تقرير

كتب آلون بن دافيد في صحيفة «معاريف» العبرية:

هناك في «إسرائيل» من يعتقدون أنها ستجد ما يسمّونه تذكرة لسفرات متعددة، وستصل إلى وضع كل هجوم ينسب إليها في سورية أو لبنان، يلاقي ردّاً من حزب الله.

حسن نصر الله أعلن عن ذلك بصورة صريحة منذ شباط 2014، إذ، بحسب الادّعاء، هاجم سلاح الجوّ «الإسرائيلي» جنتا في الاراضي اللبنانية، وحتى أنه تسبب بإصابات في أوساط حزب الله، وبعدما نسب إلى «إسرائيل» في كانون الثاني تصفية جهاد مغنية في الجولان، هاجم حزب الله أيضاً قافلة جفعاتي في مزارع شبعا.

الردّ على الهجوم المنسوب إلى «إسرائيل» من شأنه أن يكون مرتبطاً بالصدى الاعلامي الذي يلقاه. فليس حكم هجوم في وضح النهار، حيث يكون مصور، كحكم هجوم في الليل غير مصور ولا إصابات فيه، الامر الذي يُمكن السوريين واللبنانيين من البقاء في مجال الإنكار.

حتى إذا قرّر حزب الله الردّ على الهجوم الذي نُسب إلى «إسرائيل» يوم السبت، فإنّ هذا لن يكون فورياً. يحتاج وقتاً من أجل الاعداد لعملية ردّ، كما أنه ليس في عجلة من أمره. الهدف المفضل من ناحيته سيكون مزارع شبعا التي يشعر فيها بشرعية من أجل العمل، أو منطقة شمال هضبة الجولان، الجزء الوحيد في الحدود «الإسرائيلية ـ السورية، الذي ما زال تحت سيطرة الأسد وحزب الله.

في الهجوم القريب يحتاج الجيش «الإسرائيلي» إلى الحفاظ على تواجد قليل في الحدود الشمالية وفي الاساس في مزارع شبعا، حتى لا يشكل أهدافاً لحزب الله. من دون قوافل إدارية زائدة، مثل تلك التي هجومت في بداية هذه السنة، أو أي عملية واضحة وبارزة تغريهم على الردّ.

المشكلة أنّ الردع «الإسرائيلي» أمام حزب الله تبدّد في السنة الأخيرة، منذ عملية «الجرف الصامد». التنظيم الذي لم يجرؤ طوال ثماني سنوات على المبادرة للقيام بأي عملية على الحدود أصبح لا يخاف من الاحتكاك مع «إسرائيل».

من أطلق ستة صواريخ مضادة للدبابات على قافلة جفعاتي هدف إلى قتل ليس القليل من الجنود، ولم يخف من ردّ «إسرائيلي» سيأتي في أعقاب العملية.

هذا ليس لأن حزب الله معني بالمواجهة مع «إسرائيل»، بل العكس، هو في الحقيقة ليس في وضع للدخول في مواجهة كهذه الآن. لكنه ثانية يجرؤ على الذهاب قاب قوسين أو أدنى من المواجهة ويزيد الاحتمال في أن يصل الجانبان إلى المواجهة لا يرغب أيّ منهما بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى