يا سعودية: كفى لقد وصل السيل الزبى!

عصام عوني

آل سعود شرّ فظيع ما من شك، وصلنا حدّاً لا يمكن السكوت عليه. فالصبر نفذ والجرائم فاقت الوصف والمعقول واللامعقول. وجارَ الجارُ مدمراً الدار من سورية إلى لبنان وفلسطين فالعراق وليس انتهاءً باليمن. والدم يراق فقط ليرضى سلمان ووزير حربه صاحب الدشداشة والصندل صنديد المعارك وذئب الوغى، و«إسرائيل» تبارك وتؤيد، وجيوش الإيجار تستعدّ لتشارك حفل الشواء من لحم أطفالنا المشويّ على موائد الغدر ولكن…

دقت ساعة الحقيقة فجاءت صرخة الحق من صاحب العمامة السوداء، المختزلة في طيّاتها عذابات المظلومين المعذّبين واليتامى والأيامى والأرامل، كفى زلزلت عروش التكفير وبالذبح جئناكم ووضعت النقاط على الحروف، وإن عدتم عدنا لا نريد زوالكم ولا تجرّبوا بأسنا… كانت صرخة الحق المدوية في مضمون الخطاب.

هذه الكلمة جاءت بالفعل بعدما وصل السيل الزبى، وبعد صمت القبور العربي، وبعد التشفي بدمار اليمن العربي بسلاح يدّعي العروبة! وبعد شلال الدم الغزير بحجة حماية الانسان وشرعية منصور ألا تبّت يدا منصور ومن يدعم منصور.

في مضمون الخطاب أيها العرب: آل سعود يخوضون حربهم الظالمة على أقحاح العرب خوفاً على مكة والكعبة والمدينة، من مد الأوهام المزروعة فقط في عقول الظلاميين. ويا غيرة الدين خطر الحوثيين على الأبواب… متناسين هدم الآثار الاسلامية وغير الاسلامية وصولاً إلى قبر الرسول لولا مصر وباكستان في ذلك التاريخ. غاضّين الطرف عن مدارس القتل والسواطير والتكفير والنحر والبقْر والحرق. إذن الخطر ليس من اليمن بل من داخل مملكة الرمال ووهابييها فهل وصلت الرسالة يصيح العرب؟

في الأهداف فشلٌ تلو آخر. فلا منصور عاد ولا استسلم «أنصار الله» وتركوا عدن. وصنعاء صارت أرضاً حراماً على عملاء الخارج والداخل. ولا غادر علي صالح البلاد ولا رفع الجيش الراية ولن يرفعها إن شاء الله.

من نتائج العدوان آلاف الشهداء وخراب البنى التحتية وتدمير المدارس وحرق المطارات وإبادة مستودعات الطعام ونسف بيوت الآمنين، حتى محطات الوقود لم تسلم من الحقد وكل ذلك حماية لليمن وللشرعية في اليمن وللحدّ من التمدد الايراني المزعوم! والمؤسف أن هناك من يتبنى المواقف المخجلة ويشرعن الجريمة بلا خجل أو وجل ولا يرفّ له جفن.

في المقاربة بين عدوان آل سعود على اليمن وعدوان آل صهيون على لبنان وغزّة لا فرق. فالطيران واحد والصواريخ واحدة والمشغّل واحد أوحد والحجج الواهية واحدة والسقوف ذاتها. ومع يقين المعتدين أن الفشل حليفهم يصرّون على سفك المزيد من الدماء فقط لهيبتهم المفقودة المسبقة الدفع من المؤجرة ضمائرهم فلا هيبة لهم ولا يعرف الاحترام لهم طريقاً، إلا بمال من دم الشعوب ونفطه المنهوب غب الطلب لكل آفاق كذوب.

وفي سياق الخطاب يذكّر السيد العالم أن الدم المسفوك في سورية ما كان ليسفك لولا دعم آل سعود ومن لفّهم ومن اتّبع مِلّتهم، وأن ضياع فلسطين وكل مآسي الأمة بسبب فكر قميء ترعرع في مضارب آل سعود باسم الوهابية الموغلة اجراماً بحق البشرية جمعاء، وما من مؤامرة على شعب أراد الحرية والانفكاك من ظلامية العبودية إلا وفتش عن آل سعود والوهابية المنسلخة من جلدها متفرعات الاجرام من سلفية وأخونجية و«نصرة» و«داعش» وهلم جرّا.

إن اليقين هو النتيجة، والنتيجة تقول وتؤكد أنها هي هي في حرب تموز أي النصر بكلفته العالية للمظلومين المقهورين المعذبين المعتدى عليهم، وما يحزن المرء أن في هذه الأمة من يصدق الأكاذيب وينقاد برسن العبيد خلف آل سعود.

ترك السيد باب الحوار مفتوحاً مذكراً أن اليمنيين لم يردوا بعد على العدوان وهم يمتلكون قوة الرد، وأن على المخلصين أن يسرعوا جلوس اليمنيين عى طاولة الحوار الوطني وأن يتفقوا على صيغة ترضي الجميع من دون إقصاء أحد إلا «القاعدة» والعملاء المتورطين بسفك الدم.

فنخلص أن وبال أمتنا آل سعود وفكرهم وحقدهم وظلامية تاريخهم وكيدهم وصلف أموالهم وابتزازهم البلدان الفقيرة والكبيرة. وهنا نسأل العالم أين الشرف وأين الكرامة التي تدعون وأنتم خلف معاتيه الناقة وخيم الغزوات والسبي وتطاير الرؤوس؟

وفي السياق نذكر: حوار الأسد العالمي وخطاب السيد الاقليمي واصطياد الارهابي الدوري في العراق، وفي سورية اصطياد عشرات أبرز قيادات الارهاب وصواريخ «أس 300» لإيران وما خفي أعظم كله ليس صدفة…

إن ورطة سلمان «ألزهايمر» في اليمن يبدو ـ بل شبه أكيد ـ للانسحاب من سورية ببعض من ماء الوجه، والواضح أن لا ماء لوجه آل سعود بعد اليوم، فقد أريق تحت أقدام الأباة في سورية والعراق ولبنان وقريباً في اليمن.

قبل سنة ونصف السنة قرأت تقريراً لمراكز الدراسات الأميركية عن تحجيم دور السعودية وانكفاء تدخلاتها وبداية التغيير فيها من الداخل.

اليوم يبدو أنه وقت التطبيق الفعلي لما جاء في الدراسة.

الرئيس الأسد وضع النقاط على الحروف والسيد ضرب بيده على الطاولة وعلى المتابعين الحذر من صبرنا الاستراتيجي.

يا آل سعود كفى، لقد وصل السيل الزبى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى