دياب – فلسطين

لأنّ المشاعر الإنسانية لا يمكن حصارها بقوانين جامدة جائرة، ولا يمكن حشرها في قمقم، كان لا بدّ لنا في الظروف الحالية الحالكة التي تعصف بأمتنا العربية المنكوبة بحكام أشباه رجال أو بالكاد، وبقضية شعبنا العربي الفلسطيني البطل، وفي الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، أن نستحضر ما يحيي رجاءنا ويمسح عنا هوان من باعوا فلسطين منذ أكثر من 68 عاماً ولا يجدون الآن باْساً، في التجارة بها من دون أيّ وجل، وبمنتهى الصفاقة وفقدان الذمة والوجدان. ولا بدّ لنا أن نحيّي من أرض الجليل والخليل، ومن يافا ورام الله وأم الفحم وبيت لحم، ومن جبل النار والنقب، ومن مهجة القلب قدسنا الشريف، نصير قضيتنا الأكبر، سماحة سيد المقاومة الحبيب حسن نصر الله. أن نحيّيه تحية بحجم الألم والأمل، تحية بعبق دماء شعبنا البطل، تحية فلسطينية لا يستحقها إلا صادق أمين وفيّ أصيل بحجم سماحة سيد الكلمة والمنبر.

عندما يطلّ علينا متحدثاً، ينثر علينا الكرامة ويرفع لنا هاماتنا عالياً أمام محتلنا الذي استضعفنا وأذلّنا يوماً وأياماً، بعيد استسلام ما يسمّى بالنظام الرسمي العربي أو «حكام العرب» لرايته ولأمرته، إلى أنّ أرسله الله لفلسطين ذخراً وسنداً وشرفاً، فكلما شعرنا بالإحباط والقنوط عند كلّ حاجز وأمام كلّ موقف مهين، تحضر ملامحه لتمسح عنا عار الهوان والإحباط، يا إلهي! كيف كنا سنرفع رؤوسنا لو لم ولا يُسمع صوته الذي يهزّ الكيان هزاً!

لست في إشارتي هذه في صدد التطرق إلى المواقف السياسية والتوقف أمامها معلقة أو ناقدة،، كلّ ما في الأمر أن رغبة جامحة في البكاء كالأطفال اجتاحتني، بكاء الطفل الضائع الذي وجد أباه فاحتضنه وغمره دفئاً وأمناً وسلاماً وأغدقه بالودّ والرحمة والأمل، وكان لزاماً على هذا الطفل أن يعبّر عن مشاعره لمن منحه الأمن والأمل.

تحية في يوم الأرض لسيد الأرض والكلمة، لسيد الوعد الصادق الذي استطاع أن يحيي فينا الرجاء ويحفظ كرامة النساء والأطفال وكلّ الرجال في وطن أريدَ له أن يدفن تاريخه وهويته ويُغيّب عنه مفهوم البطولة والرجولة. تحية لسماحته من فلسطين، من الروح التي تشحن الأجساد بنبض الحياة، حيث الذاكرة تقيم، والتاريخ يعلن حقنا فيها، وكنعان يشاركنا تحية الرجال لسيد الرجال، تحية من الأرض التي ستستعيد رونقها، وألقها يا ذا العمامة السوداء، يا أشجع وأشرف الرجال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى