وزارة الثقافة تطلق فعاليات الأسبوع الوطني للمطالعة

لمى نوّام

أطلقت وزارة الثقافة اللبنانية ممثلة بمدير عام الوزارة فيصل طالب، فعاليات الأسبوع الوطني للمطالعة، الذي سيمتد من 20 حتّى 30 نيسان الجاري، تحت عنوان «شعب يقرأ… بلد يبرأ»، وذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد أمس في مقر وزارة الثقافة، بحضور مدير دائرة الكتاب والمكتبات في الوزارة الدكتور عماد هاشم، والأمينة العامة للّجنة الوطنية لليونسكو الدكتورة زهيدة درويش، وحشد من مسؤولي المكتبات العامة الشريكة مع الوزارة ومراكز المطالعة والتنشيط الثقافي في المناطق اللبنانية.

وتناول طالب في مستهلّ كلمته موضوع شعار الفعالية إذ قال: «شعار أطلقناه لمناسبة الأسبوع الوطني للمطالعة، سعياً وراء التأكيد أنّ تمثّل المعرفة وعي وممارستها ثقافة، في الطريق إلى جعل كلّ الحراك المجتمعي يندفع بقاطرة الثقافة التي من دونها تصبح كل الإنجازات المحققة في مختلف الميادين معرّضة للاختراق والفساد والاستلاب والتلاشي. فإذا كنّا بالتربية نبني، فإنه بالثقافة نحمي البناء. سقف الثقافة هو الأمن والحماية والصون للتفاعل الإيجابي لمكونات مجتمعنا باتجاه صوغ وحدة النسيج الاجتماعي، بأبعاد المواطَنة والوطنية التي لا تقوى عليها كل الأعاصير والأنواء مهما ادلهمّت الظلمات أو لفحت وجوهنا ألسنة الهجير أو نالت الأشواك منّا ألماً».

وأضاف: «إن الطريق إلى كل ذلك يبدأ بالكتاب الذي اختلت العلاقة به، بكل أسف، وتراجع منسوب القراءة التي عليها أن تساهم في إعطاء التربية بعدها الثقافي، وذلك لأسباب متعدّدة أهمها كما يقال تفجر الثورة الإلكترونية، والإيقاع السريع للحياة، وتنامي سلطان الصوت والصورة، وغياب عوامل الجذب ذات الصلة بالكتاب… إلخ. لكن الحقيقة غير ذلك بالتأكيد، والمسؤولية الأساسية في هذا السبيل تقع على عاتق التربية بشقيها المنزلي والمدرسي، الأمر الذي أدّى إلى عدم بذل الجهود التربوية اللازمة لإبقاء المطالعة في حيز الحيوية والممارسة وتطوير السبل الآيلة إلى ذلك».

وأوضح هاشم أن عدد المؤسسات المشاركة في الأسبوع الوطني للمطالعة هذه السنة يبلغ 160، وعدد النشاطات المنظمة حوالى 550 نشاط، بمشاركة مختلف مكوّنات المجتمع المدني من جمعيات وأندية ومدارس ومؤسسات تربوية ومراكز ثقافية ومكتبات عامة ودور نشر وبلديات وبعثات ثقافية أجنبية.

وكانت مداخلة لدرويش لفتت فيها إلى التعاون القائم مع وزارة الثقافة ضمن فعاليات أسبوع المطالعة، إذ سيُعلَن عن الجائزة الوطنية للمطالعة في 23 نيسان الجاري عند الساعة الخامسة على مسرح قصر الأونيسكو.

كذلك، توجّهت مديرة «مؤسسة الصفدي الثقافية» سميرة بغدادي، وبِاسم المؤسسات الثقافية والمكتبات العامة ومراكز المطالعة والتنشيط الثقافي بالشكر الخاص للوزارة، للتنسيق بينها وبين المركز الثقافية من أجل المواطن اللبناني في كل المناطق اللبنانية ولتحقيق عدالة ثقافية.

«البناء» التقت على هامش المؤتمر الصحافي، الدكتور هاشم الذي أكّد أهمية الدور الذي تقوم به المكتبات العامة لتعزيز ثقافة المطالعة، مشدّداً على دعم وزارة الثقافة لهذه المكتبات بكل قدراتها، ومرحّباً بأيّ مبادرة لدعم المطالعة والمكتبات العامة، سواء كانت من جمعيات خاصة غير حكومية، أو من منظمات وجهات دولية.

كما شدّد على أن هذا الأسبوع هو مساحة مفتوحة للعمل في اتجاه إعادة الاعتبار للمطالعة، في منظومة العناصر المكوّنة للإنسان في بعديه الأفقي والعمودي، وأكّد أن المطالعة تواجه تحدّيات كبرى بسبب توسّع دائرة التأثير المتأتية من الثورة الإلكترونية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وإمكانية الحصول على المعرفة بأسهل الطرق، وتأثير الإيقاع السريع للحياة وتنامي وسائل الصوت والصورة وضعف الإعلام التعريفي والتسويق للكتاب.

وردّاً على سؤال حول نشاطات المكتبات وتعاونها مع الوزارة أجاب هاشم: «إن عدد المكتبات خلال هذه الفترة استقرّ على 150، ولم يحصل تطوّر في العدد نتيجة الظروف المختلفة. منها ظروف البلديات والوزارة والأحداث التي مرّ بها البلد، خصوصاً في منطقتَي الشمال والبقاع. كل هذه العوامل أثّرت سلباً على انتشار المكتبات ومشاركتها في الأسبوع الوطني للمطالعة. إنما هناك تنوّع أكثر في النشاط، فلاحظنا هذه السنة أن المكتبات كثّفت عدد نشاطاتها، على رغم الحاجة الملحّة للموازنات. كما لاحظنا أنّ هناك إقبالاً في المناطق التي يوجد فيها لاجئون سوريون، ولاحظنا تجاوباً من قبلهم لبعض النشاطات الثقافية».

وحول نشاطات الوزارة المقبلة فور انتهاء الأسبوع الوطني للمطالعة قال هاشم: بعد انتهاء أسبوع المطالعة لدينا حملة دائمة على مدار السنة للتشجيع على المطالعة وتوعية الناس حول أهمية المطالعة بشكل غير مباشر، من خلال التواصل مع المؤسسات التربوية والمراكز الثقافية والمكتبات العامة، والتواصل والتنسيق مع وزارة التربية لتكون المشارَكة في النشاطات أوسع، وتشمل جميع المؤسسات من الجامعات والمدارس».

وختم هاشم: «نتمنّى أن تتطوّر خطواتنا، ويتوسّع التنسيق مع كافّة المؤسسات، فالقراءة لم تتراجع، ففي بعض الأحيان، ونسبةً إلى الإحصاءات منذ عشر سنوات حتّى اليوم، نجد تقدّماً في نسبة القراءة في لبنان، ما عدا سنة 2006 في عدوان تموز، إذ شهدنا تراجع معدل القراءة في هذه الفترة في مناطق معينة، لكنه ارتفع في مناطق أخرى استقبلت نازحين».

وقالت سمر جمول ـ المشرفة على «مكتبة المنى» التابعة لـ«مركز الصفدي الثقافي» ـ في حديث لـ«البناء»: «نحن كمؤسّسة الصفدي الثقافية ومكتبة المنى نعمل على النشاطات الثقافية طوال السنة، خصوصاً في الأسبوع الوطني للمطالعة، إذ نكثّف جهودنا وتكون النشاطات متنوّعة أكثر، الأمر الذي يزيد من الحراك الثقافي في منطقة طرابلس، التي تمرّ بظروف أمنية صعبة. فنحن بحاجة إلى أنشطة ثقافية لكي تحيا المنطقة من جديد، وتنطلق».

وعن النشاطات في «مكتبة المنى» قالت جمّول: «هناك توقيع كتاب، وأمسية شعرية، إضافة إلى عزف عود مع توقيع كتاب عن الموسيقى، وهناك حفل مع الكونسرفتوار الوطني اللبناني للأعواد الصغيرة، إضافة إلى أمسية شعرية باللغة العربية، و معرض للكتب، وبوب آب بوكس آرت بالتعاون مع جمعية السبيل، وقراءات قصص في المدارس».

وعن الإقبال على المطالعة أكّدت جمول أن المدارس تعطي أهمية للنشاطات الثقافية كما الأهالي، وما النشاطات الثقافية التي تقام في المراكز الثقافية وفي المكتبات، إلا لتحثّ الأطفال على المطالعة، إذ تساهم بشكل مباشر في تطوير ثقافة الطفل، وفي تنمية قدراته، ومخيّلته».

وختمت: «إن وجود مكتبة في البيت عنصر رئيس لا بدّ منه لتشكيل الخطوط العريضة التي يسيرُ عليها أهل البيت في حياتهم. كما أنه من المفيد أن ينشأ الأطفال في ظلٍ مكتبةٍ تساهمُ في تكوينِ شخصياتهم وتنمية مهاراتهم منذُ الصغر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى