يوم الأرض: باقون… ما بقي الزعتر والزيتون

أحيا شعبنا في فلسطين المحتلة والفلسطينيون ذكرى يوم الأرض بتنظيم مسيرات وفعاليات مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948.

وقد أعلن يوم الأرض في الثلاثين من آذار عام 1976 عقب مصادرة سلطات الاحتلال لمساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين، وسقط خلاله ستة شهداء بنيران العدو.

وانطلقت مسيرة تقليدية جابت شوارع سخنين بعد صلاة الظهر وصولاً إلى ساحة النصب التذكاري ليوم الأرض، وبعدها تم التوجه إلى ساحة البلدية الجديدة والانطلاق من هناك بمسيرة إلى قرية دير حنا للمشاركة في المهرجان المركزي.

كما شهدت مخيمات اللاجئين في الخارج فعاليات مماثلة.

وكانت قوات الاحتلال تصدت للمسيرات التي خرجت في هذا اليوم الذي أصبح رمزاً لصمود شعبنا الفلسطيني في وجه الاحتلال.

وجاء احياء شعبنا الفلسطيني ليوم الارض تحت شعار «إنا باقون، ما بقي الزعتر والزيتون» من خلال مواجهة سياسات الهدم والتشريد والتهجير التي ينتهجها العدو تجاه العوائل المتشبثة بأرضها.

ويخوض شعبنا الفلسطيني منذ اربعينات القرن العشرين كفاحاً مريراً ضد مخططات التهويد الرامية إلى هدم منازلهم وتشريدهم.

ومع مطلع 1976، بلغت سياسة العدو لتهويد الأراضي الفلسطينية أوجها مستخدماً غطاء قانونياً لتبرير أعماله الاستيطانية، تارة يجد له مسوغات «خدمة الصالح العام» وأخرى في تفعيل «قوانين الطوارئ» الانتدابية.

وكانت «إسرائيل» في العام ذاته صادرت قرابة 21 ألف دونم من أراضٍ فلسطينية في الجليل بينها، عرابة، سخنين، دير حنا وعرب السواعد وغيرها من المناطق في تلك الفترة، خصصت جميعها لإقامة مستوطنات جديدة في إطار خطة تهويد الجليل وتهجير سكانه العرب، ما أدى إلى إعلان الإضراب العام داخل هذه الأراضي في الـ30 آذار 1976، كتحد مباشر لـ «إسرائيل» بعد احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1948.

وخلف الإضراب بمدن وقرى الجليل والمثلث اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال المعززة بالدبابات التي حاولت كسر الإضراب عنوة، وأوقعت الصدامات 6 قتلى وجرحى في صفوف مدنيين فلسطنيين.

ويسيطر العدو حالياً على أكثر من 85 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية التي تبلغ حوالي 27.000 كلم2، في المقابل يستغل شعبنا الفلسطيني فقط نحو 15 في المئة من تلك المساحة في ظل محاولات «إسرائيلية» لتقسيم ما تبقى منها إلى عدة مناطق.

ويشير مركز الإحصاء الفلسطيني في بيان إحصائي أصدره بمناسبة الذكرى الـ39 ليوم الأرض، إلى أن السلطات «الإسرائيلية» عمدت إلى هدم نحو 500 مبنى في الفترة ما بين 1967 2000 لتتصاعد هذه العمليات ما بين 2000 2014 إلى هدم 1.342 مبنى في مدينة القدس، كما أجبرت سلطات الاحتلال 340 مواطناً على هدم منازلهم ذاتياً منذ عام 2000، وشهد عام 2010 ارتفاع وتيرة أعمال الهدم الذاتي بنحو 70 عملية، وأسفرت عمليات الهدم تلك عن تشريد قرابة 5.760 شخصاً.

وتشير بيانات الإحصاء الفلسطينية إلى أن 48.5 في المئة من المستوطنين يسكنون حالياً في القدس ويبلغ عـددهم حوالى 281.684 مستوطناً في القدس بينهم 206.705 مستوطنين في القدس J1، وتشكل نسبة المستوطنين في الضفة الغربية حوالى 21 مستوطناً في مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالى 69 مستوطناً في مقابل كل 100 فلسطيني.

ذكر مركز الإحصاء الفلسطيني أن سلطات الاحتلال تستغل الموارد الطبيعية الفلسطينية «كحقل مفتوح للاستغلال الاقتصادي» بخاصة في ما يتعلق بالمناطق المسماة «ج» والتي تقع تحت السيطرة «الإسرائيلية» الكاملة حسب اتفاقيات أوسلو والتي تمثل أكثر من 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية، ويمنع الفلسطينيون من استغلال هذه الثروات بسبب القيود المفروضة من قبل الاحتلال، إذ تنتشر في هذه المنطقة المستوطنات وقواعد العدو العسكرية بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع أو كما يسميه «الإسرائيليون» بـ»الحاجز الأمني» والذي عزل أكثر من 10 في المئة من مساحة الضفة الغربية.

كما خصصت «إسرائيل» أراضي في غور الأردن كمكبات للنفايات الصلبة الناتجة من المناطق الصناعية ويتم فيها أيضاً التخلص من مياه الصرف الصحي للمستوطنات، إلى جانب القيام بعلميات حفر للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في أنحاء عدة من الضفة الغربية.

ولا يزال الفلسطينيون يتشبثون بإحياء ذكرى يوم الأرض سنوياً انطلاقاً من سعيهم «لاسترجاع حقوقهم المسلوبة، فذكرى الأرض بالنسبة إليهم هي ذكرى وجود بلا حدود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى