حلف الرياض الإقليمي وليس العربي على وزن حلف بغداد

يوسف المصري

كانت كل التقارير الواردة إلى لبنان في الفترة الماضية تؤكد أن لبنان والمنطقة ستذهب للدخول في ثلاجة الحدث اليمني المتوقع تصاعده إما انفراجاً أو انفجاراً. وكانت «البناء»، نقلت ملامح هذا الجو قبل أيام قليلة من بدء «عاصفة الحزم». ما قالته هذه التقارير حينها ولم يكن هناك ميل لتصديقه، هو أن السعودية ذاهبة لمحاكاة حلف بغداد جديد الذي شهدته المنطقة خمسينات القرن الماضي، ولكن مع تبديلات في تسميته وأعضائه. فبدل تسمية حلف بغداد ستكون تسميته العملية «حلف الرياض».

وبعد عاصفة الحزم مباشرة كان يمكن لحظ كتاب مقربين من القرار السياسي في السعودية، وقد استعجلوا القول إن ما يحدث هو تدشين لأمر جديد في المنطقة اسمه «مبدأ سلمان» المقصود الملك سلمان .

قالت هذه التقارير حينها أن «حلف الرياض» المترجم في الصحافة السعودية حالياً «بمبدأ سلمان»، سيرمي إلى تشكيل قوة إقليمية إسلامية سنية تضم تركيا كرأس حربة له في المشرق وباكستان كرأس حربة عسكرية له في الخليج إذا ظهر أن الرهان على العسكر المصري ليس في محله. الهدف من هذا الحلف توجيه ضربتين متتاليتين لنفوذ إيران في كل من اليمن الخليجية وسورية المشرقية.

السعودية بحسب هذه التقارير سيكون عليها موجبات دفع أكلاف هذا الحلف: اقتصادياً لمصر من خلال تزخيم فعاليات وعود الدول المانحة لها التي عقدت مؤخراً مؤتمراً لها في القاهرة، وسياسياً لأنقرة من خلال رفع الفيتو الذي تضعه على الإخوان المسلمين، وتسامحاً مع قطر من خلال إعادتها لدائرة الفعل داخل معادلة البيت الخليجي الداخلي وذلك على حساب الإمارات العربية المتحدة.

بنظر هذه التقارير أن مشكلة هذا الحلف هو أنه يظهر عليه الطابع السني، ولذلك توجد نصائح للرياض تفيد بأنه يجب إكسابه الطابع العربي في البداية ومن ثم التدرج بتطعيمه بقوى إقليمية سنية كباكستان وتركيا ليتحول مع الوقت لحلف إقليمي.

إنه حلف المتضررين من إيران الذاهبة لإثبات معادلتها في المنطقة داخل السياسة الأميركية فيها. أنقرة يهمها أن تكون القوة الأولى في المشرق عبر إبراز نفوذها في الحلف، الأمر الذي يصطدم تحقيقه بتحالف سورية – إيران. وباكستان يهمها أن تكون الدولة النووية الإسلامية الوحيدة في العالم، وهذا ما يصطدم مع تسارع خطى إيران لتكون نووية سلمية باعتراف العالم ونووية عسكرية متى أرادت ذلك، لكونها باتت تمتلك المعرفة النووية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى