«سورية بتجمعنا»… عطاء متجدّد وخير لا ينضب

رانيا مشوّح

منذ بدء الحرب المقيتة على سورية، اعتاد السوريون على الجمعية الوطنية الاجتماعية «سورية بتجمعنا»، تشاركهم في كلّ الظروف القاسية التي فرضتها هذه الحرب. فهذا الفريق نذر نفسه وعاهد أهل وطنه على بذل الغالي والنفيس لتخفيف آلامهم، والأعباء التي فرضت عليهم.

وإذ أطلقت جمعية «سورية بتجمعنا» عدة مشاريع جديدة، كان لـ«البناء» لقاء مع رئيسها رامي الحلبي، الذي تحدّث عن هذه المشاريع قائلاً: «أطلقت الجمعية عدّة مشاريع جديدة، وهي: الشباب نبض الوطن، وحملة لمسة وفا، وحملة من حقي ألبس في حلب. مشروع الشباب نبض الوطن، هو مشروع وطني أطلق من خلال مذكرة تفاهم مع وزارة التربية، مدّتها ثلاث سنوات مبدئياً، وذلك لنشر ثقافة التطوّع في مدارس الجمهورية السورية، والتي نقيم من خلالها الآن اللقاءات الثقافية الحوارية وورش العمل في عدد كبير من مدارس دمشق مع الطلاب وجيل الشباب، لنشر ثقافة التطوع والعمل الإنساني. وستستمر هذه اللقاءات وورش العمل لهذا الفصل في ريف دمشق والقنيطرة، إذ ترى الجمعية أن إعادة الإعمار فكرياً، وتقديم الدعم النفسي للأهالي، يكتسبان أهمية كبيرة، لا تقل عن إعادة إعمار البنى التحتية، خصوصاً في وسط شريحة الشباب التي تعتبر القلب النابض للمجتمعات، والأمل في النهوض والبناء».

أما عن الفئة العمرية التي يستهدفها مشروع «الشباب نبض الوطن» فقال الحلبي: «نتوجه إلى طلاب المرحلة الثانوية، كونهم دخلوا طور الشباب، ونعقد عليهم كلّ الأمل للنهوض بالوطن. وهم الأداة الفعالة الأساسية لتنمية الوطن. ونعمل من خلال ورش العمل على تنمية مهارات الشباب واستخلاص إبداعاتهم وأفكارهم الخلّاقة».

وقال الحلبي عن دور وزارة التربية في هذا المشروع : «وزارة التربية قامت مشكورة بتسهيل دخولنا إلى مدارس الجمهورية، وقدّمت لنا كلّ الدعم المعنوي والتشجيع لإطلاق هذا المشروع الثقافي الوطني. والمناهج المستخدمة في هذا المشروع اعتمدت على ورش عمل لتبسيط مفهوم العمل التطوّعي أمام الشباب وتعريفهم به وبأهميته من خلال أمثلة مستقاة من أرض الواقع، وشرح البعد النفسي الذي يعود على المتطوّع وعلى الطرف المستفيد بالفائدة من خلال تعزيز الانتماء وتوثيق أواصر الحب والإخاء بين أبناء الأرض الواحدة. كما نعرض خلال هذه الورش نبذة عن أهمّ الأعمال التطوّعية عموماً، والأعمال التي قامت بها الجمعية خصوصاً، والتي شملت مختلف نواحي العمل الإنساني ووصلت إلى شريحة واسعة من السوريين في مختلف المحافظات. ثمّ نستخلص المبادرات التطوعية التي يرغب الطلاب بالقيام بها، ونشجّعهم على التعبير عنها من خلال توزيع استبيان بسيط وهادف للتعبير عن أفكارهم بحرّية. وانتهينا حالياً من تعميم التجربة على أربع مدارس في دمشق. وخلال الأسبوع الحالي سنبدأ العمل مع ستّ مدارس جديدة».

ولـ«سورية بتجمعنا» حملة أخرى لا تقلّ أهمية عن المشروع سابق الذكر، وهي حملة «لمسة وفا» التي يتم من خلالها توزيع الكراسي المتحرّكة على جرحى الجيش السوري لردّ جزء من تضحياتهم في سبيل الوطن. وعن الحملة قال الحلبي: «قدّمت الجمعية عدداً كبيراً من المساعدات في المحافظات التي شملتها حملة لمسة وفا. وذلك ضمن قاعدة البيانات التي حصلت عليها الجمعية من أرض الواقع من خلال زيارات سابقة للمناطق المستهدفة من الحملة، وبالتعاون مع المستشفيات العسكرية التابعة لكلّ محافظة».

وأضاف: «بدأت الحملة بمرحلتين حتى الآن في اللاذقية وريفها وفي دمشق والسويداء، وقريباً ستشمل جميع المحافظات السورية. وتنوّعت الكراسي المقدّمة بين متحركة عادية ومتحركة ذات مواصفات خاصة تبعاً لحالات الجرحى المدرَجة أسماؤهم في البيانات المقدّمة. هدفنا الوصول إلى جميع الجرحى الذين هم بحاجة للكراسي المتحرّكة بشكل أساسي.

«سورية بتجمعنا» لم تنسَ حلب الجريحة، حلب التي عانت ما عانته في ظل الأحداث القائمة، فكان لها دور في مشاركتها وجعها ترسيخاً لأن تبقى حلب جزءاً أساسياً في النسيج الاجتماعي السوري. وكانت لحلب حصة في حملة من «حقي ألبس» التي أطلقتها الجمعية. وفي هذا الإطار قال الحلبي: «حملة من حقّي ألبس، تتزامن دائماً مع المواسم والأعياد لنرسم البسمات على وجوه أرهقها البرد وأحزنتها الأزمات الاقتصادية. أطلقت الجمعية حتى الآن أربع مراحل من الحملة الموجهة إلى أبناء الشهداء والأسَر المهجّرة والمتضرّرين، وشملت تقديم أكثر من 20 ألف قطعة ثياب حتى الآن، كان أخرها في مدينة حلب الشهباء الشهر الماضي، حيث توجّهنا إلى عددٍ من مراكز الإيواء ومناطق تواجد أخوتنا المهجّرين، وقدّمنا الألبسة للأطفال من مختلف الأعمار. وكانت هذه المرة الأولى التي تتوجه فيها جمعية وطنية اجتماعية من دمشق الوفاء إلى حلب الصمود».

وأضاف: «توجهنا إلى حلب للمرة الأولى بسبب صعوبات الطريق، ولكن بالتأكيد لن تكون الأخيرة، ولحلب حيّز هام في خطة جمعية سورية بتجمعنا السنوية لعام 2015».

وفي هذا الصدد، كان لغرفة صناعة حلب وشركة آلفا للصناعات الدوائية، دور في هذه الحملة حدّثنا عنه الحلبي قائلاً: «كانت المرحلة الرابعة من حملة من حقي ألبس بالتعاون والاشتراك مع غرفة صناعة حلب وشركة آلفا للصناعات الدوائية، إذ قدّم القيمون على الغرفة والشركة مشكورين كل الدعم الممكن لتسهيل عمل الجمعية في حلب، كما قدّموا قاعدة بيانات دقيقة عن أعداد الأسَر المهجّرة ومناطق توزعها، ما سهّل عمل الجمعية على أرض الواقع».

وعن آلية توزيع المساعدات قال الحلبي: «عملت الجمعية على تغطية أربعة مراكز إيواء بشكل أساسي، وشملت أسَر المهجّرين والمتضرّرين الموجودة في مراكز الإيواء والمدارس والجوامع. استهدفت الحملة كل الشرائح العمرية رجالاً ونساء وأطفالاً، فكانت البداية من مدرسة الشهيد إياد حرفوش في المنطقة الصناعية في حلب، والتي كانت معملاً دُمّر على يد الإرهاب، وتحوّل بهمّة شرفاء حلب وإرادتهم إلى مدرسة ومركز إيواء لأخوتنا المهجرين. المحطة الثانية كانت في كنيسة القديس يوسف، والتي تشرف على عدد كبير من الأسَر المهجّرة الموجودة في المنطقة. ومحطتنا الثالثة في حلب كانت في جامع الرئيس حافظ الأسد الذي تحوّلت باحته الكبيرة إلى مركز إيواء يضمّ أسَراً هربت من الإرهاب الحاقد. أما محطتنا الأخيرة فكانت مع أطفال الجمعية الخيرية الإسلامية، إذ قدّمنا الهدايا التكريمية لهم لتفوّقهم».

وأضاف: «حملة من حقي ألبس، كانت محور عمل الجمعية في حلب، وقدّمنا عدداً كبيراً من الألبسة التي شُحِنت من دمشق. وخلال وجودنا في حلب قمنا بجولة واسعة استقينا من خلالها الاحتياجات الأساسية لأخوتنا في حلب، وستعمل الجمعية جاهدة في الفترة المقبلة على توفيرها من خلال الحملات والفعاليات في حلب، أما التواصل مع جمعيتنا فعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى