أميركا والحل السياسي اليمني

ناديا شحادة

يدرك الرأي العام العالمي ان ما يجري في اليمن يصب في الدرجة الأولى في مصلحة الكيان «الإسرائيلي»، ولم يعد خافياً على أحد ان العدوان السعودي – الأميركي على اليمن الذي شنته السعودية تحت اسم عاصفة الحزم كان بتأييد ودعم من واشنطن، وهذا ما أكده انتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الاميركي اثناء زيارة قام بها للرياض الشهر الماضي حيث صرح ان الولايات المتحدة ستعجل بإمدادات الأسلحة للتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين.

إضافة الى ان المخططين العسكريين الاميركيين يستخدمون المعلومات الاستخباراتية والصورة الحية توفرها طلعات المراقبة الجوية على اليمن لمساعدة السعودية في تحديد الهدف ومكانه وموعد قصفه. ومع استمرار العمليات العسكرية السعودية على الشعب اليمني من دون تحقيق أي من الاهداف التي اتخذتها السعودية ذريعة لتلك الحرب أدرك آل سعود حجم الورطة التي ورطتها بها أميركا في اليمن وانها قادت حرباً عبثية وانها لن تستطيع التحكم مستقبلاً في مفتاح نهايتها.

فالهجوم العسكري السعودي – الاميركي على اليمن لم يفضِ قطعاً الى تغيير موازين القوى على الارض فالمراهنات على هزيمة الحوثيين من خلال الضربات الجوية نتائجها جاءت مخيبة لآل سعود فبرغم تكثيف الضربات العسكرية وشن طيران العدوان السعودي غارات مكثفة وبضراوة بالغة على مناطق مختلفة تلك الضربات التي أدت إلى زيادة في اعداد الضحايا، الأمر الذي أدى الى زيادة القلق الاقليمي والدولي من استمرار الحرب على اليمن عكسته تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في 23 من نيسان المنصرم حيث اعتبر ان استمرار الاعتداءات السعودية على اليمن سيؤدي إلى إغلاق باب الحوار وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد سارعت إيران إلى إرسال قطع من سلاح البحرية الى البحر الاحمر في مقابل خليج عدن بعد تلقي طهران مؤشرات على نية السعودية توسيع دائرة القصف العشوائي ضد الشعب اليمني، إضافة الى احصاء طهران عدداً من الضربات الوحشية التي أدت إلى سقوط مدنيين بالمئات في اكثر من منطقة يمنية.

ويؤكد المراقب للشأن اليمني على ان سياسة التخبط والتردد التي اتبعتها السعودية وأميركا في حربها على اليمن فشلت في هزيمة الشعب اليمني، وأميركا هي التي تتحمل تبعيات العدوان وآثار القصف على اليمن وهذا ما أكد عليه مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين في تصريح له أول من أمس.

وأمام ما يدور اليوم من تفاصيل على الساحة اليمنية من أحداث مثيرة للاسى، وبات واضحاً ان سياسة واشنطن في اليمن تفتقد للوضوح فبعدما كانت تدعم العمليات العسكرية السعودية وتوفر الدعم اللوجستي والاستخباراتي محاولة منها لتقليم اظافر الحوثيين ومع فشل العملية العسكرية هل وصلت واشنطن الى قناعات الانخراط بالحل السياسي لحل الازمة اليمنية، وذلك بعد لقاء اليوم الذي جمع مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن الداخلي ومكافحة الارهاب ليزا موناكو المبعوث الدولي لليمن ولد شيخ احمد للتشاور معه حول مهمته الجديدة الذي سيبدأ جولة اقليمة الاسبوع المقبل في مسعى لاحياء محادثات السلام وليتم تكريس الجهود الدولية لايجاد تسوية سياسية للازمة اليمنية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى