علي عبدالكريم: لولا صمود سورية لكانت المنطقة لقمة سائغة في فم «إسرائيل» وأميركا

نظمت منفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوة بعنوان: «نظرات في مستقبل سورية» حاضر فيها السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في قاعة مطعم «ضهور بلازا» ـ ضهور الشوير بحضور حشد من القوميين والمواطنين والمهتمّين، وتقدّم الحضور رئيس المكتب السياسي في «القومي» الوزير السابق علي قانصو، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، العميدة لور أبو خليل، عضوا المجلس الأعلى النائب السابق غسان الأشقر والأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح، ناموس مكتب الرئاسة رندا بعقليني، مدير دائرة المحامين ريشار رياشي، المندوب السياسي لجبل لبنان الشمالي نجيب خنيصر، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وأعضاء هيئة المنفذية ومسؤولو الوحدات الحزبية.

وحضر النائبان السابقان د. كميل خوري وأنطوان حداد، ممثل عن التيار الوطني الحر، مسؤول حركة أمل محمد غملوش، عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بولس بطرس على رأس وفد، عدد كبير من رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والاختيارية في المتن، وعدد من الآباء في أبرشيات المتن وفاعليات.

الخوري حنا

استهلت الندوة بكلمة ترحيب ألقاها ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية المتن الشمالي، اعتبر فيها أنّ الفكر هو الأساس في بناء المجتمع والإنسان… وأنّ الحوار ضرورة لإبداع العقل واستنهاض الطاقات وبناء المستقبل.

ولفت في كلمته إلى أنّ سورية هي المفتاح والمحور، وقد حملت لواء المسألة الفلسطينية، واحتضنت المقاومة وحمت وحدة لبنان واحتضنت مقاومته، ووقفت الى جانب العراق… ولذلك نسجوا خيوط المؤامرة ضدّها، وأرسلوا عملاءهم ورعاعهم من الهمج لتدميرها وتفتيتها ومحو تاريخها بالذبح والخريب.

الحسنية

عميد الإذاعة والإعلام في الحزب وائل الحسنية الذي أدار الحوار، ألقى كلمة في مستهلّ الندوة أشار إلى أنّ قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد نقلت سورية من حالة اللااستقرار إلى الاستقرار، وجعلتها دولة قوية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، تحمل لواء المسألة الفلسطينية وتدعم نضال شعبنا ومقاومته في فلسطين ولبنان والعراق ضدّ الاحتلال والعدوان، لافتاً إلى أنّ ما تتعرّض له سورية من قبل الغرب والعدو الصهيوني بواسطة المجموعات الإرهابية المتطرفة والدول الداعمة لهذه المجموعات، يستهدف موقف سورية الداعم للمقاومة.

وأكد الحسنية أنه بفضل إرادة السوريين وصلابة الجيش السوري وحكمة قيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، صمدت سورية في وجه المؤامرة، وهي تحقق الانتصارات على الإرهاب وداعميه.

السفير السوري

أما السفير علي عبد الكريم علي فاستهل محاضرته بتوجيه الشكر إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي على الدعوة، لافتاً إلى أنّ ما تتعرّض له سورية، يستدعي منا أن نفكر جميعاً كيف نتطلع إلى بناء المستقبل، فما يُرسم للمنطقة يستهدف القضاء على البشر والشجر والحجر، وإلغاء دور سورية القومي والمحوري.

وقال: إنّ موضوع اللقاء هو «نظرات في مستقبل سورية» وهذا يستدعي البحث في كيفية المواجهة وكيفية الحفاظ على هذه المنطقة شعباً ودولاً وحضارة. ولذلك فإنّ الدور الذي تؤدّيه سورية جيشاً وشعباً ومؤسسات، لا بدّ أن يقرأ جيداً.

وأضاف علي عبد الكريم: إنّ الحرب التي تُشّن على سورية منذ نيّف وأربع سنوات، استحضروا لها إرهابيين من كلّ جنسيات العالم، وذلك لتدمير سورية وحرقها وإغراقها في الدماء، كما أنهم استخدموا في هذه الحرب كلّ وسائل وأساليب القتل والتدمير برعاية استخبارات العالم وبتمويل من دول الخليج، إضافة إلى الأسلحة والإعلام، إلا أنّ المال كان العامل الأساس في هذه الحرب التدميرية.

وتساءل: هل استهدفت سورية لأنّ فيها ثروات نفطية وغازية كبيرة، أم لأنّ فيها جيشاً صلباً قوياً، أم استهدفت لأنّ فيها شعباً حياً يؤمن بقضايا الأمة والوطن، ويرفض الخنوع والذلّ والاستسلام والتفريط بأيّ شبر من أرضه؟

وتابع سائلاً: هل استهدفت سورية لأنها الدولة الوحيدة التي رفضت غزو العراق، وعارضت احتلاله ودعمت مقاومته، أو لأنها بقيت حاملة لراية فلسطين وحاضنة لفصائل المقاومة، وداعمة لها في لبنان والعراق، أم لأنّ فيها رئيساً فذاً وقيادة حكيمة؟

وقال: لكلّ هذه الأسباب تمّ استهداف سورية، فهي كانت على مرّ السنوات تشكل هدفاً لـ«إسرائيل» وللأطماع الغربية، وهدفاً للقوى الظلامية التي ترى في سورية عائقاً أمام تنفيذ مشاريعها، لذلك نرى هذا الظلام الأسود الذي استخدمته الصهيونية للعدوان على سورية.

وأضاف علي عبد الكريم: إنّ وقوف سورية قيادة وشعباً وجيشاً، وموقف الرئيس الدكتور بشار الأسد في مواجهة العدوان، يجب أن يكون محلّ تقدير من الجميع، فهو موقف متمسك بالحقوق وبالدفاع عن تراب سورية، ومتمسك بالمقاومة في لبنان، وقد أعلن الرئيس الأسد منذ اليوم الأول لعدوان تموز 2006 على لبنان، بأننا نضع كافة إمكانات سورية لدعم المقاومة ضدّ العدوان «الإسرائيلي». وإبان احتلال العراق كان موقفه حاسماً وحازماً في رفض الاحتلال، وفي رفض إملاءات الوزير الاميركي كولن باول، الذي طالبه بإقفال مكاتب فصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق وعدم دعم المقاومة. لقد كان موقف الرئيس الأسد حاسماً بالرفض، لأنّ سورية هي المقاومة وسورية هي رأس حربة في الدفاع عن قضايا الأمة، ولا يمكن أن تتنازل عن أيّ حق من حقوقها.

وأكد علي أنه لولا صمود سورية كانت خريطة المنطقة مختلفة عما هي عليه اليوم، وكانت المنطقة لقمة سائغة في فم «إسرائيل» وأميركا. وانّ ما يحصل من عدوان على سورية هو للقضاء على محور المقاومة ونهب ثروات المنطقة، ومن أجل أن تتمدّد «إسرائيل» من الفرات إلى النيل.

وقال: إنّ الخط المقاوم الذي آمن به الرئيس الراحل حافظ الأسد وجسّده الرئيس الدكتور بشار الأسد هو من أجل الأجيال المقبلة، وما تعرّضت له سورية من إرهاب بات العالم أجمع يدرك اليوم أنه إرهاب وأنها مؤامرة أميركية صهيونية على سورية، وليست مسألة مطالب وحريات، فالأمر أصبح مكشوفاً أمام العالم. لذا فإنّ الانتصارات التي يحققها جيش سورية وشعب سورية، والمواقف التي تؤكدها قيادة سورية، هي التي تفتح الأمل عريضاً، وتؤكد انّ المستقبل سيكون مصنوعاً في شكل أقوى.

وأشار إلى أنّ استهداف العلماء والخبراء في سورية وقتلهم من قبل المجموعات الإرهابية يدلّ على التنسيق والتعاون بين هذه المجموعات وبين «إسرائيل»، وهذا دليل على أنّ الحرب على سورية هي لحماية أمن «إسرائيل».

وفي معرض ردّه على الأسئلة، أشاد بالتعاون مع إيران ودول «بريكس»، كما أشاد بالموقف الروسي.

وحول الجامعة العربية اعتبر أنها غير موجودة، وهي لا تحمي ولا تساند القضايا العربية، بل هي مؤسسة محتكرة لبعض رؤوس المال تدعم كلّ شيء إلا قضايانا، والدليل تخلّيها عن فلسطين.

واختتم علي عبد الكريم قائلاً: لأنّ سورية فيها المواهب والكفاءات، فيها الأبطال، فيها الشرفاء، فيها الثروات، فيها جيش بطل، وفيها شعب حيّ مؤمن بالمقاومة، وفيها قيادة حكيمة، سيكتب المستقبل الزاهر لسورية المكلل بالنصر والعزة.

سبق المحاضرة قيام السفير السوري بوضع إكليل من الزهر على نصب الشهداء في ضهور الشوير، وأعقبها تقديم منفذية المتن الشمالي في «القومي» درعا تقديرية له، ومن ثم حفل عشاء على شرفه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى