هل تجرؤ تل أبيب على تزويد أوكرانيا بالسلاح؟

حميدي العبدالله

لوّح الكيان الصهيوني عبر وسائله الإعلامية بالردّ على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تزويد إيران بصواريخ «أس 300»، بتزويد أوكرانيا بأسلحة متطوّرة. وحذرت موسكو على أعلى المستويات وبلسان رئيسها بوتين من مغبّة إجراء أحمق يمكن أن تقدم عليه تل أبيب.

معروف أنّ الاستخبارات «الإسرائيلية» لعبت دوراً كبيراً في أحداث أوكرانيا، وكانت هي المبادرة إلى استفزاز موسكو، وكان كثيرون ينتظرون رداً قوياً من روسيا على دور الكيان الصهيوني المعادي لها في أوكرانيا والتحالف مع من تصفهم موسكو بالفاشيين والنازيين من عناصر بعض الأحزاب الأوكرانية، لكن على ما يبدو أنّ موسكو لم تنظر إلى دور الاستخبارات «الإسرائيلية» بالخطورة التي يمكن أن يمثلها تزويد أوكرانيا بالسلاح، لهذا كان الردّ هذه المرة سريعاً وحازماً على الرغم من أنّ أيّ جهة رسمية في الكيان الصهيوني لم تتبنّ ما جاء من تسريبات في بعض وسائل الإعلام «الإسرائيلية» حول تزويد أوكرانيا بالسلاح.

وتملك روسيا أوراق ردعٍ قوية أبرزها اثنتان تستطيع من خلالهما تدفيع تل أبيب ثمناً غالياً في حال أقدمت على خطوة طائشة مثل تقديم أسلحة متطورة إلى أوكرانيا.

أولى هذه الأوراق، أنّ أيّ دعم عسكري صريح ومكشوف تقدّمه تل أبيب، أو أيّ جهة دولية أخرى ستردّ عليه موسكو بتدخل مباشر في أوكرانيا.

حتى هذه اللحظة تتحاشى روسيا التدخل الصريح في أوكرانيا، ولكن إذا ما جرى تدخلٌ خارجيٌ صريح من أي جهة أخرى، ولا سيما الكيان الصهيوني، فإنّ ذلك سوف يشكل مبرّراً للقيادة الروسية لاتخاذ قرار بالتدخل لحماية أمنها القومي، وهذا ما ألمح إليه الرئيسي فلاديمير بوتين في سياق ردّه الصحافي على الإشاعات عن دعم تسليحي متوقع من الكيان الصهيوني للسلطات الأوكرانية الحالية.

ثاني الأوراق الهامة التي تمتلكها موسكو لردع أيّ تفكير جدي عند قادة الكيان الصهيوني بتزويد كييف بالأسلحة، تسريع تنفيذ صفقات أسلحة مجمّدة مع سورية وإيران، ولا سيما صفقة صواريخ «أس 300»، وقد لا تقف العملية عند هذه الحدود، بل ربما تعمد موسكو إلى تسليم أسلحة هجومية وليس دفاعية إلى كلّ من سورية وإيران، وبديهي من شأن عملية من هذا القبيل أن تحدث توازناً كبيراً في غير مصلحة الكيان الصهيوني.

على أية حال ما لم تستطع دول الناتو، التي تضمّ الولايات المتحدة والدول الأوروبية، فعله لا تستطيع تل أبيب القيام به. فالحكومات الغربية، وتحديداً الإدارة الأميركية جلّ ما التزمت به إزاء كييف هو إرسال بعثة تدريب وتقديم مساعدات غير قاتلة، وحتى لو كانت هناك إرساليات أسلحة غير متطوّرة، فهذا ليس ما تسعى إليه سلطة كييف التي تبحث عن تدخل عسكري مباشر ودعم بأسلحة متطورة، ولا سيما طائرات وصواريخ وهو ما لم يخطر ببال أيّ حكومة غربية لأنّ ذلك سيعطي لموسكو المبرّر للتدخل بكلّ ثقلها لدعم المقاطعات الواقعة جنوب وشرق أوكرانيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى