سعادة لـ«أن بي أن»: المسيحيون أمام فرصة تاريخية لإيصال رئيس قوي

رأى منسق لجنة الشؤون السياسية في تيار المرده الوزير السابق يوسف سعادة «أننا خرجنا من حرب الشوارع ولكن لم نستطع استخلاص العبر وكان يجب أن نبني دولة بعد الحرب، إلا أن لبنان ساحة تتأثر بصراعات المنطقة كما أن لا إرادة فعلية من الداخل ببناء هذه الدولة»، داعياً إلى «تذكر صورة شهداء قانا لنعلم جميعاً أن «إسرائيل» هي العدو الأوحد للبنانيين، وأن الارتياح لديها يكتمل باشتعال الصراع الطائفي والمذهبي ومشاهدة المنطقة تشتعل بكاملها».

وأشار سعادة إلى أن «الحرب لديها قواعد قذرة وتسبب الدمار والموت والمفقودين والجميع شارك في الحرب الأهلية، لذا علينا تنقية الذاكرة والجلوس على طاولة الحوار للتعاطي مع ملف المفقودين في الحرب بجرأة وصراحة وعدم الإتجار فيه، لنصل إلى خاتمة ونعطي جواباً شافياً للأمهات»، داعياً إلى «عدم الاستمرار باستغلالهم متذرعين بأنهم مفقودون فقط في السجون السورية».

واعتبر أن «هناك أموراً تغيّرت في الصراع اللبناني وعلى رغم الأزمة السياسية، توجد إرادة لبنانية بعدم العودة إلى الحرب ومناشدة الاستقرار، تقابلها رغبة إقليمية ودولية أيضاً، لذا علينا تعزيز هذه الإرادة لكي لا نعود إلى الحرب ومخاطرها، إذ أن الجميع يخرج خاسراً منها»، معتبراً أن «هناك أزمة سياسية ووضعاً اجتماعياً واقتصادياً رديئاً، ولكن ما زلنا نحافظ على الاستقرار الأمني على رغم اشتعال المنطقة من حولنا».

وقال: «قوى 8 آذار لديها رأيها ولم تعتمد سياسة النأي بالنفس في الأزمة السورية، والفريق الآخر ينتقدها ولكن في المقابل هو يتدخل بحرب اليمن».

ولفت منسق لجنة الشؤون السياسية في «المرده» إلى أن «هناك حساسية طائفية في البلد. وفريق 14 آذار رفع السقف في موضوع النازحين السوريين أثناء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لذا اضطر ميقاتي لفتح الحدود أمام النازحين، في حين كانت حكومته تتعرض لكثير من الانتقادت والاتهامات»، متسائلاً: «كيف حُلّت عند وصول الرئيس تمام سلام لرئاسة الحكومة أزمة طرابلس في يومين وعاد الاستقرار إلى المنطقة؟». واعتبر أن «خروج تيار المستقبل من السلطة جعل الشارع الطرابلسي يتأزم، لذا حلّ الموضوع لدى عودته. وإن أعداد النازحين في طرابلس ليس لها التأثير الكبير في المنطقة، ولكن أحداث عرسال تختلف، إذ إن أعداد النازحين أكبر وهم يؤثرون وموجودون بنسب عالية».

وأضاف: «أهل عرسال هم الخاسر الأكبر ويعملون على معالجة الأزمة»، لافتاً إلى أن «هذا الموضوع معالجته أصعب من موضوع طرابلس، فهو بحاجة إلى تدخل الجيش بحزم ورفع الغطاء السياسي عنه، وإلى قرار سياسي صارم، وإلى دعم من أبناء المنطقة، لأنه من مصلحة أبنائها العودة إلى كنف الدولة وفصلها عن معركة الحدود ورفع الحصار عنها»، مشيراً إلى أنه «لولا تدخل حزب الله في سورية لما كان انحصر الإرهابيون على الحدود وكنا تقاتلنا معهم في الداخل اللبناني».

ودعا سعادة إلى «الالتفاف حول الجيش اللبناني ودعمه لأنه هو الوحيد القادر على المحافظة على الأمن والاستقرار، وهناك عمل أمني جبار يحدث يجب أن نثني عليه وعلينا المساهمة في الحفاظ على الاستقرار».

واعتبر «أن المسيحيين هم الأكثر تضرراً من الحرب السنية – الشيعية لأنهم يؤمنون بالعروبة»، لافتاً إلى أن الرئيس ميشال سليمان اليوم خارج الحياة السياسية ويستطيع التصريح بما يشاء، ونحن بحاجة إلى رئيس جمهورية لديه حيثية شعبية يستطيع تغيير الأوضاع، ونحن نختار الفراغ بدلاً من الرئيس الوسطي في هذه المرحلة، لأن المسيحيين أمام فرصة تاريخية لإيصال رئيس قوي». وأشار إلى «أنه تجب المحافظة على الحكومة اللبنانية، وفي حال تعيين قائد الجيش، نحن ندعم العميد شامل روكز لقيادة الجيش، ولكن نرفض الفراغ في هذا المركز ونحن نسعى إلى عدم تفجير الحكومة في هذه المرحلة الحساسة».

ورأى أن «المسيحيين يجب أن يشكلوا ممراً إلزامياً لأي تسوية تتعلق برئاسة الجمهورية، وأي تسوية تحمل معها مواصفات الرئيس القوي نحن معها».

وذكّر أن رئيس تيار المرده يدعم الجنرال ميشال عون للوصول إلى سدة الرئاسة وشدد على أن المرده لا يحبذ وصول رئيس لا موقف له ولا رائحة».

أما عن الحوار بين «القوات» والتيار الوطني الحر، فاعتبر أنه يترك آثاراً إيجابية في الساحة المسيحية بخاصةً، مستبعداً أن ترشح «القوات» عون لموقع الرئاسة الأولى.

أما في ما يخص الأحداث في اليمن، فوصف سعادة الوضع في اليمن بأنه عدوان، مستبعداً الخيار البرّي اليوم ضد اليمن، ودعا إلى حل سياسي في هذا البلد ينهي هذا القصف والحرب والجلوس إلى طاولة الحوار والتوصل إلى اتفاق يحفظ كرامة اليمنيين، مشيراً إلى أن الحوثيين جزء من نسيج المجتمع اليمني وأي حل سيكون معهم وليس من دونهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى