إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لموقع صور الأثري

محمد أبو سالم

احتفلت مدينة صور، لمناسبة يوم التراث العالمي، بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لموقع صور الأثري المدرج على لائحة التراث العالمي، برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي ممثلاً بالدكتور أسعد سيف، وبدعوة من وحدة الإدارة المحلية لمشروع «ARCHEOMEDSITES» المموّل من الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع بلدية صور والوحدة الايطالية العاملة ضمن إطار قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل».

حضر الاحتفال ممثلون عن السفارات: الإيطالية، البلجيكية والرومانية، وعن بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان والمركز الإقليمي لـ«يونيسكو» في بيروت، وعن المديرية العام للآثار، قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش العميد الركن شربل أبو خليل، مديرة مشروع «ARCHEOMEDSITES» مايا حميدان، ووفود من الوحدة الإيطالية في «يونيفيل»، جمعية «التعاون والبحوث» الإيطالية، وبلدية صور، فاعليات إدارية وسياسية وتربوية، وممثلون عن هيئات ثقافية وبلدية، وجمعيات أهلية وكشفية.

وتخلل الاحتفال تعريف بالموقع وبيوم التراث العالمي كفرصة لتوعية المجتمع المدني المحلي على تنوّع التراث الثقافي والجهود المطلوبة لحمايته والحفاظ عليه، وتسليط الضوء على نقاط ضعفه وقوته.

وتحدثت سارة السوقي بِاسم بلدية صور فأكدت أهمية مدينة صور ومواقعها الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي. داعية إلى الحفاظ على هذا الإرث التاريخي. وأعلنت أن البلدية تشجّع على إقامة هذه النشاطات وتدعمها كونها نشاطات ثقافية وبيئية وتربوية وتنموية.

ثم تحدّثت مايا حميدان، فنوّهت بالأنشطة الثقافية الهادفة، التي تقام خلال هذا اليوم العالمي، مشدّدة على أهمية الموقع ومميزاته، الذي يلقي الضوء على ثقافتنا وتراثنا وضرورة التوعية للحفاظ عليها.

وقالت: «إن هذا النشاط أقامته وزراة الثقافة ـ المديرية العامة للآثار، وهو عمل مشترك بالتعاون مع بلدية صور ويونيسكو والمديرية العامة للآثار وجمعية التعاون والبحوث الايطالية، وجمعيات تربوية واجتماعية».

وتحدّث سيف، فأكد أهمية التعاون بين كل الافرقاء المحليين في صور، من أجل الحفاظ على الإرث الثقافي الجماعي، قائلاً: «إن هذا النشاط اليوم، بمناسبة يوم التراث العالمي. هو مهم جداً، ونحن كوزارة الثقافة، نعمل على توصيل رسالة للجميع. إن التراث ثروة وطنية وثقافية لنا جميعاً، يجب الحفاظ عليه، بكل الوسائل المتاحة لدينا، لنمرّرها إلى كل الاجيال المقبلة غير منقوصة».

وأضاف: «في ظل ما يحصل في بعض الدول العربية من تدمير للآثار، التي نأسف لتدميرها. نحن في لبنان نقول لا للتدمير، ولدينا رؤى مختلفة، وهذه الآثار للجميع يجب الحفاظ عليها لأجل الاجيال المقبلة». مثنيا على أهمية هذه المشاركة لناحية تعزيز الاطار العلمي لإدارة مواقع التراث العالمي، خصوصاً موقع صور.

بدوره، قال المخرج المسرحي قاسم اسطنبولي: «بمناسبة يوم التراث العالمي، نشارك في هذه الأنشطة الفنية والمسرحية لنعيد إحياء هذا التراث، لإعادة حضارة المدينة وتاريخها، ولنقول إن مدينة صور ولبنان موجودان على خريطة التراث العالمي والآثار والثقافة. فمدينة صور تعيد صورتها الحضارية والثقافية للعالم».

وأضاف: «مشاركة الطلاب في هذه الأنشطة الثقافية والفنية والمسرحية، إنما هي لإعادة البسمة إلى وجوههم، ولنعرفهم إلى حضارة وثقافة مدينتهم الغنية بالإرث التاريخي والثقافي، والتي فيها ثاني أكبر مسرح تاريخي في العالم، وهو ميدان سباق الخيل الأثري الروماني العالمي».

ثم تحدّث قائد القطاع الغربي في «يونيفيل» الجنرال سلفاتوري كوتشي فقال: «نحن هنا للاحتفال باليوم الدولي للآثار والمواقع الأثرية، والمعروف بِاسم عالم التراث، في هذه المدينة الفينيقية العظيمة صور. هذا يستهدف رفع الوعي حول التنوع الحضاري، وحول التعرض للآثار والنصب التذكارية والمواقع التراثية في بعض دول العالم، والجهد المطلوب لحمايتها وصونها».

وكشف أنّ «يونيفيل» بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، تعمل كل يوم من أجل أمن هذا البلد، مهتمة بالحفاظ على الجمال التاريخي الذي يمثله الاتحاد التجاري والثقافي لدول حوض المتوسط، لا سيما مع إيطاليا.

وختم: «اليوم، يزيد هذا قيمة، للأهمية التاريخية والثقافية التراثية»، آملاً أن تحفز السياحة المحلية والاقتصاد في إطار عالمي، في منطقة البحر الأبيض المتوسط. معتبراً أنّ حماية التراث الأثري في بلدان في منطقة البحر المتوسط وصونه، الضمان للارتباط الثقافي الذي ربطنا دائماً. وقال: «فلنحافظ على هذا الارتباط الثقافي، كي لا يتغيّر في القرون المقبلة، للأجيال المقبلة».

وشدّد ممثل المكتب الاقليمي لمنظمة «يونيسكو» في بيروت جوزف كريدي على أهمية التراثين المادي وغير المادي، وضرورة الحفاظ عليهما كاملين للأجيال المقبلة.

وألقت ممثلة السفارة الإيطالية السكرتيرة الأولى الدكتورة فريدريكا مازوتا كلمة السفير الايطالي، الذي أعلن دعمه المشروع وأهدافه التي تصبّ في إطار التعاون بين إيطاليا ولبنان.

وقال رئيس «الجامعة الاسلامية» ـ فرع صور الدكتور أنور ترحيني: «نحن بحاجة اليوم إلى تفعيل تراثنا واحتضانه، ولنحافظ عليه لتكون فرصة أولى في هذا المجال، إذ إنّ صور مدينة تاريخية ذات حضارة عريقة منذ آلاف السنين».

وكان قد أقيم في ساحة سباق الخيل الروماني، أنشطة تثقيفية للطلاب والأطفال، تخللتها رسومات وألعاب فنية، وأناشيد. وقدّم مسرح اسطنبولي لوحات مسرحية وفنية راقصة، كما قُدّمت مأكولات أعدّتها جمعية «التعاونيات الزراعية المحلية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى