مدارات ذبح الإثيوبيين… والأيادي «الإسرائيلية» الخفية

بشرى الفروي

تحت عنوان «حتى تأتيهم البينة»، نشر تنظيم «داعش» في بلاد المغرب العربي فيديو يوضح عملية قتل مجموعتين من الإثيوبيين المسيحيين، في منطقتي فزان وبرقة في ليبيا.

وعرض الفيديو لقطات مجمعة للضحايا الذين أسماهم «رعايا الصليب من أتباع الكنيسة الإثيوبية المحاربة» فكان الإعدام رمياً بالرصاص من نصيب المجموعة الأولى والإعدام ذبحاً من نصيب الثانية. في تكرار لذات المشهد لعملية ذبح 21 قبطياً مصرياً في ليبيا.

الحوادث الإجرامية التي يصورها التنظيم بطريقة سينمائية أصبحت أمراً متكرراً. لكن لماذا يستهدف «داعش» المسيحيين مع أن معركته الأساسية الآن هي في العراق؟ حيث يُمنى يومياً بخسائر كبيرة. بل أصبحت أيامه معدودة بعد الزخم الذي حققته القوات الوطنية العراقية، ولا ننسى أيضاً انجازات الجيش العربي السوري في دحره من مناطق واسعة تمهيداً للقضاء النهائي عليه.

إذاً ما زال هناك دور يستطيع تنظيم «داعش» أن يقوم به. والدول التي أنشأته ورعته وتقوم بتوجيه دفته، لا تزال تراهن عليه في قضايا أخرى تستثمرها. فما هو هذا الدور؟

عندما ترى حدثاً يشوه الإسلام ويضعف التماسك العربي. لا بد أن تكون هناك أيادٍ «إسرائيلية» في الموضوع. هكذا تشير الأحداث من العراق إلى سورية إلى اليمن. وعندما نرى السعودية أو مشتقاتها من «داعش» و «نصرة» و «جيش حر» فما هي إلا أدوات إجرامية تدور في فلك «إسرائيل» لتخدم مشاريعها القديمة والتي هي مكشوفة للعلن.

إعدام الإثيوبيين هي جزء من خطة «إسرائيلية» في أفريقيا لتعميق الهوة بين الأعراق والديانات وتغذية الصراعات بين المسلمين والمسيحيين. فدور «إسرائيل» كان واضحاً في تقسيم السودان. وزرع بذور الفتنة بين العرب والبربر. لتأمين «محيطها الجديد»، هي خطة استراتيجية لضمان تفوق «إسرائيل» في المنطقة والتي تقتضي إعادة تكوين البيئة الجغرافية السياسية للدول المحيطة بـ «إسرائيل» وتقسيمها لتحويلها إلى دويلات أصغر وأضعف.

هذا هو السبب وراء استهداف المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

إن ما يجري في منطقتنا ليس بمحض الصدفة، وإنما هو مخطط مدروس لتهجير المسيحيين من منطقة الشرق الأوسط: هو مخطط تدعمه وتغذيه وتموّله «الصهيونية المسيحية» والتي هدفها خلق أكبر قدر ممكن من معطيات التمزيق والتفريق، وتهجير الأقليات وإغرائهم بالعيش في أوروبا. ليلغي دور الكنيسة المشرقية وتصبح المرجعية هي الفاتيكان. وبالتالي تعطي المبرر لـ «إسرائيل» لتقول أن مرجعيتها هي القدس لدولة يهودية.

هذا التهجير المبرمج والمنظم واستهداف الكنائس يراد له أن يُصور بطريقة مأسوية ليتسبب بردود أفعال ضد المسلمين في البلاد الغربية ويتم الصدام بين المهاجرين المسلمين والمسيحيين. وندخل في حرب يتم الإعداد لها بعناية وهي حرب الحضارات كما يروجون لهذا المصطلح في أعلامهم.

«داعش» قادمة… هذه هي رسالتها فهل يقف العالم الغربي متفرجاً أم أن هذا سيؤدي لجدّية في مكافحة الإرهاب؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى