تقرير

كشف الصحفيان التركيان باريش تركة أوغلو وباريش بهليفان في كتابهما المعنون «الأسرار… أسرار تركيا في الوثائق السرية»، أن وثيقة أميركية سرّية سرّبت عام 2004، تضمّنت أدلة تثبت تورط رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بجرائم عدّة.

ونقل موقع «أودا تي» التركي عن الصحافيين أوغلو وبهليفان قولهما في الكتاب «إن الوثيقة السرّية التي أرسلها إريك إيدلمان، السفير الأميركي السابق لدى تركيا، إلى واشنطن في 30 كانون الأول عام 2004 بعنوان أردوغان وحزب العدالة والتنمية في السنة الثانية لحكمهما، أفادت بأن عدداً من الشخصيات التركية ومنهم وزراء حكومة حزب العدالة والتنمية ومقربين من الحكومة، أكدوا وجود صراعات على المصالح على مستويات دولي وإقليمي ومحلي، بين أفراد أسَر الوزراء، وممارسة الفساد داخل حزب العدالة والتنمية».

وأوضح الصحفيان أن إيدلمان أشار في الوثيقة السرّية إلى تورط وزير الداخلية التركي السابق عبد القادر أكسو ووزير التجارة السابق كورشاد توزمن والرئيس السابق لفرع حزب «العدالة والتنمية» في اسطنبول محمد مؤذن أوغلو بالفساد. لافتاً إلى أن أحد العاملين في دائرة الاستخبارات الامنية التركية أكد التوصّل إلى أدلة تثبت تورط أردوغان بجرائم عدّة، في التحقيق المفتوح ضد مؤذن أوغلو بتهمة أخذ الجزية بالتهديد وجرائم أخرى.

يذكر أن عدداً من النواب الأتراك من مختلف الأحزاب باستثناء الحزب الحاكم ندّدوا بفضائح الفساد التي تورط بها نظام حزب «العدالة والتنمية» برئاسة أردوغان والتي كُشف عنها أواخر عام 2013 وطاولت وزراء وسياسيين ومقرّبين منه، من بينهم ابنه بلال، مستهجنين إقدام هذا النظام على إغلاق الملف وإنهاء التحقيقات القضائية في شأنها. بينما وبّخ الاتحاد الأوروبي بشدّة في تشرين الأول الماضي الحكومة التركية لتدخّلها سياسياً في عمل القضاء.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «جمهورييت» التركية أن أردوغان يبذل الجهود من أجل دعم حزب «العدالة والتنمية» والترويج له في إطار الانتخابات النيابية التركية المزمع إجراؤها في السابع من حزيران المقبل، وذلك عبر افتتاح منشآت سبق وأن أعلن تدشينها منذ عدّة سنوات.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن بلدية كوغالي، أن أردوغان يعتزم افتتاح 195 منشأة. بينما يخطط فرع حزب «العدالة والتنمية» في المحافظة لتحويل حفل التدشين إلى عمل استعراضيّ. ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان كان قد افتتح غالبية المنشآت التي سيدشّنها قبل عدّة سنوات.

وأشارت الصحيفة إلى أن فرع حزب «العدالة والتنمية» في كوغالي بدأ التحضيرات للتجمّع «الجماهيري» الذي سينظّم بمناسبة افتتاح المنشآت قبل عدّة أيام، إذ سيُنقل المواطنون من المدن المجاورة إلى ساحة التجمّع عبر الحافلات.

وكان كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس حزب «الشعب الجمهوري» التركي، قد جدّد تأكيده أمس أن نظام حزب «العدالة والتنمية» الحاكم المتورط بفضائح الفساد، يمارس سياسة بعيدة عن الشفافية والأخلاق، خصوصاً في العملية التشريعية. مشيراً إلى أنّ تمويل أعمال مؤسّسة الشباب والتعليم التي يديرها بلال نجل رئيس النظام التركي، يتم عبر تبرّعات رؤساء البلديات التركية وملك النظام السعودي.

من جهة أخرى، رفع رئيس هيئة ادّعاء يوزغات أحمد ياوز دعوى قضائية ضدّ متظاهِرة تركية بتهمة «إهانة أردوغان» بسبب حملها لافتة كتبت عليها عبارة كان قد أدلى بها أردوغان سابقاً وهي «إذا ما سمعتم في يوم من الأيام أن أردوغان أصبح غنياً، فتأكدوا أنني أكلت مالاً حراماً».

وذكرت الصحيفة نفسها أنّ المدعي العام طالب بسجن المتظاهِرة التركية لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر بتهمة «إهانة أردوغان»، لافتةً إلى أن عريضة الشكوى التي قدّمها المدعي ضدّ المتظاهِرة لا تختلف عن خطابات أردوغان، إذ زعم بأنّ التحقيقات في الفساد والرشوة محاولة لتنفيذ انقلاب عسكري ضد الحكومة، وادّعى أن أردوغان كشف أن التحقيقات المفتوحة تحت ذريعة الفساد تهدف إلى إسقاط الحكومة بطرق غير شرعية.

وشملت الدعاوى القضائية المرفوعة ضد المواطنين الأتراك بتهمة «إهانة أردوغان» أعضاء هيئات تدريسية في الجامعات التركية، وطلاباً ومواطنين عاديين، بينما وصل عدد المواطنين الذين رُفعت دعاوى قضائية ضدّهم بتهمة الإهانة إلى 36 شخصاً لأسباب مختلفة، إضافة إلى رفع دعوى قضائية ضدّ 22 مشجّعاً لفريق «بورصا سبور» في كرة القدم، بتهمة «إهانة أردوغان» في فترة شغله منصب رئيس الوزراء.

ويؤكد مراقبون ومحلّلون أن تركيا، وبعد سيطرة حكومة حزب «العدالة والتنمية» بصورة كاملة على أجهزة القضاء والأمن والاستخبارات فيها، بدأت بالتحوّل إلى دولة بوليسية، خصوصاً بعد مشروع القانون الأخير الذي أعدّته الحكومة التركية تحت اسم «حزمة الأمن الداخلي».

قصر أردوغان

وكشف تقرير جديد أعدّته شعبة غرفة المهندسين المعماريين التركية، أن تكلفة فاتورة الكهرباء اليومية لقصر أردوغان الذي شُيد بصورة غير قانونية على أرض «غابات أتاتورك»، تبلغ نحو 18 ألف دولار، أي ما يعادل نصف مليون دولار في الشهر تقريباً.

ويأتي التقرير في إطار سلسلة من الفضائح والتجاوزات التي تواصل الظهور إلى العلن عن ممارسات أردوغان، والبذخ الذي يحاول إحاطة نفسه به.

وأوضح التقرير وفقاً لما نقلته وكالة «جيهان» التركية، أنّ فاتورة الكهرباء في قصر أردوغان المسمّى «القصر الأبيض» اللافت للانتباه بإجماليّ تكلفته المالية الضخمة ومصاريفه الباهظة، بلغت نحو مليون ونصف مليون دولار تقريباً على مدى ثلاثة أشهر.

وكانت تظاهرات حاشدة قد خرجت في تركيا احتجاجاً على إنشاء القصر، وتنديداً بالتكاليف العالية المخصّصة له، في الوقت الذي ارتفعت فيه معدّلات البطالة في صفوف الأتراك، لا سيما بين الشباب الساعين إلى تأمين مصدر رزق لهم، ليكون هذا القصر مصدر استفزاز لهم بسبب هدر الأموال العامة.

وأشار تقرير سابق أعدّه مركز الدراسات القانونية والأخلاقية والسياسية التركي «إتش إي أس إي» إلى أن نظام أردوغان يتجه نحو استغلال الأموال العامة وودائع الأتراك ومدّخراتهم في البنوك، من أجل بناء القصور وشراء الطائرات والسيارات الفارهة، بدلاً من توجيهها إلى استثمارات مربحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى