قوة المنتصر… الصبر!

بعد كلام السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير المقام من أجل التضامن مع الشعب اليميني، عَلَت صيحات الناشطين الداعمة لكلّ كلمة نطق بها السيّد، معلنين النصر القريب. لكن النصر يحتاج إلى صبر المقاوم والمقاوم يشتهر بصبره مهما تغيّرت وتبدّلت الظروف. وبما أنّ كلّ موقف في الحياة يحتاج فيه المرء إلى أن يكون ثابت العزيمة ولأنّ كلّ موقف نتعرّض له يحتمل الحديث عن النصر فقد كان للفنان زياد بطرس كلمته الخاصّة عن الانتصار. فالانتصار يحتاج إلى الصبر وهو يبشّر كلّ من يراهن على خسارة هذا الشعب وإحباط عزيمته بأنّ الصبر موجود ومتوافر لدى جميع من يعرف المعنى الحقيقي للوطنية. كلمة بطرس هذه والتي تحتمل أكثر من إجابة، كان لها وقعها الخاص على فريق معجبيه الذين أكّدوا عزيمتهم وإصرارهم على المضي قدماً في حماية القضية مهما كلّف ذلك من أثمان.

«ليبرلاند» تغرق في آلاف طلبات المواطنة العربية

مفاجأة سارة فجرها «فيت جيديكا» للمواطنين الناقمين على جنسياتهم، بعدما أعلن حاجته إلى سكان لدولته الجديدة، والتي أطلق عليها أرض الحرية أو «ليبرلاند»، والدعوة لاقت ترحيباً كبيراً من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وخاصة من العالم العربي.

جيديكا التشيكي المتمرد، عضو أحد الأحزاب في موطنه، دفعه نقمه على حال بلاده إلى التفكير في تأسيس جمهورية ديمقراطية جديدة في 13 نيسان الجاري.

بدأت الفكرة حينما قال جيديكا: «نحن غير راضين عن حكومتنا فهي تأخذ المال من جيوب المواطنين وترسله إلى القلة الغنية من خلال نظام الدعم، ولا يمكن تغيير ذلك بالانتخابات لأن وسائل الإعلام هي الآن تحت سيطرة القلة، لذلك قررنا الخروج».

استغل التشيكي الصراع الحدودي القائم بين كرواتيا وصربيا، ووضع يده على قطعة أرض تمتد لحوالى سبعة كيلو مترات، بطول الضفة الغربية لنهر الدانوب الفاصل بين الدولتين، وعدم ادعاء أي منهما امتداد حدوده لهذه المساحة، فأعلن تأسيس «ليبرلاند الحرة»، ونّصب نفسه رئيساً لها.

ومن هنا صارت الدولة موجودة، والرئيس مُنصباً، ولا يتبقى لإكمال معالم الجمهورية الجديدة سوى شعب، فأعلن حاجة بلده إلى مواطنين، فقام رئيس جمهورية ليبرلاند – كما يعرف نفسه على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» ـ بتدشين صفحة على الموقع ذاته ليعلن حاجته إلى مواطنين للعيش بدولته الجديدة وفتح باب الهجرة لها بشروط، والصفحة حازت قرابة 68 ألف إعجاب. فكرة إقامة دولة بحاجة إلى مواطنين أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي لفت انتباه العرب، لتحتل «ليبرلاند» مركز الصدارة بين «الهاشتاغ» المتداول على المواقع.

رفع جيديكا شعاراً لدولته «عش حياتك ودع غيرك يعيشها»، واضعاً دستوراً بدائياً، ينص على احترام الآخرين وآرائهم على اختلاف أصولهم وأعراقهم ودياناتهم، واحترام الملكية الخاصة وعدم المساس بها، وألا يكون له تاريخ نازي أو شيوعي أو تبنى في الماضي أي فكر متطرف، فضلاً عن أنه لم يعاقب أو صدرت ضده أحكام بشأن جرائم ارتكبها في الماضي، ومن تتوافر لديه الشروط ويرغب في التقدم للحصول على حق المواطنة والحياة على أرض الجمهورية الجديدة، بإمكانه ملء استمارة الطلب المتاحة على الموقع الخاص بالجمهورية الجديدة.

شهدت صفحة ليبرلاند العديد من التعليقات العربية والكثير من المزاح وهجوماً كبيراً على طلبات المواطنة والانضمام إلى الدولة، وصل الأمر إلى أنهم قرروا تدشين صفحة جديدة باسم «عرب ليبرلاند» حتى لا يشعروا بالغربة عند الهجرة، بحسب مؤسس الصفحة.

هذه الدعوة دفعت قرابة 60 ألف مواطن من 244 دولة مختلفة للتسجيل للحصول على جنسيتها عبر الموقع الذي أطلقه مؤسسها ـ بحسب الصفحة الرسمية.

لم تغب روح الدعابة لدى المصريين الذين كان لهم الدور الأبرز في تقديم طلبات الهجرة، فقال مواطن: «ليبرلاند هي أمي»، وكتب آخر: «ليبرلاند بعد شهرين هتبقى ولا قلعة الكبش علشان كل اللي هيهاجر مصريين». وقلعة الكبش هو أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة.

فيما دوّن المواطن حاتم حميد: «على ليبرلاند رايحين مصريين بالملايين»، محرفاً هتافات التظاهرات المصرية.

بينما احتكر الفلسطيني أبو طارق منصب رئيس الوزراء أو مسؤول المافيا أياً كان الأقرب، واحتكر مصري وزارة الداخلية.

ولاقت الصفحة العديد من التساؤلات عن كيفية التقديم للحصول على الجنسية والعيش في ليبرلاند، فيما تساءل الكثير من المواطنين العرب «هل نحن ممنوعون حقاً من دخول الجمهورية الجديدة؟»، بعد رواج خبر منع العرب والروس والصينيين من المواطنة في ليبرلاند.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى