الأسد يضع النقاط على الحروف

هيا أوسي

طالما تتحدث عن الإرهاب.. فهو دائما خطر.. في أيّ زمان أو مكان وفي أيّ حالة كان. هذا ما يمكن قوله دائماً عن الإرهاب، حتى قبل بداية الأزمة في سورية. الإرهاب خطر لأنه لا يعرف حدوداً ولا قيوداً. الإرهاب ليس قضية محلية ولا حتى إقليمية، إنه مشكلة عالمية. ولهذا السبب نقول إن الإرهاب خطير دائماً.

مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد تزامنت مع معارك عدّة على الأرض السورية، وأهمها معركة إدلب التي تساءل مراقبون عن سبب انسحاب الجيش منها. هل فعلاً الجيش السوري خسر، لذلك تراجع؟ أم هي خطة تكتيكيى لعمل عسكريّ جديد؟ فأتى الردّ من الرئيس الاسد: «إن أيّ حرب تُضعف أيّ جيش. هذا هو المسار الطبيعي للأحداث. لكن في حالتنا… عندما تنظر إلى سياق الحرب خلال السنوات الأربع الماضية… تجد أن هناك كرّاً وفرّاً. أحياناً تكسب وأحياناً تخسر… وذلك يعتمد على عدّة معايير… بعضها يتعلق بالمعايير والعوامل الداخلية.. وهنا يكون الأمر أكثر دقة. لكن بعضها يتعلق بمدى الدعم الذي يقدم للإرهابيين».

وليس بعيداً عن إدلب، وتحديداً في الشمال السوري، حلب المنهكة التي عانت من المدّ اللوجستي والدعم الإقليمي بفتح الحدود التركية وتهريب المسلّحين وتدريبهم، إلا أنّ الميدان يعاكس السياسة وأجندات مموّليها. فخطة التجميد السابقة لديمستورا لم تأت، ولم تحظَ بقبول داعمي الإرهاب. وإن كانت حلب أو إدلب أو الأرض السورية، فهو إرهاب واحد ضرب جميع أنحاء الأرض السورية، وتلك المنظمات مدعومة من دول غربية مع بعض الدول العربية مثل قطر والسعودية، التي قال عنها الرئيس الاسد إنها ليست دولاً مستقلة… وبالتالي فهي لا تمتلك أجندة خاصة بها. في بعض الأحيان يكون لها سلوكها ضيق الأفق أو الانتقامي أو المبني على الكراهية والذي يستخدم في أجندة الآخرين.

طباخ السمّ ذواقه، فـ«شارلي إيبدو» وأحداث بوسطن وسدني وغيرها، تدل على أنّهم تجرّعوا ما صنعته أيديهم. هذا ما أكد عليه الرئيس الأسد في حديثه، بأنّ كل ما حدث في أوروبا، أي الهجمات الإرهابية، حذّرنا منه منذ بداية الأزمة. وقال إن سورية تشكل خط فالق الزلزال. وعندما تعبث بهذا الخط ستكون لذلك أصداء وتداعيات في مناطق مختلفة. ليس فقط في منطقتنا. حتى في أوروبا. في ذلك الوقت.

سيناريوات المسرح السياسي ما انفكت تبحث عن مصالحها، فعدوان السعودية على الشعب اليمني لم يكن للدفاع عنها حسبما أكد الرئيس الأسد بأنه بما يتعلق بمجمل سلوك السعودية منذ عقود. عندما تتبنى سلوكاً كارهاً وانتقامياً، وعندما تحتضن التطرّف والإرهاب، فإن جميع هذه الأمور يمكن أن تلحق الأذى بالآخرين في أي مكان من العالم. لكنها في النهاية ستدمّر نفسها.

وعن الحلّ الذي يمكن أن يوقف الحرب في سورية، باستثناء المعجزات، أكد الرئيس الاسد أنّ الحلّ واضح جداً، لكنه تعقد بسبب التدخل الخارجي. ليتوقف هذا التدخل. وليتوقف تدفق الإرهابيين وليتوقف تدفق الأسلحة والأموال إليهم. وليتوقف منح مظلة للإرهابيين من قبل الغرب تحت أي عنوان سواء كان الاعتدال أو غيره. عندئذ يمكن حلّ المشكلة السورية في بضعة أشهر. لن يستغرق الأمر طويلاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى