الأسد: هناك تواصل مع الاستخبارات الفرنسية ولا تعاون

أكد الرئيس السوري بشار الأسد وجود اتصالات بين أجهزة الاستخبارات السورية ونظيرتها الفرنسية، مضيفاً أنه على رغم ذلك لا يوجد تعاون فعلي بين الجانبين، مؤكداً أن الاتصالات جرت مع أفراد من الاستخبارات الفرنسية زاروا سورية.

جاء ذلك ضمن مقتطفات من مقابلة أجرتها القناة الثانية من التلفزيون الفرنسي الرسمي مع الرئيس الأسد.

وتتزامن تأكيدات الأسد مع إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استخدام روسيا والصين حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي أتاح إمكانية ظهور بوادر لتسوية الأزمة في سورية، مشيراً خلال كلمة ألقاها في معهد العلاقات الدولية بموسكو أمس، إلى أن الفيتو الروسي الصيني لم يسمح «بتحويل سورية إلى ليبيا، التي تفككت كدولة»، وأكد أن حق الفيتو في مجلس الأمن ليس من امتيازات أحد بل مسؤولية كبيرة.

من جهة أخرى أكد الوزير الروسي ضرورة عدم تسييس قضية حقوق الإنسان، داعياً إلى حل هذه القضايا «الموجودة في أية دولة» من خلال الحوار لا الإدانة، مؤكداً أن موسكو تعارض تقليدياً أن تصبح دولة أو دولتان «موضع ملاحقة مستمرة وتبني قرارات عدة».

وأضاف لافروف أن روسيا تعتبر الأمم المتحدة هيئة رئيسية لضمان سيادة القانون الدولي، مذكّراً بأن الرئيس فلاديمير بوتين أكد ذلك أكثر من مرة. وقال إن «العلاقات الدولية دخلت مرحلة انتقالية في تطورها، ويرتبط ذلك بالعملية الموضوعية الخاصة بإقامة نظام جديد أكثر تعددية وديمقراطية للعلاقات الدولية يجب أن يعكس التنوع الجغرافي والحضاري في العالم المعاصر».

وأكد الوزير الروسي أن هذه العملية تجري بصعوبة وتواجه عقبات، مشيراً إلى أن «بعض شركاء روسيا الغربيين لا يستطيعون التخلي عن عادتهم في فرض الهيمنة على الساحة الدولية». وقال: «إنهم يضحون بضرورة التعاون والجهود المشتركة من أجل مواجهة التحديات الحقيقية»، منوهاً بأن هذا النهج يؤدي إلى زيادة الفوضى في العلاقات الدولية وتزايد بؤر عدم الاستقرار.

وفي السياق، حذر لافروف من أضرار خروج المسيحيين من الشرق الأوسط بالنسبة للمجتمعات العربية والمنطقة برمتها. وقال: «في الآونة الأخيرة يزداد قلقنا من تدهور الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتسع دائرة الأزمة وتصعد موجة التطرف والإرهاب. ويعاني السكان المسيحيون من ذلك كثيراً».

وأوضح الوزير الروسي أن «المسيحيين يتعرضون لعمليات قتل ونهب واختطاف، إذ يتم طردهم من وطنهم عملياً». وتابع أن «العديد من هؤلاء المسيحيين يتطلعون إلى روسيا بحثاً عن الحماية». وأضاف: «من الواضح أن خروج المسيحيين من الشرق الأوسط يأتي بعواقب سلبية للغاية بالنسبة لتركيبة المجتمعات العربية ولمستقبل المنطقة في شكل عام، وفي ما يخص أيضاً الحفاظ على التراث التاريخي والروحي العالمي». وأوضح لافروف أن «روسيا أبلغت شركاءها الدوليين قلقها في شأن وضع المسيحيين الشرقيين بشتى صيغ الاتصال وعلى المستويات كافة».

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن محادثات ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي ورياض حداد السفير السوري في موسكو تركزت على مسألة الإسراع في الحل السياسي للأزمة.

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها أمس «إن اللقاء تضمن تبادلاً للآراء حول تطور الأوضاع في سورية والمنطقة مع التركيز على مسألة الإسراع في التسوية السياسية للأزمة في سورية».

وفي شأن متصل، بحث نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في طهران أمس سبل تعزيز العلاقات الثنائية وآخر التطورات في سورية والمنطقة.

وقال إن الحكومة السورية مصممة على مواصلة محاربة الإرهاب مؤكداً أن دحر الإرهاب الذي يشكل خطراً على المنطقة والعالم يحتاج إلى إرادة جادة من الجميع لوقف تمويل وتسليح الإرهابيين.

ولفت المقداد إلى لقاء موسكو التشاوري بين الحكومة والمعارضات السورية وقال إن «حكومة الجمهورية العربية السورية قدرت عالياً الجهد الذي بذله الأصدقاء الروس لإنجاح هذا اللقاء الذي حقق قفزة نوعية على طريق حل الأزمة في سورية»، مضيفاً إن «القيادة السورية دعت وتدعو دوماً إلى حوار سوري سوري بعيداً عن التدخلات الأجنبية لأنه لا حل للأزمة في سورية إلا الحل السياسي القائم على احترام إرادة الشعب السوري والحفاظ على سيادة سورية واستقلالها».

من جانبه، جدد ظريف دعم بلاده لسورية في مواجهتها للإرهاب، ورحب بالحوار الذي تجريه الحكومة السورية مع المعارضة وقال: «إن الحل في سورية يجب أن يكون سياسياً وبعيداً عن التدخلات الأجنبية». جاء ذلك في وقت أكدت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن أستانا تدعم شكل المفاوضات الحالية لتسوية الوضع السوري وأنها لا تسعى لاستضافة مفاوضات بديلة عن تلك الجارية حالياً.

وقال المتحدث باسم الخارجية ألتاي عبداللايف في بيان إن بلاده «تدعم من حيث المبدأ ساحات التفاوض الحالية العاملة لتسوية الأوضاع في سورية، ومن ضمنها صيغتي جنيف وموسكو»، مشيراً إلى «عدم وجود أي طموحات لدى كازاخستان لحل الأزمة السورية على حساب غيرها من الساحات الموجودة أو استبدالها».

وأكد المتحدث استلام قيادة بلاده طلبات من بعض ممثلي المعارضة السورية لإجراء محادثات لتسوية الأزمة السورية على الأراضي الكازاخستانية. وقال إنه «يجري حالياً النظر في هذه الطلبات بحسب ما تقتضيه الآداب الدبلوماسية».

وكانت رئيسة حركة المجتمع التعددي السورية رندة قسيس أكدت في وقت سابق أن مجموعة من المعارضين السوريين سيزورون العاصمة الكازاخستانية أستانا في 27 نيسان لبحث إمكانية إجراء مفاوضات سورية – سورية هناك.

وبعث ممثلون عن المعارضة السورية في وقت سابق للرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف طلباً رسمياً للعب دور الوسيط في مفاوضات تسوية الوضع السوري المقبلة.

ورد وزير الخارجية الكازاخستاني يرلان إدريسوف على الرسالة بالموافقة المبدئية وأنه وجه دعوة للمعارضة السورية لزيارة أستانا لتبادل الآراء المبدئي.

ميدانياً، سيطر الجيش السوري على بلدات مسيكة الشرقية والغربية ورسم الخوابي وأشنان والدلاسة في ريف درعا الشمالي الشرقي. كما سيطر على قرية الرشادية في ريف حلب الجنوبي موقعاً قتلى وجرحى في صفوف المسلحين.

ولفتت قيادة الجيش في بيان إلى أن أهمية هذا التقدم يأتي كونه يعيد فتح الطريق الحيوي بين درعا والسويداء وتأمينه، ويقطع طرق إمداد المسلحين التي تستخدم لتهريب الأسلحة والذخيرة من الأردن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى