أبو فاضل لـ«الميادين»: لبنان ليس أولوية عند الدول الكبرى حالياً

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الرئيس ميشال سليمان عليه أن يقتنع بأنّ التاريخ والمستقبل قد تخطّياه، مشدّداً على أنّ كلّ ما يفعله اليوم هو لزوم ما لا يلزم، معرباً عن اعتقاده بأنّ إعادة انتخاب الرئيس سليمان تعني أنّ كلّ الموارنة في لبنان ماتوا ولم يعد هناك غيره.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ «رئيس الجمهورية لم يكن يوماً يُنتخَب في لبنان بموجب معركة فعلية»، لافتاً إلى أنّ «الخارج هو الذي يقرّر من هو الرئيس في لبنان»، وأكد «أنّ الاستحقاق الرئاسي قد يُرحَّل لما بعد شهر حزيران»، معتبراً «أنّ لبنان ليس أولوية بالنسبة الى لدول الكبرى في الوقت الحاضر لأنّها لا ترى أنّ وجود رئيس جمهورية يمكن أن يقدّم أو يؤخّر شيئاً في المعادلة.

من جهة ثانية، شدّد على أنّ «قائد الجيش العماد جان قهوجي ليس هاوي حروب مع أحد، مستهجناً ما نسبته صحيفة الشرق الأوسط من افتراءات واختراعات، معتبراً أنّ النفي الذي صدر عن قيادة الجيش والذي أكدت فيه أنّ العماد قهوجي لم يتطرق في حديثه لأيّ موضوع سياسي هو في مكانه».

ورداً على سؤال حول ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وتنظيم داعش رفض أبو فاضل في شكل نهائي إمكانية مقايضة الجنود بالإرهابيين، وشدّد على أنّ المطلوب عملية عسكرية لأنّ الجنود اللبنانيين خُطِفوا في قلب لبنان، ولم يُخطَفوا في سورية كما حصل مع حزب الله مثلاً، وتساءل: «هل الأميركي يفاوض الإرهابيين إذا خطفوا له عسكرياً في نيويورك مثلاً؟».

واستغرب أبو فاضل كيف أنّ الرئيس سليمان لا يزال يتمسّك بورقة إعلان بعبدا، وذكّر كيف أنه اختلف مع الجميع، بمن فيهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون قبل أن يصوّب أيضاً باتجاه حزب الله ويوصّف لغته بالخشبية، ملاحظاً أنّه بقي حتى اللحظة الأخيرة يطمع بالتمديد لنفسه».

وأشار أبو فاضل إلى أنّ «بكركي تسعى لانتخاب رئيس ولا يجب أن تكون طرفاً في المعادلة، لكنه لفت إلى أنّ بكركي كانت دائماً على خلاف مع رؤساء الجمهورية، وهي لم تكن يوماً على وفاق مع الرئيس. وفيما أكد احترامه وتقديره للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، لفت إلى أنه لا يوجد بند في الدستور يقول إنّ أيّ نائب يعطل النصاب يصبح خائناً»، مشيراً إلى «أنه في المقابل هناك بند يقول إذا تغيّب نائب عن ثلاث جلسات متتالية يُفصَل من المجلس النيابي»، وسأل: «لماذا هناك نواب خارج لبنان لا يأتون؟».

ونفى أبو فاضل علمه بما إذا كانت حظوظ للعماد جان قهوجي في الملف الرئاسي، مشدّداً على أنّ «رئاسة الجمهورية تُطبَخ خارج لبنان»، وأشار إلى أنّ «العماد ميشال عون مثلاً إما حظه مئة في المئة أو صفر في المئة، وطالما أنه لا يريد أن ينسحب، لا يمكن لأحد أن يحصل على الأكثرية لانتخاب رئيس، ولكنه لفت إلى أنّه إذا أتت الورقة الخارجية أتت باسمٍ آخر فإنّ الكثير من النواب سيذهبون ويصوّتون لهذا الاسم، جازماً أنّ العماد عون يعرف هذا الأمر، وكذلك باقي المرشحين».

وشدّد أبو فاضل على أنّ «حزب الله لا يمكن أن يأتي برئيس للجمهورية يكون ضدّه، علماً أنّ مرشحه هو العماد ميشال عون»، وأكد «أنّ الأخير يقول أنه لن يرشح أحداً وأنه مستمرّ بموقفه الحالي لأنّه يرفض تكرار غلطة الدوحة، وهو ما قاله في ذكرى 14 آذار في الحبتور».

وتوقف أبو فاضل عند خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وردود الفعل عليه، حيث أشار إلى أنّ «السيد نصر الله كسر المحرّمات والخطوط الحمراء بحديثه عن السعودية وآل سعود والعائلة الحاكمة والوهابيين»، ولفت إلى أنّ «هناك محورين مهمين وضخمين بالمنطقة، السعودية وأميركا من جهة وإيران التي تتفاوض مع أميركا، وفي الوقت نفسه هناك دول في المنطقة مثل «إسرائيل» الكيان المحتلّ للأراضي الفلسطينية وتركيا وغيرها يغيظها هذا الاتفاق الأميركي الإيراني».

ورأى أبو فاضل أنّ ما حصل في اليمن هو عدوان بكلّ ما للكلمة من معنى، مشيراً إلى أنّه «يرفض الذرائع التي تعتمدها السعودية لتبرير عدوانها بوصفه دفاعاً عن النفس بوجه أيّ تهديد محتمل لأمنها القومي مع التمدّد الإيراني في المنطقة».

وفيما اعتبر أبو فاضل أنّ السعوديين ورّطوا أنفسهم في الحرب، أعرب عن اعتقاده بأنّ الإيرانيين وحدهم قادرون على إنزالهم من الشجرة، وهم يناشدون يومياً إيجاد حلّ ويدعون المملكة العربية السعودية البحث بحلّ سياسي بدل الحلّ العسكري.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ «السعودية شنّت حربها واتكلت على مصر وباكستان وتركيا»، ولفت إلى أنّ «السعوديين يملكون كلّ وسائل الإعلام في المنطقة، بدليل أنّ خطاب السيد نصر الله لم يُنقَل كما كان يفترض أن يُنقَل من الناحية المهنية، متحدّثاً عن ضغط معنوي ومادي تمارسه المملكة العربية السعودية كونها تملك المال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى