جسر الشغور… ولإجرام تركيا حكاية لا تنتهي…

بعد إدلب ها هي مدينة جسر الشغور تسقط بين أيدي المسلّحين، وها هي الأخبار تؤكّد دخول نحو 5000 إرهابي من دول عربية عدّة إلى سورية عبر تركيا للمشاركة في هذه المعركة والسيطرة على مدينة جسر الشغور. وقد تداول البعض معلومات عن تحضير تركيا لهذه العملية منذ حوالى الشهر وتدريب المقاتلين في تركيا على كيفية السيطرة على المدينة تحت إشراف الجيش التركي. هذه المعركة أثارت غضب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي على تركيا، داعمين الجيش السوري ومؤكّدين النصر القريب. وكان لفيرا يمّين تعليقها الخاص، فهذه المهزلة التي حصلت في جسر الشغور تؤكّد مجدداً شغور تركيا من الأخلاق والدين في وقت واحد…

«من حق الضحايا يعرفوا»!

في العادة عندما يرحل المرء ويغيب عن هذا العالم لا يعرف ماذا يحصل فيه، وسواء كان قد مات ميتة طبيعية أو قتل وأريقت دماؤه، فإنه لن يهتم بتبيان الحقيقة ولن يهتم بمعرفتها، فهو ميت!

لكن يبدو أن للنائب نديم الجميّل فكرة أخرى عن الموت، فمن حق الضحايا الأرمن أن يعرفوا، يعرفوا ماذا؟ يعرفوا من قتلهم. إذا أردنا الغوص في هذا الموضوع نجد أن الضحايا عرفوا قبل وفاتهم أن العثمانيين هم الذين قتلوهم ولا أحد سواهم، لذا فإن مطالبته تركيا بالاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبها العثمانيون سابقاً تسقط أمام هذا السبب، فالضحايا قبل أن يصبحوا ضحايا كانوا يعرفون جيّداً ذبّاحيهم وبعد أن أصبحوا ضحايا ما عادت للمعرفة فائدة. أمّا إن كان على تركيا الاعتراف أم لا؟ فهذا أمر يطالب به الجميع كون تركيا عليها الاعتراف وهذا ضرورة لا مجال للبحث فيه. كلمة الجميّل هذه أثارت انتقاد الناشطين على مواقع التواصل، انطلاقاً من مبدأ الثقافة ضرورية قبل الخطاب، فمن يريد أن يكون زعيماً وسياسياً بارزاً عليه أوّلاً إتقان فنّ صناعة الخطابة وبعدها فليخطب كما يشاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى