على رغم الاختلاف السياسي يبقى الحوار حاجة وطنية للبنان السعودية ستجني حتماً الفشل والخيبة بعدوانها على اليمن

لا تزال أحداث اليمن تلقي بثقلها على المشهد الداخلي في لبنان، حيث انقسم اللبنانيون بين مؤيد للعدوان السعودي على اليمن ورافض له، ما انعكس سجالات إعلامية وسياسية بين تيار المستقبل وحزب الله المرشحة لمزيد من التصعيد وسط مخاوف من تأثير ذلك سلباً في الحوار القائم بين الطرفين، ما يؤدي إلى انتقال التوتر إلى الشارع في ظل الخلاف السياسي على التعيينات الأمنية والعسكرية من جهة، ومن جهة أخرى أظهرت توقيفات الأجهزة الأمنية حجم الخلايا الإرهابية النائمة المنتشرة في أكثر من منطقة.

هذا الواقع كان محور اهتمام الإعلام المحلي، فأكد الوزير السابق وئام وهاب أن العدوان على اليمن هو محاولة سعودية واضحة لقلب الوقائع على الأرض لمصلحة بعض المرتبطين بالمملكة والفاقدين للرصيد الشعبي للبقاء بمناصبهم، مشبهاً هذا العدوان بالعدوان «الإسرائيلي» على غزة وعلى لبنان.

ودان الأمين العام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد بشدّة العدوان السعودي على اليمن، معتبراً أنه لا بد من حوار يمني عاجل لمعالجة الأزمة.

وأثنى النائب أحمد كرامي على العملية التي نفذها فرع المعلومات أخيراً في مدينة طرابلس وعلى المهام التي تقوم بها مخابرات الجيش للحفاظ على أمن المدينة، مؤكداً أن العابثين بأمن طرابلس هم من خارج نسيجها الاجتماعي.

أما على صعيد التعيينات الأمنية والعسكرية، فأكد النائب وليد خوري أن الأمور لم تصل بعد إلى حد اتخاذ التيار الوطني الحر قراراً بالانسحاب من الحكومة، مشدداً على ضرورة احترام الدستور والقوانين المرعية في هذا الأمر.

طرح النائب وليد جنبلاط بعض التعديلات على اتفاق الطائف كان أيضاً مدار بحث ومناقشة، فأوضح مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس، أن جنبلاط أكد عدم المس بجوهر الطائف وهو انطلق بموقفه من بعض الثغرات التنفيذية التي اتضحت في الممارسة بما يساعد في تفعيل عمل المؤسسات، لافتاً إلى أن جنبلاط يدرك أن الوقت ربما ليس ملائماً ولكنه طرح فكرة للنقاش انطلاقاً من التجارب التي تراكمت في السنوات الفائتة.

المناورات العسكرية المشتركة المصرية- السعودية والتطورات السياسية والميدانية في اليمن كانت الملف الأبرز الذي احتل شاشات القنوات الفضائية ووسائل الإعلام العالمية، فدعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى حوار يمني داخلي فقط بعيداً من مشاركة الآخرين فيه أو وضع القوى شروطاً لمستقبل اليمن.

ورأى الخبير الأمني والاستراتيجي المصري اللواء جمال مظلوم أن هذه المناورات من الممكن أن تكون بداية لعمليات عسكرية مشتركة في الفترة المقبلة، لكن لا يمكن الجزم أن هذه الخطوة آتية، مؤكداً أن التدخل البري في اليمن صعب للغاية ومجازفة كبيرة خصوصاً أن اليمنيين لن يقبلوا بتدخلٍ بري على أراضيهم أو وجود مقاتلين أجانب.

السودان الذي تحاول السعودية زجه بالحرب على بلدٍ عربي شيق يعاني العديد من المشاكل الاقتصادية والسياسية كما يعاني من الأطماع والمخططات الصهيونية منذ أعوام ولإشغاله عن معالجة مشاكله الداخلية يستدرج إلى الحرب على اليمن.

وفي هذا الإطار، وصفت نائب رئيس حزب الأمة السوداني المعارض مريم المهدي الانتخابات السودانية بـ«المسرحية الهزلية»، معتبرة أن بلادها تعاني مشكلة كبيرة تحتاج إلى حوار وطني شامل يشارك فيه الجميع ولا يستثني أحداً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى